أسبوع رئاسي حافل.. السيسي يزور الأردن.. يستقبل رئيس جنوب السودان.. يبحث تعزيز الشراكة الإستراتيجية مع الصين.. تكثيف التعاون مع «إيني» الإيطالية.. ويكلف بتطوير محافظة الوادي الجديد و«الم
شهد الأسبوع الرئاسي الماضي نشاطا حافلا حيث عقد الرئيس عبد الفتاح السيسي اجتماعا مع اللواء محمد الزملوط، محافظ الوادي الجديد، وكذلك عدد من القيادات التنفيذية والشعبية بالمحافظة، وذلك بمشاركة رئيس الوزراء، وبحضور وزاري موسع.
وأكد الرئيس السيسي أن هذا الاجتماع يعد بداية لسلسلة من الاجتماعات الدورية ستشمل جميع المحافظات، وذلك في إطار حرص الرئيس على متابعة تنفيذ الخطط التنموية والبرامج الخدمية المقدمة للمواطنين على مستوى الجمهورية، فضلًا عن إتاحة الفرصة للتفاعل بشكل مباشر وصريح مع الجهات المركزية للدولة لتسليط الضوء على التحديات التي تواجهها المحافظات في أداء مهامها والعمل على تذليل أية صعوبات في هذا الصدد، بالإضافة إلى تعزيز المشاركة المجتمعية في عملية اتخاذ القرار ونقل نبض الحكومة في متابعتها لإدارة شئون الدولة.
ووجه الرئيس بتعزيز التنسيق بين المحافظة والوزارات المعنية للنظر في إمكانية تنفيذ مقترحاتها وتلبية متطلباتها عقب دراستها بصورة متكاملة، مؤكدًا أن محافظة الوادي الجديد تعتبر إحدى المحافظات الواعدة بفرصها الاستثمارية المتنوعة، خاصةً مع التطور الذي تشهده حاليًا شبكة الطرق القومية لربط المحافظات ببعضها البعض.
تنمية الزراعة والإنتاج الحيواني
كما أكد الرئيس أهمية العمل على تنمية مسار الزراعة والإنتاج الحيواني بمحافظة الوادي الجديد في ضوء الميزة النسبية والتنافسية التي تتمتع بها في هذا الصدد، لا سيما من خلال التركيز على جودة إنتاج التمور، الأمر الذي سيحافظ بدوره على تراث المنطقة ويساعد في استغلال مقومات النجاح التي تتمتع بها.
كما وجه الرئيس بإنشاء مجمع نموذجي مميكن بمحافظة الوادي الجديد يضم كافة المقرات الفرعية للأجهزة والمصالح الحكومية، وكذلك استمرار العمل على تقنين وتسوية التعديات على الأراضي بالمحافظة لضمان صون موارد الدولة، بالإضافة إلى دراسة التوسع في استخدام الطاقة الشمسية للقضاء على مشكلة الاستهلاك المفرط للمياه من الآبار الجوفية في عملية الزراعة، فضلًا عن دراسة سبل التحفيز للقضاء على ندرة الأطباء بالمحافظات النائية بشكلٍ عام والوادي الجديد على وجه الخصوص.
الأردن
كما زار الرئيس السيسي، العاصمة الأردنية عمان، وكان في استقباله الملك عبد الله الثاني عاهل المملكة الأردنية الهاشمية وكبار المسئولين الأردنيين.
وعقب وصوله إلى عمان عقد جلسة مباحثات ثنائية مع العاهل الأردني، تلتها جلسة مباحثات موسعة ضمت وفدى البلدين، وبحضور ولي عهد المملكة الأردنية الأمير الحسين بن عبد الله، حيث أشاد الرئيس بالعلاقات المتميزة التي تجمع بين مصر والأردن على المستويين الرسمي والشعبي، مؤكدًا اهتمام مصر بمواصلة تعزيز تلك العلاقات ودفعها قدمًا للأمام على كافة المستويات.
وثمن الرئيس التنسيق القائم بين البلدين حول القضايا ذات الاهتمام المشترك، وحرصهما على تعزيز العمل العربي المشترك بما يسهم في التصدي للتحديات المتعددة التي تواجه الأمة العربية في المرحلة الراهنة.
وأكد الملك عبد الله الثاني من جانبه تقدير الأردن قيادة وشعبًا لعلاقاته التاريخية مع مصر، معربًا عن التطلع للارتقاء بأطر التعاون القائمة بين البلدين.
