رئيس التحرير
عصام كامل

«برج المنوفية» وجهة المشاهير والأجانب.. يقدم «فطير وحمام» من خير الطبيعة.. «السادات ومبارك» كانا ضيفين دائمين.. «الشعراوي» وصفه بـ«جنة الفطير على الأرض

فيتو

في أقصى شمال شرق محافظة المنوفية وبالتحديد مدخل مدينة قويسنا طريق "القاهرة- الإسكندرية" الزراعي تحاصرك رائحة تعود بك إلى الزمن الجميل إنه الفطير المشلتت الفلاحي لتجد نفسك حينها أمام أحد أهم المناطق السياحية بالمحافظة وهو "برج المنوفية السياحي"، والذي أنشئ منذ أكثر من 60 عاما، واشتهر بصناعة الفطير المشلتت والحمام المحشو، لتصنف محافظة المنوفية على أنها محافظة الفطير الأمر الذي أصبح عاملًا لجذب الأفواج السياحية من كل حدب وصوب.


السادات
برج المنوفية نال شهرة واسعة وصلت للعالمية إبان عهد الرئيس الأسبق محمد أنور السادات، ابن قرية ميت أبو الكوم مركز تلا بالمنوفية، فكان دائم التردد عليه بصحبة وزراء ومسئولين ووفود أجنبية عالمية، وكانت الوجبة الأساسية لهم هي الفطير المشلتت المكون من الزبدة الفلاحي والطعم الذي لم يكشف عن سر صنعته حتى الآن، وخاصة عند تناوله مع عسل النحل الأصلي، أو العسل الأسود، أو بالجبن القديم، أو مع القشدة والجبن الأبيض.

الشعراوي
وفود عالمية وأجنبية وسفراء دول ووزراء ومسئولون أيضا، ترددوا كثيرا على برج المنوفية لتناول الفطير المشلتت والحمام المحشي، أبرزهم "الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك، والشيخ محمد متولي الشعراوي الذي وصفه بجنة الفطير على الأرض، ومحمد سيد طنطاوي، شيخ الأزهر الأسبق، وشوقي علام، مفتي الجمهورية، والدكتور هشام الشريف، وزير التنمية المحلية الأسبق"، إلى جانب عدد كبير من المشاهير والسياسيين والفنانين ولاعبي كرة القدم، وأعضاء مجلس النواب.

ويعد برج المنوفية، المقام على مساحة 4 أفدنة، منها 2 فدان للمبنى المكون من "برج الحمام، ومدخل البرج، والمطعم، والاستقبال، وقاعة أفراح، وألتراس، والمطبخ"، فضلًا عن تخصيص 2 فدان للحديقة وبحيرة البجع، وبيت الفطير، وهو المكان المخصص لتجهيز الفطير المشلتت عبارة عن ثلاث حجرات؛ الأولى للعجن والتقطيع والتجهيز، أما الحجرتان الأخريان ففيهما فرنان فلاحيان للخبيز.

وتقول هانم محمد على، فلاحة، وتعمل في خبز الفطير، إنها تعمل بالبرج منذ أكثر من 15 عامًا، مضيفة أنها تشعر بالسعادة عند زيادة الطلب على الفطير معتبرة ذلك نجاحًا لها، مشيرة إلى أنها لا تستخدم سوى المنتجات الطبيعة، وهذا سر جمال مذاق الفطير.

وأضافت حفيظة أحمد، تعمل في خبيز الفطير، أن إشعال الفرن الفلاحي يكون عن طريق الخشب والحطب، لافتة إلى أن صناعة فطير برج المنوفية هو في الأساس فن من فنون الطعام؛ نظرًا لشهرته الداخلية والخارجية والتي تخطت حدود محافظة المنوفية.

الفطير الفلاحي
وشهرة برج المنوفية لم تقتصر على الفطير الفلاحي المشلتت فقط، بل هناك الجناح الآخر وهو الحمام المحشو، فداخل مطبخ البرج يوجد فرن خاص بالحمام يعمل عليه شيف متخصص منذ أربعين عامًا وآخر منذ 12 عاما.

ويقول الشيف محمود صابر، والذي يعمل بمطعم البرج منذ أكثر من 11 عامًا، إن زيادة الطلب على الحمام المحشي لا يقل عن طلبات الفطير المشلتت، مضيفًا أن الفطير المشلتت والحمام المحشي هما رأس مال برج المنوفية.

وأشار ياسر عثمان، شيف يعمل منذ 12 عامًا بالبرج، إلى أن هناك نوعين من الطلبات على الحمام المحشي، نوع يأتي لتناوله بمطعم البرج ويستمتع بالمناظر الخلابة والحديقة التي تتميز بالتراث الفلكلوري، ونوع آخر يطلبه عن طريق التليفون ليتناوله بالمنزل.

وتضيف هالة محمد متولي، مدير برج المنوفية، أن البرج الذي أنشأته الشركة العربية للسياحة في عام 1961، قبل تخصيصه كأحد مشروعات المحافظة في عام 2011، يستضيف أفواجًا أجنبية ومسئولين وقيادات بالدولة، مشيرة إلى أن أعضاء مجلس النواب ضيوف دائمون عليه، لافتة إلى أن آخر فوج أجنبي كان لوفد الكونجرس الأمريكي المراقب على الانتخابات الرئاسية المصرية 2018.

وأوضحت هالة، أن هناك موسمين لاستقبال الزائرين هما "الموسم الشتوي، والذي يصل فيه الإقبال لنسبة 80%، والموسم الصيفي"، مشيرة إلى أن الموسم الصيفي يشهد زيادة إقبال الضيوف والزائرين للاستمتاع بالمناظر الطبيعية والحديقة والذي يصل في كثير من الأحيان لنسبة 120%، لافتة لقيام المدارس والكنائس بتنظيم رحلات داخلية للطلاب.

أسعار الأكلات
ونوهت مديرة برج المنوفية إلى أن أسعار الأكلات في متناول الجميع، موضحة أن سعر الفطيرة الواحدة تتراوح من 50 إلى 60 جنيهًا حسب الوزن والحجم، مضيفة أن الطلب عليها كبير بشكل يومي، والرقاق الفلاحي يصل سعره لـ 30 جنيهًا، والكسكسي 20 جنيهًا، مشيرة إلى عدم تحصيل أموال كرسوم للدخول.

وبالرغم من شهرة برج المنوفية وزيادة الإقبال عليه إلا أنه يحتاج نظرة من قبل المسئولين بمحافظة المنوفية لتطويره للاستفادة من موقعه الجغرافي المميز على طريق (القاهرة - الإسكندرية)، فالقاعات تحتاج لتطوير، وأيضًا تحتاج الخيمة المجاورة له والتي أنشئت عام 2011 بتكلفة 2 مليون جنيه لعرض مشروعات شباب الخريجين، ولم تُستغل حتى الآن.
الجريدة الرسمية