إعلام المصريين.. وبرتوكولات تطوير التليفزيون!
لم يصدمني خبر توقيع بروتوكولات التعاون بين الهيئة الوطنية للإعلام برئاسة حسين زين ومجموعة "إعلام المصريين" برئاسة المنتج تامر مرسي، بهدف تقديم محتوى أفضل ومتطور على شاشات التليفزيون المصري، وذلك بتعاون الخبرات الموجودة في كلا الجانبين خلال خمس سنوات، فقد مضت سنوات عديدة ونحن ننتظر حلا لمعضلة مزمنة ألقت بالمبنى الأثير المطل على نيل القاهرة في غياهب التردي والفشل وعزوف المشاهدين عنه وأصبح فقط يجتر الماضي ويغني على ريادته التي كانت.
لقد تصورت منذ الوهلة الأولى عند قراءتي لخبر اتفاق التعاون بين الهيئة الوطنية للإعلام ومجموعة إعلام المصريين أن الهدف من هذه البروتوكولات ليس التدخل في سياسات الهيئة ومحتوى برامجها، وهو ما كشف عنه زميلي "السيد غنيم" محرر شئون التليفزيون في "فيتو"، الذي أوضح أن سيتم بموجب الاتفاق إنشاء قناة أرضية لبث مباريات كأس الأمم الأفريقية، برعاية إعلانية لمجموعة إعلام المصريين، التي ستكون نسبتها من الأرباح ٤٠٪ بينما تحصل الوطنية للإعلام على ٦٠ ٪ حسب الاتفاق المبرم بين الطرفين.
كما أن المجموعة ستكون الراعي الإعلاني للقناة الأولى وكذلك القناة الثانية والفضائية، وذلك بعد انتهاء علاقة وكالتي الأهرام والأخبار بقناة مصر الأولى، وأكثر من ذلك أنه لن يكون هناك أي تدخل من المجموعة في البرامج أي أن إعلام المصريين ستكون راعيا إعلانيا للتليفزيون ليس أكثر، وبالتأكيد فإن اتفاقا بهذا الشكل هو لصالح التليفزيون، لأن إطلاق قناة رياضية لبث مباريات كأس الأمم الأفريقية في وقت تستعد فيه مصر لاستضافة البطولة هي فكرة جيدة ومن شأن هذه القناة أن تحقق عوائد إعلانية كبيرة.
ولا شك أن "ماسبيرو" تعرض لمحاولات تطوير عديدة خلال السنوات الماضية لم تسفر عن تغيير كبير رغم امتلاكه آلاف الخبرات في جميع فنون العمل الإعلامي فضلا عن إمكانيات ضخمة، كانت قيادات التليفزيون تضع نصب أعينها منع خطة الهيكلة التي قدمها المهندس أسامة الشيخ للمهندس إبراهيم محلب إبان رئاسته لمجلس الوزراء.
ورغم مرور سنوات بقى الحال على ما هو عليه، فلا تطويرَ تم ولا هيكلة حدثت، مع تراجع مخجل في نسب المشاهدة الناتجة عن وجود عشرات البرامج على قنوات التليفزيون لا يعرف عنها أحد شيئًا، وبالتالي فإن التليفزيون يحتاج إلى أفكار جديدة تضعه من جديد في صدارة نسب المشاهدة بعد أن سحبتها منه قنوات عربية سواء في الجانب الإخباري أو برامج المنوعات وخلافها.