كما أشاد العاهل الأردني بدور مصر المحوري في المنطقة وجهودها في ترسيخ الاستقرار ومواجهة الإرهاب، بما يصب في خدمة مصالح الشعوب العربية في الوقت الذي تواجه فيه المنطقة برمتها تحديات غير مسبوقة أثرت على استقرار وسلامة الدول العربية وأمن شعوبها.
وشهدت المباحثات تناول سبل تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين، بما يسهم في تحقيق آمال وطموحات الشعبين الشقيقين ولا سيما في مجالات الاقتصاد والتجارة والاستثمار والصناعات الدوائية والنقل والطاقة، وتصدير الغاز الطبيعي من مصر إلى الأردن.
وأكد الرئيس السيسي أهمية التعامل مع ظاهرة تدفقات اللاجئين وكافة أشكال النزوح البشري من خلال مقاربة شاملة تعالج جذورها وأبعادها المتعلقة بشكل أساسي بالتنمية والاستقرار الأمني والسياسي، مشيرًا إلى الأعباء التي تتحملها مصر باعتبارها مقصدًا للاجئين، لاسيما على ضوء حرصها على الالتزام بالمواثيق الدولية وتوفير سُبل العيش الكريم للاجئين وعدم عزلهم في مخيمات أو مراكز إيواء.
وأوضح الرئيس السيسي أنه رغم تحمل مصر لتلك الأعباء وفي ظل دقة الظرف الاقتصادي، إلا أن مصر لم تزايد بتلك القضية ولم تتلق أي دعم دولي للمساعدة في تحمل الضغوط الناجمة عن استضافة اللاجئين المنتشرين في عدد كبير من محافظات مصر يمارسون حياتهم الطبيعية جنبًا إلى جنب مع الشعب المصري.
المفوض السامي للأمم المتحدة
جاء ذلك خلال لقاء الرئيس السيسي فيليبو جراندي المفوض السامي للأمم المتحدة لشئون اللاجئين، وذلك بحضور عباس كامل رئيس المخابرات العامة.
تطوير منطقة المنتزه
كما عقد الرئيس السيسي اجتماعا مع لجنة تطوير منطقة المنتزه بمحافظة الإسكندرية؛ ووجه الرئيس خلال الاجتماع بمواصلة عملية التطوير الشامل لمنطقة المنتزه، ودراسة السبل المثلى لتعظيم الاستفادة منها كمقصد سياحي بالمقام الأول ولتصبح همزة وصل مع مختلف المدن الرئيسية بحوض البحر المتوسط، وذلك في ضوء التراث الفريد والروائع المعمارية التاريخية التي تتمتع بها المنتزه، إلى جانب موقعها الجغرافي وشواطئها المتميزة، بالإضافة إلى ظهيرها الأخضر الشاسع والذي يعد القلب النابض للمنطقة.
ووجه الرئيس باستيفاء كافة الدراسات الفنية والهندسية المطلوبة لتطوير المنطقة وما بها من قصور ومبان ومرافق، ورفع كفاءة الخدمات المقدمة واستعادة القيمة والوجه الحضاري لأحد أهم معالم الإسكندرية، وذلك لتصبح منطقة جذب للسائحين من مختلف دول العالم لتساهم في إعادة إحياء السياحة الشاطئية والتاريخية بالإسكندرية.
وزيرة السياحة
كما عقد الرئيس السيسي، اجتماعا، مع الدكتورة رانيا المشاط وزيرة السياحة، ووجه الرئيس خلال الاجتماع بتحقيق تنمية سياحية مستدامة من خلال صياغة وتنفيذ إصلاحات هيكلية تهدف إلى رفع القدرة التنافسية لقطاع السياحة المصري ومساهمته الإيجابية في أغلب الجوانب التنموية بالدولة من خلال تعظيم الناتج المحلي الإجمالي وتنويع مصادر الدولة من العملة الصعبة وتوفير فرص العمل وتعزيز الاستثمارات.
"إيني" الإيطالية للبترول
واستقبل الرئيس السيسي كلاوديو ديسكالزي الرئيس التنفيذي لشركة "إيني" الإيطالية للبترول، وأشاد بجهود شركة "إيني" في المساهمة في الاستغلال الأمثل لثروات مصر من الغاز الطبيعي، وما تنفذه الشركة من أنشطة في مصر بأسلوب مهني ومعايير عالمية، منوهًا في هذا الإطار إلى علاقات التعاون والشراكة المتميزة بين مصر وإيطاليًا، ومعربًا عن التطلع لتعزيز هذه العلاقات بين الجانبين، بما يسهم في تحقيق الأهداف التنموية للطرفين.
