الفارس ينزل في الميدان.. «سباق المرماح» آخر ما تبقى من 200 عام فروسية بصعيد مصر (صور)
"ساحات المرماح".. تعد من أهم الأماكن التي يتجمع فيها أبناء الصعيد للمبارزة واستعراض مهاراتهم في ركوب الخيل، بالإضافة إلى عرض الخيول وأسعارها، وساحات المرماح آخر ما تبقى من عصر الفروسية في صعيد مصر، ولا يزال أبناء قنا يحرصون عليه في الموالد والأعياد والمناسبات الخاصة بمختلف قرى مراكز المحافظة التسعة.
وعن هذه المسابقات قال محمود عادل محمد، أحد المشاركين بالمسابقة: "نحرص في كل مناسبة على أن يكون هناك سباق شهري في قرى مركز قوص، والكثير من الفرسان يستعرضون مهاراتهم في كافة الفنون بالخيل"، منوهًا إلى أن تاريخ المرماح في الصعيد يعود إلى 200 عام تقريبًا والصعايدة أول من تسابقوا في هذه اللعبة.
وأضاف منصور السعدني، أحد مربي الخيول: "في مصر يوجد 3 مزارع للخيول في القاهرة والمنيا ويبدأ سعر الخيل من 27 ألف جنيه، ويختلف من واحد لآخر بحسب تكلفة الأكل، ومن هنا يأتى ارتفاع الأسعار، وكل واحد منهم له شجرة نسب تحمل اسمه وعائلته وهذا بالطبع يأتي في مقدمة الدول العربية دولة الإمارات وبالطبع يكون هناك مزادات علنية لتلك الخيول ويشارك فيها هواة تربية الخيل".
كما أشار يحيى أشرف محمود، أحد المشاركين في سباقات المرماح، إلى أن تلك الساحات يستعرض فيها كبار القبائل والعائلات تسعيرة الخيول، وأغلب تلك الخيول يتم شراؤها بأسعار زهيدة من مختلف الدول العربية من مزادات يكون لها شجرة ونسب.
وتابع: "رغم ارتفاع أسعار الخيول إلا أن كبار العائلات يعتبرون ذلك فخرا ويستعرضون ذلك في ساحات المرماح عند المشاركة ويرفضون مشاركة أي لاعب أو خيل لا تاريخ لها".
وعن مميزات الفارس قال صادق حسب الله: "مميزات الفارس تختلف عن أي شخص آخر، فلا بد أن يكون الفارس ذا مهارة فائقة مثل السرعة والرشاقة والذكاء، وتعلم الحماية والدفاع عن النفس، خاصة أن البعض يحرص على لعبة العصا وهم على الخيل".
وأضاف نور على صالح، أحد أبناء قبيلة العرب، أن الشهامة والرجولة من الصفات التي يجب أن توفر في لاعب "المرماح" المشارك في السباق، خاصة أن الساحات تكون مليئة بالرجال أصحاب الشخصيات القوية خاصة من كبار العائلات والقبائل الذي يدفعهم الولع بتلك اللعبة إلى تنظيم عدد من المسابقات في ساحات كبيرة والرهان على الخيول المشاركة فيها.
وأكد أشرف محمود، أحد أبناء قبيلة الأشراف، أن هذه المسابقات متوارثة منذ القدم بين أبناء الصعيد، وهناك قبائل وعائلات في مختلف قرى مراكز المحافظة تمتلك خيول يحتفظون بنسبها ويبيعونها بأعلى الأسعار.