ذكرى الثورة الإيرانية الـ 40 بعيون إسرائيل (فيديو)
قبل 40 عامًا تحديدًا في 1979، انتقلت إيران من النظام الملكي تحت حكم الشاه محمد رضا بهلوي الذي كان مدعومًا من الولايات المتحدة واستبدلته في نهاية المطاف بالجمهورية الإسلامية عن طريق الاستفتاء في ظل المرجع الديني آية الله الخميني، قائد الثورة بدعم من العديد من المنظمات والحركات، وعند هذه النقطة تم القضاء على إيران العلمانية، وولد بلد جديد بقيادة الخميني، اللافت هذا العام هو اهتمام الإعلام الإسرائيلي بذكرى الثورة، الأمر الذي يطرح تساؤلًا حول، هل كانت الثورة الإيرانية مكسبا أم خسارة بالنسبة لإسرائيل.
في البداية اندلعت المظاهرات ضد الشاه في أكتوبر 1977، وتطورت إلى حملة المقاومة المدنية التي تشمل كلا من العناصر العلمانية والدينية، واشتدت في يناير من العام التالي 1978، وبدأت الإضرابات والمظاهرات تشل البلاد، وعلى إثرها غادر الشاه إيران إلى المنفى يوم 16 يناير عام 1979، وترك مهامه إلى مجلس الوصاية "المجلس الملكي" ورئيس الوزراء.
وعاد آية الله الخميني إلى طهران بعد 14 عامًا من النفي، متلقّيا ترحيبا من عدة ملايين الإيرانيين، وانهار الحكم الملكي بعد فترة وجيزة.
مزاعم إسرائيلية
الكاتب الإسرائيلي، مردخاي ليفمان نشر مزاعم في مقال نشر في موقع "نيوز1" العبري، تقول إن الثورة تمت من خلال خطة تآمرية، برعاية بريطانية وأمريكية، خاصة في إدارة جيمي كارتر ضد نظام الشاه، كانت الخطة تهدف إلى زيادة كره الشعب الإيراني للشاه من أجل تحفيز انقلاب مدني.
إذا كان هذا الكلام صحيحًا، فكيف تكون أمريكا تبنت مثل هذه الخطة بدون مشورة إسرائيل التي تمتلك لوبي ضغط كبير في واشنطن، وكيف توافق إسرائيل على مثل هذه الخطة في الوقت الذي توجد طائفة يهودية في إيران يقدر عددها بالآلاف، كانت تنعم بالأمان في عهد الشاه رضا بهلوي، وخاصة أنه بعد الإطاحة بالأخير تم إعدام أشهر تجار اليهود الإيرانيين، ويدعى حبيب غليان؛ لأنه اتهم بالتجسس والتخابر ضد إيران لصالح إسرائيل، وبعدها قرر نحو 60 ألف يهودي الهجرة إلى أمريكا وإسرائيل، لكن سرعان ما هدأت الأمور بعد أن أصدر الخميني فتوى تعتبر اليهود أقلية دينية ينبغي حمايتها.
الاستخبارات الأنجلو - أمريكية
ويقول الإعلام الإسرائيلي إن الاستخبارات الأنجلو - أمريكية نفسها كانت ملتزمة برحيل الشاه من إيران، مشيرة إلى أن عندما بدأت موجة الاحتجاجات في الواقع ضد الشاه، كانت طفيفة، ولكن القنوات التلفزيونية البريطانية مثل بي بي سي بثت باللغة الفارسية ومنحت دعما للخميني.
أسباب التظاهرات
الأسباب التي أدت إلى حدوث الثورة وطابعها الشعبي والقومي والشيعي في وقت لاحق تشمل رد فعل متحفظ ضد الجهود التغربية والعلمانية للشاه المدعوم من الغرب، وارتفاع في التوقعات الناجمة عن عائدات النفط عام 1973، وبرنامج اقتصادي مفرط الطموح، والغضب بسبب انكماش اقتصادي قصير وحاد في 1977، وغيرها من أوجه القصور في النظام السابق.
وررغم الحديث عن انقلاب واشنطن على الشاة إلى أن هناك تقارير تحدثت عن أن الولايات المتحدة استقبلت الشاه لعلاج السرطان، ما تسبب في ضجة كبرى في إيران من جماعة الخميني والجماعات اليسارية التي تطالب الشاه بالعودة إلى إيران للمحاكمة والإعدام.
شباب من أنصار الإمام الخميني اقتحموا السفارة الأمريكية واحتجزوا عشرات الرهائن داخلها، في ما أصبح يعرف باسم أزمة الرهائن في إيران، وفي أمريكا أنصار الشاه لاحظوا أن كارتر لم يقم بما يكفي لدعم الشاه؛ مما تسبب بتحول إيران من حليف إلى عدو؛ ومن ثم وقوع أزمة الرهائن، واعتبر البعض أن دعم الخميني لعملية احتجاز الرهائن كانت مناورة سياسية ذكية هدفها تقسيم مواقف المعارضة ضد الدستور الجديد الذين كان سيتم الاستفتاء وقتها.