رئيس التحرير
عصام كامل

أوجاع وأزمات الثقافة تحتاج تدخل الرئيس.. مجاهد يطالب بفتح المسارح المغلقة.. عصمت: إعادة نشر «الكلاسيكيات».. المليجي: الاهتمام بالمهرجانات الفنية الدولية.. النقاش: تدخل الدولة بالإنتاج السينم

فيتو

مع بداية عام جديد، لا تزال الساحة الثقافية المصرية غارقة في العديد من الأزمات والتحديات التي تراكمت على مدار سنين طويلة، دون حل جذري أو علاج من خلال خطة معدة طويلة الأمد.


كما لم يعد غريبا أن تجد قطاعات بأكملها تحتاج إلى تدخل عاجل وسريع لدرء ما لحق بها من خيبات وأضرار، والنهوض بها مجددا لتطوير مجالات الفكر والفنون والأدب المصري.

ورصدت «فيتو» أمنيات وطلبات عدد من المثقفين والكتاب للرئيس عبد الفتاح السيسي لحلها، وجاءت كالتالي:

النشر الحكومي
الروائي عادل عصمت، طالب بنشر كلاسيكيات الثقافة المصرية في الاجتماع والأدب والعلوم، من خلال الهيئة المصرية العامة للكتاب، باعتبارها الناشر الرسمي والحكومي الأول في الجمهورية، مضيفا أنه يجب طرح تلك الكتب والإصدارات في المنافذ بالمحافظات والقرى والنجوع المختلفة بسعر مناسب دون مغالاة.

وأكد «عصمت» ضرورة الاهتمام بالمكتبات العامة والحفاظ على ما تمتلكه من ثروات وكنوز معرفية وعلمية، وإتاحتها بجميع المناطق خاصة الفقيرة نسبيا، مشيرا إلى أن العلم والمعرفة والإطلاع والقراءة هما سبيل تقدم المجتمع بفئاته المختلفة.

عودة المسارح المغلقة
وفي السياق ذاته طالب الدكتور أحمد مجاهد رئيس الهيئة العامة للكتاب الأسبق، بإعادة فتح المسارح المغلقة على مستوى الجمهورية والتابعة لمختلف القطاعات الحكومية متمثلة في شئون الإنتاج الثقافي وهيئة قصور الثقافة يعد أولوية هامة يجب تنفيذها في أسرع وقت.

وأوضح أن غلق المسارح لدواع أمنية أو لعدم توافر وسائل الحماية المدنية الكافية للجمهور يعتبر أزمة حقيقية وتحد في الوقت الحالي، مضيفا أن تكلفة إعادة افتتاح المسرح الواحد تصل إلى 2 مليون جنيه.

الفعاليات الفنية الدولية
وأشار الدكتور صلاح المليجي رئيس قطاع الفنون التشكيلية الأسبق، إلى تمنيه عودة الحراك الفني الدولي في مصر من خلال بينالي القاهرة الدولي، ومهرجان ترينالي الجرافيك، وبينالي الخزف، موضحا أن تلك الفعاليات والتي كانت تقام في بعض الفترات، غير مخصص لها ميزانية ثابتة في وزارة الثقافة.

وأضاف أن توقف ذلك الحراك لأسباب مالية وضعف الميزانية أمر صعب للغاية، متابعا:« مصر من تمتلك رواد وكوادر فنية على مستوى قارة أفريقيا والعالم.. عودة تلك الفعاليات هيكون أمر رائع جدا وعلامة جديدة مضيئة».

وتابع أن وزير الثقافة الأسبق الدكتور فاروق حسني والدكتور أحمد نوار رئيس قطاع الفنون التشكيلية الأسبق كانا يعتمدان على جهات مختلفة لدعم تلك الفعاليات، لعدم وجود جزء مخصص لها في المقررات المالية بالوزارة.

في السياق ذاته أكد المليجي أن الفن ضرورة وليست رفاهية لأنه يصنع وجدان الناس ويثقفهم، كما يعد جزءا من الحياة اليومية للمصريين.