كما وجه الرئيس وزارة البترول والجهات التابعة لها بمواصلة التعاون المكثف مع شركة "إيني"، وتذليل أي عقبات قد تواجه أعمالها، مشددًا على ضرورة الالتزام بالجداول الزمنية المحددة لمعدلات تنمية الحقول التي تعمل بها الشركة في مصر، ومعربًا عن التطلع لمواصلة الشركة للتوسع في أنشطتها الاستثمارية في مصر من أجل التوصل إلى اكتشافات جديدة، أخذًا في الاعتبار ما يتوفر بقطاع الطاقة في مصر من آفاق رحبة، وفي ضوء تأسيس منتدى غاز شرق المتوسط الذي اتخذ القاهرة مقرًا له.
الصين
واستقبل الرئيس السيسي أيضا "يانج جيتشى" الممثل الخاص للرئيس الصيني عضو المكتب السياسي للجنة المركزية للحزب الشيوعي، وذلك بحضور المهندس عمرو نصار وزير التجارة والصناعة وعباس كامل رئيس المخابرات العامة، بالإضافة إلى السفير الصيني بالقاهرة.
وطلب الرئيس نقل تحياته وتقديره للرئيس الصيني "شي جين بينج"، مشيدًا بتطور العلاقات الثنائية بين مصر والصين، والتطور الكبير الذي شهده التعاون الاقتصادي والاستثماري بين البلدين، في ضوء اتفاقية "الشراكة الإستراتيجية الشاملة"، وكذا البرنامج التنفيذي لتعزيز تلك الشراكة، معربًا عن التطلع لتحقيق المزيد من معدلات الاستثمارات المباشرة للصين في مصر، وزيادة حجم التبادل التجاري بين البلدين.
كما أشار الرئيس إلى الجهود التي بذلتها مصر على صعيد الإصلاح الاقتصادي وتهيئة المناخ الجاذب للاستثمار، وتنفيذ العديد من المشروعات القومية خاصة محور تنمية قناة السويس، فضلًا عن تطوير وتحديث البنية التحتية، مؤكدًا أن تلك الجهود تتسق مع مبادرة الحزام والطريق وتتكامل مع أهدافها.
وشهد اللقاء استعراضًا لأوجه التعاون الثنائي بين البلدين، خاصة على صعيد المشروعات المشتركة الجاري تنفيذها حاليًا في مختلف المجالات خاصة في مجال الطاقة التقليدية والطاقة الجديدة والمتجددة والغزل والنسيج وصناعة السيارات الكهربائية، فضلًا عن الاستثمارات الصينية في المنطقة الاقتصادية لمحور قناة السويس وكذلك العاصمة الإدارية الجديدة.
والتقى الرئيس السيسي الوفد الاستثماري المشارك في أعمال مؤتمر الاستثمار الثالث لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، واستهل الرئيس اللقاء بتأكيد حرص الدولة على التفاعل المباشر مع المستثمرين لإلقاء الضوء على تطورات المشهد الاقتصادي والفرص الاستثمارية الواعدة المتاحة بالسوق المصري في مختلف القطاعات.
كما تم استعراض المقومات المتنوعة التي باتت تتمتع بها مصر حاليًا، والتي ضاعفت من قدرتها على جذب الاستثمارات الأجنبية، بما في ذلك استعادة الدولة للاستقرار الأمني والحفاظ عليه في إطار من الوعي الشعبي، بالإضافة إلى وفرة الأيدي العاملة المدربة، والسوق المصرية الواسعة، وكذلك اتفاقات التجارة الحرة التي تربط مصر بالأسواق في أفريقيا والمنطقة العربية والاتحاد الأوروبي.
وأشار الرئيس إلى التسهيلات والإجراءات الإصلاحية والتنموية التي تتبناها الحكومة لتشجيع ومساندة الاستثمارات الجادة وتذليل جميع العقبات أمام القطاع الخاص، كتحرير سعر صرف العملة وتحقيق زيادة مطردة في احتياطي النقد الأجنبي وتوفير العملة الصعبة اللازمة لاستيراد مستلزمات الإنتاج وتحويل الأرباح إلى الخارج.
