رئيس التحرير
عصام كامل

حوار مع صديقي الإرهابي (2)


وأستكمل الحوار مع ذلك الشاب الذي عرفته وهو صغير، وقد صار الآن من أشد الموالين للجماعة الإرهابية، ويكشف حواره عن مدى ما يسيطر على عقله من أفكار بثتها الجماعة الإرهابية فيه، وحولته من إنسان يفكر إلى مسخ يردد أقوال الجماعة الفاسدة التي تحض على القتل والعنف باسم الدين لهدف واحد فقط هو السلطة التي من أجلها تمتطي مثل هؤلاء الأشخاص مغيبي العقل.


وحتى هذه الجماعة الإرهابية نفسها ما هي إلا مطية للمخابرات الأمريكية تمتطيها لتصل بها إلى أهدافها الخبيثة من تدمير الدول لصالح إسرائيل، وإلى استكمال الحوار :

أنا: إذا قُتل من قام بوضع القنبلة وهو يضعها ليقتل بها الأبرياء هل هو شهيد؟
هو: نعم..

أنا: من أباح لكم قتل الأبرياء؟ في أي شرع أو دين؟ هل تجد آية واحدة في القرآن تحض على قتل الأبرياء أو حديثا واحدا تحدث في ذلك.

هو: أتقصد بالأبرياء أولئك الأقباط الذين كانوا مستهدفين من القنبلة؟

أنا: نعم أقصد هؤلاء

هو: هؤلاء هم الذين نزلوا ضد الرئيس الشرعي مرسي فيجب قتلهم.

أنا: هل تظن أن ثورة 30 يوليو قام بها الأقباط فقط دون المسلمين؟ وهل تظن أن عدد الأقباط في مصر يزيد على 30 مليون الذين نزلوا في الثورة ؟ وهل لم تجد أي مسلم في هذه الثورة؟

هو: كان فيها مسلمون ضالون كفار.

أنا: إذا لماذا تستهدفون الأقباط دون المسلمين؟ إلا إذا كنتم تريدون إحداث فتنة طائفية في المجتمع تطالبكم بها المخابرات الأمريكية والإسرائيلية لتبيح لهم التدخل في شئون مصر.

هو: الأقباط كفار يجب قتلهم.

أنا: لكنك بذلك تخالف صريح القرآن الكريم والأحاديث النبوية الشريفة، فقد قال الله سبحانه وتعالى :" لَّا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ (8) إِنَّمَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ قَاتَلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَأَخْرَجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ وَظَاهَرُوا عَلَىٰ إِخْرَاجِكُمْ أَن تَوَلَّوْهُمْ ۚ وَمَن يَتَوَلَّهُمْ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ (9)".

كما أوصى الرسول الكريم بهم خيرا فإن لهم ذمة ورحما، وفعل بالوصية كل الخلفاء الراشدين مثل سيدنا عمر بن الخطاب الذي في عهده بنيت الكنيسة الضخمة للأقباط في مصر، وحافظ على حقوقهم وأعطاهم العهدة العمرية. 

كما أن الأقباط لم يقاتلوكم بل أنتم الذين أحرقتم كنائسهم وقتلتموهم، وبدأتم في أيام المرسي التضييق عليهم، ومحاولة فرض الجزية ونشر قواكم من الداعشيين بينهم ليؤذوهم، فهل تجد بعد ذلك أنه يجب قتلهم وهم مسالمون، واشترك بعضهم في ثورة 30 يوليو مع أشقائهم من المسلمين ليقفوا ضد الظلم؟.

أنا: دعك من ذلك وأجبني صراحة لماذا تكرهون الرئيس السيسي؟

هو: لأنه وافق على قتل الأطهار في رابعة، وقد كنت معتصما هناك وشاهدت بعيني الطائرات التي كانت تحلق فوق رؤوسنا وتقذفنا بالقنابل على ارتفاع منخفض؛ لدرجة كنت أشاهد الطيارين بوضوح، فقُتل آلاف المعتصمين بدم بارد.

لم أتمالك نفسي ودخلت في نوبة ضحك شديدة وصلت بي للسعال، وبعد أن هدأت قلت له: أعذرني فحديثك مضحك بشدة، وما صورته من مشهد الطيران ذكرني بالطيران الإسرائيلي في 67 عندما كان يقذف الجنود المصريين على صحراء سيناء. المهم هل تعلم يا صديقي أنه لو طائرة حربية واحدة قامت وقذفت قنابلها لأتت ليس على كل المعتصمين فقط بل على كل المباني المحيطة بميدان رابعة. وإذا كان كلامك صحيحا فكيف نجيت أنت والكثير جدا غيرك من هذه القذف؟

هو: لأن الله لم يقدر موتي في ذلك الاعتصام.

أنا: إذا فقد مات كل المعتصمين غيرك وهم يقدرون بالآلاف كما تقول أليس كذلك ؟

هو: بلى كذلك ؟

أنا: هل تظن أن الأقمار الصناعية الأمريكية والإسرائيلية وغيرها عجزت عن تصوير هذه المجزرة إذا كانت حدثت؟ ولو صورتها لماذا لم تفضح النظام المصري الذي جاء ضدها لدرجة أن أوباما منع كل المساعدات عن مصر بعد خلع الجاسوس مرسي، فلماذا لم يستغل هذه المجزرة ضد مصر؟.. يا صديقي أنا كنت أتابع ذلك الاعتصام ورأيت المسارات الآمنة وخروج المعتصمين الآمن إلى منازلهم، كما رأيت بداية استخدام السلاح من قبل المعتصمين لدرجة أن أول شهيد كان من الشرطة. لكن دعني أسألك كم واحدا من قياداتكم قتل في ذلك الاعتصام؟

صمت صديقي ولم يعقب.. فسألته، كم واحدا من قياداتكم كان موجودا ساعة الفض؟

صمت مرة أخرى.. فأكملت قائلا، لا أحد من قياداتكم كان موجودا وقت الفض ولا أحد منهم قتل، ذهبوا، وهربوا، وتركوكم تواجهون الفض بأنفسكم.
الجريدة الرسمية