دعم السينما
وأضاف الناقد الأدبي حسين حمودة، أنه يجب إعادة الاعتبار لمؤسسات السينما بحيث يكون هناك إنتاج كبير تحت إشراف الدولة، لتعود من خلاله مؤسسة السينما إلى حضورها القديم الذي أسهم في فترة من الفترات في إنتاج أفلام مصرية كبيرة بالبلدان العربية، كما أصبحت واجهة مشرفة للثقافة المصرية، موضحا أن رعاية السينما يمكن أن تحقق عائدا اقتصاديا كبيرا.
وتمنى حمودة أن يكون هناك اهتمام بوصول الثقافة المصرية إلى البلدان الأفريقية التي تحتاج إلى توصيل منتجات وعوائد الثقافة المصرية إليها، مشيرا إلى أن تلك الدول تواجه صعوبات كبيرة في الحصول عليها رغم اهتمامها الكبير بما تفرزه الثقافة والفكر المصري.

النهوض بالسينما
وطالبت الكاتبة فريدة النقاش بمشاركة الدولة في تمويل الإنتاج السينمائي، والاهتمام به، خوفًا من تدهور الذوق العام أكثر من الفترة الحالي، قائلة :«الدليل على تدهور السينما، هو تصريح الفنان رشوان توفيق، عندما قال أن انسحاب الدولة من تمويل الإنتاج السينمائي أدي لظهور المطاوي»، لذلك لابد أن ترعى الدولة قطاع السينما للحفاظ على تراث الدولة وحمايته من مدعي الفن.
وقالت فريدة النقاش، أنها طلبت من الرئيس عبدالفتاح السيسي في وقت سابق، إلغاء كل القوانين المقيدة للحريات، لأن الدستور ألزم بعدم تقيد الحريات، لتكون هناك حالة ازدهار للمثقفين.

وأشارت النقاش أنه لابد من التراجع عن قرار نقل معرض الكتاب لأرض المعارض الجديدة بمدينة نصر، لأنه يصعب الأمر على جمهور القراء.

قصور الثقافة
وأوضح الناقد عز الدين نجيب أن مطلبه من الرئيس هو الاهتمام بقصور الثقافة قائلًا:«مازالت قصور الثقافة، قاصرة على أداء عملها بشكل روتيني، لنقص الإمكانيات في مختلف المحافظات، ونقص الخبرات ايضًا».
وأشار إلى أن زيادة العاملين داخل هذه القصور يعتبر نوعا من البطالة المقنعة، مضيفا أنه يجب وضع الفن والثقافة ضمن مناهج وزارة التربية والتعليم، بعد اختفائها تقريبًا، داخل الفصول المخصصة لهذه الأنشطة، والتي كانت سببا في خروج جيل لا يعي بقيم الفن ومعانى الثقافة، إضافة إلى عدم اكتشاف مواهبه.

اقتصار الثقافة على النخبة
وأشار «نجيب» أنه لا تزال المنتجات الثقافية من فنون تشكيلية وثقافية وفن بشكل عام، محصورة في مواقع النخبة والمتخصصين، بعيدًا عن القاعدة الجماهيرية الكبيرة، والقرى البعيدة، لذلك لابد من الاهتمام بها والنظر بشكل واقعي من أجل التطوير والتواصل مع الجمهور.

القضاء على فساد النشر
في سياق متصل عبر الشاعر الشاب أحمد عثمان الفائز بجائزة أحمد فؤاد نجم لشعر العامية عن رغبته في تدخل الرئيس للقضاء على الفساد في عملية النشر الإقليمي الحكومي، والتابع لقصور الثقافة حتى يصل لمستحقيه وإنهاء مبدأ المحسوبية والواسطة في اختيار الأعمال التي تطبع من خلال قطاعات وهيئات وزارة الثقافة، متابعا:« دعم النشر لا يصل للشباب بسهولة ووضوح».

الجريدة الرسمية