رئيس التحرير
عصام كامل

احذفوه.. احذفوا «يناير»!


هذا شهر الاضطراب الذهني والعصاب الوطنى. فيه ظهر العملاء يسوقون الشرفاء، يستخدمون البسطاء لتنفيذ مخطط تدمير الوطن. تم تدريب كوادر العمالة على برامج بث الكراهية وتحطيم القيم الاجتماعية، والنيل من الشخصيات مهما كبر عمرها أو مكانها الوطنى. كبار السن لا لزوم لهم. الأب وظيفة. دوره انتهى فليرحل إلى قبر أو ليتمدد على كنبة الإهمال.


فيه يقف الناس قسمين، ما قبل الخامس والعشرين من يناير، وما بعد الخامس والعشرين. ناس ما قبل يوم الثلاثاء الخامس والعشرين من يناير المؤامرة احتشدوا ليصنعوا الثلاثين من يونيو، الثورة المصرية الوطنية.

كانت في الحقيقة ثورة على المؤامرة في حد ذاتها، لكن كثيرين من أفاعي العملية المخابراتية الكبرى لا يزالون في رأس المشهد. هم أكثر من غيرهم أغنياء الخراب. كانوا جرابيع بمعنى الكلمة فلمعت سحناتهم القميئة، وتضخمت حساباتهم، ثمنا للسموم يبثونها في صدور المواطنين.

لا شهر يحظى بالكراهية من بين كل شهور السنة مثل يناير. فيه لا يغاث الناس، بل يداس الناس، ولايزال كبيرهم رأس المكر محمد البرادعي ينعق كالبوم في تغريدات هي فحيح، يتباكى على الدعوة لتغيير الدستور. مرت سبع سنوات على يناير السواد، ومازال الناس يدفعون ثمن الكراهية وسقوط القيم وانهيار المؤسسات، وتوقف الإنتاج.

ومرت خمس سنوات على رئاسة السيسي للبلاد. مشكلة الناس معه هو يعرفها، وهو بادئها. ليست أبدا مشكلة وطنية، فهو بطل قومى أنقذ الوطن. مشكلته مع الناس الغلاء وصعوبة المعيشة. مع ذلك فإن الناس يتابعون عمله والحكومة بإعجاب، يشوبه غيظ من الأسعار. تنتشر في الوقت ذاته دعوة لتغيير الدستور، لمد مدد الرئاسة، أو لتغيير عددها، ومواد أخرى.

مع الرئيس الذي هزم يناير لن يكون ثمة بأس في التعديل. لكن هل سيكون من المناسب استئصال الورم الخبيث المسمى ثورة خمسة وعشرين يناير؟

زرعوه في غيبة الاستقرار وحضور الفوضى، ومخافة الفتنة، وراجعوا من كان أعضاء لجنة الخمسين التي مررت دستورا يقدس جريمة في حق الوطن بلغت درجة الخيانة والتآمر وتضليل الجماهير. يعرف الجميع من زمان أنها كذلك، لكن لم يجرؤ أحد أن يقول للعاهرة إنها بلا شرف، لأن الموج كان عاتيا وسوقيا وغوغائيا.

حان الوقت بالفعل لحذف وإسقاط ما يطلقون عليه ثورة. لو ثورة ما دمرت ولا خربت ولا حطمت ولا قسمت ولا جاءت بالإرهاب حاكما ولا بالعملاء سندة ومعاونين!

لو ثورة لضحينا من أجل نجاحها ولدافعنا عن مشروعها.

لم يكن الثالث والعشرين من يوليو1952 ثورة، بل كما أسماها الضباط الأحرار حركة، وفي القانون الدستوري هي انقلاب كامل بكل معنى الكلمة! هل تعرفون من أقنع الرئيس الراحل جمال عبد الناصر بإطلاق اسم ثورة على الحركة ؟!
إنه سيد قطب مخ الإرهاب وصانعه وإلهه!

وهل تعلمون ماذا كان يعمل وقتها؟
مستشارا لناصر!

مع ذلك. مع ذلك، فإنها بالفعل صارت ثورة بسبب التغيير الاجتماعي الهائل الذي أحدثته. تغيير في البنية السياسية، وتغيير في الهوية الاقتصادية، والعمل بهمة لتكريس مفهومي الوطنية والقومية العربية.

يناير ليس ثورة بكل المقاييس. ليته كان. تضمين الدستور أنها ثورة هو عمل من أعمال يناير. شغل عافية!.. وسيأتى يوم تحاكم فيه هذه الجريمة محاكمة كاملة، لأن صناعها ليس الإخوان فحسب، بل طابور الاعلاميين العملاء ممن انبطحوا على بطونهم فاغري الأفواه أمام متعثر اللسان، سقيم العقيدة الوطنية، الهارب محمد البرادعى... رأوه إلههم ؛ فسجدوا لمجرم في حق وطنه.
البرادعي وسيد قطب وجهان لخيانة وطن.
الجريدة الرسمية