رئيس التحرير
عصام كامل

«الإغاثة» لعبة الإخوان لاحتواء غضب أوروبا ضدها.. خطة جديدة تعيد إحياء دور الجمعيات الخيرية.. تستغل «رابطة المسلمين» لتنفيذ أغراضها.. وباحث: منبع رئيسي لجلب الأموال وضخها في الخزائن

 جماعة الإخوان الإرهابية
جماعة الإخوان الإرهابية

تسابق جماعة الإخوان الإرهابية الزمن، لإعادة تواجدها القوى في أوروبا، تبحث عن أي طريقة، وتفتش في دفاترها القديمة، لإحياء صلاتها الوثيقة بالغرب، التي تكونت عبر تصديرها صورة دعوية إصلاحية، أجادت رسمها خلال العقود الماضية، وتوصلت أخيرًا إلى إحياء فكرة «الإغاثة» التي مكنتها خلال الأربعة عقود الماضية، من السيطرة على جمعيات المجتمع المدني، ومنها عزفت على اللحن الأوروبي.


البداية من السويد
تلقت الإخوان مؤخرا ضربات موجعة، لأول مرة يتم التضييق عليها بقوة، أظهرت بشكل واضح خلال العامين الماضيين، الغضب الأوروبي نحوها، ما دفع حكومة ألمانيا، لاعتبارها كيانًا خطرًا على الهوية الألمانية، بسبب تطرف أفكارها، وحظر شعاراتها في النمسا، إضافة إلى مقاطعتها من مؤسسات عالمية، قالت إنها توفرت لديها معلومات تؤكد أن التنظيم الإخواني انعكاس للتطرف، وهو أحد بوابات الانضمام لداعش والحركات الدموية الإرهابية في العالم.

وتتجه الإخوان إلى إعادة ترسيم فكرة الإغاثة، بداية من السويد وفنلندا والدنمارك، وتوظيف أدوار الجمعيات التي تمتلكها، والتي تدعي من خلالها الدفاع عن حقوق الإنسان والديمقراطية، ووحدت بين أكثر من تجمع لها تحت اسم «رابطة المسلمين» الكيان الجديد الذي تحاول من خلاله إحياء أفكار الإغاثة، حتى تبعد تهم الإرهاب عنها، بتلميع صورة جماعة الخير القديمة، الكيان الإصلاحي الذي يوفر البديل الآمن في شرق أوسط يعج بالأزمات والمحن.

بداية النشأة

وتعود نشأة رابطة المسلمين، التي تعول عليها الإخوان كثيرا إلى عام 1980، وهي كيان ضخم يضم حوالي 40 جمعية، ولها استثمارات عدة بالكثير من المجالات وخاصة التعليم، وتؤكد الإحصائيات أن الكثير من الدواعش الأوروبيين، تخرجوا بالأساس من مؤسسات تعليمية، لها علاقة بالإخوان.

وتشير المعلومات المتوفرة عن الرابطة في ثوبها الجديد، إلى سعي الجماعة لتولية نائب يوسف القرضاوي، السوداني «عصام البشير»، أحد أهم المراكز القيادية بالرابطة، لإبعاد التركيز عن خالد حنفى، القيادي المصري بالتنظيم الدولي للإخوان، وأهم المقربين من يوسف ندا، عقل التنظيم في الخارج، وضمن مؤسسي هذه الكيانات الإخوانية بأوروبا.

كما تحاول الاستحواذ على أملاك منظمة الإغاثة القديمة، بجانب الحفاظ على محافظ التمويل، والدعم الذي تتلقاه من عدة مؤسسات خيرية وبنوك، على رأسها مؤسسة قطر الخيرية، وتستغل تواجدها في 25 بلدًا بآسيا وأفريقيا وأوروبا، لدعمها بكل الطرق، بجانب الحصول على دعم من البنك الإسلامي للتنمية، بخلاف أرباحها من الاستثمارات في شركات عالمية.

يرى ثروت الخرباوي، الباحث في شئون الجماعات الإسلامية، أن الإخوان تعتمد دائما على الجمعيات بعض النظر عن المسميات، باعتبارها بوابة لجمع الاشتراكات الرئيسية.

وأوضح أن هذه الأفكار، تمثل دائما المنبع الرئيسي لجلب الأموال، وضخها في الخزائن الإخوانية، لافتا إلى أن التبرعات تزيد للإخوان وقت أزماتها، ربما أكثر من الدعم الذي تتلقاه خلال ماراثون الانتخابات النيابية التي كانت تزاحم عليها بكل مستوياتها.
الجريدة الرسمية