وأشار إلى تطوير البنية الأساسية من مد شبكة الطرق القومية لربط محافظات الجمهورية وإقامة العديد من التجمعات العمرانية الجديدة وتحقيق فائض في احتياطي الطاقة من غاز وكهرباء لسد الاحتياجات الداخلية والمساهمة في توطين الصناعات، فضلًا عن تطوير العديد من المناطق الصناعية وتوفير التمويل للمشروعات الصغيرة والمتوسطة وتحديث الأطر والنظم القانونية ذات الصلة لتوفير بيئة تشريعية ترسخ مفهوم دولة القانون واحترامها لالتزاماتها التعاقدية.
رئيس جنوب السودان
واستقبل الرئيس السيسي بقصر الاتحادية سيلفا كير، رئيس جنوب السودان، حيث أجريت له مراسم الاستقبال الرسمي وعزف السلامين الوطنيين واستعراض حرس الشرف، وأعقب ذلك عقد لقاء ثنائي تلته جلسة مباحثات موسعة ضمت وفدي البلدين.
ورحب الرئيس السيسي برئيس جنوب السودان في بلده الثاني، مشيرا إلى المودة التي تكنها مصر قيادةً وشعبًا لجنوب السودان في ضوء العلاقات الأخوية المتينة والأزلية التي تجمع بين البلدين الشقيقين، مؤكدًا دعم مصر الكامل وغير المحدود لجهود حكومة جنوب السودان في تحقيق السلام والاستقرار في البلاد كامتداد للأمن القومي المصري.
وعلى صعيد العلاقات الثنائية؛ أكد الرئيس السيسي حرص مصر على دفع التعاون الثنائي في مختلف المجالات، وتعزيز الدعم المصري الموجه إلى جهود التنمية في جنوب السودان، لاسيما من خلال إعادة إحياء العديد من المشروعات المصرية المتواجدة هناك بالفعل أو تدشين مشروعات جديدة، بالإضافة إلى نقل الخبرات المصرية وتوفير الدعم الفني وبرامج بناء القدرات في عدد من القطاعات كالتعليم والصحة والزراعة والري.
من جانبه أعرب سيلفا كير عن تقدير بلاده لعلاقات التعاون الوثيقة مع مصر، والتي تأتي انعكاسًا للإرث البشري والحضاري المتصل بين البلدين، مشيدًا بالجهود المصرية المخلصة والساعية نحو المساهمة في حل جذور الصراع في جنوب السودان وتوفير المساعدات الإنسانية.
وأشار إلى محورية الدور المصري في دعم الاستقرار بالقارة الأفريقية، والذي أهلها لقيادة دفة الاتحاد الأفريقي خلال عام 2019، ومؤكدًا أن زيارته الحالية لمصر تأتي استمرارًا لمسيرة العلاقات المتميزة التي تربط البلدين وما يجمعهما من مصير ومستقبل واحد، ودعمًا لأواصر التعاون الثنائي على جميع الأصعدة.
التعاون مع جنوب السودان
وشهد اللقاء التباحث حول أطر وآفاق التعاون المشترك بين مصر وجنوب السودان، حيث تم الإعراب عن الارتياح لمستوى التعاون والتنسيق القائم بين الدولتين، مع تأكيد أهمية دعمه وتعزيزه لصالح البلدين والشعبين الشقيقين، وذلك بالاستغلال الأمثل لجميع الفرص المتاحة لتعزيز التكامل بينهما، فضلًا عن البناء على ما تحقق من نتائج إيجابية خلال الزيارات المتبادلة السابقة بين مسئولي الدولتين.
وفيما يتعلق بالأوضاع في جنوب السودان؛ عرض الرئيس سيلفا كير تطورات تنفيذ اتفاق السلام المنشط، الذي تم توقيعه بين الحكومة وفصائل المعارضة، منوهًا إلى احتياجات الجانب الجنوبي لدعم جهود تنفيذ الاتفاق.
وثمن التحركات المصرية في مختلف المحافل الدولية والإقليمية لشرح طبيعة التحديات التي تواجه جنوب السودان وتأكيد أهمية دعم الاستقرار والمصالحة الوطنية في البلاد وحث المجتمع الدولي على الوفاء بتعهداته والتزاماته في هذا الصدد تجاه جنوب السودان.
رئيس المجلس الأوروبي
كما تلقى الرئيس السيسي اتصالًا هاتفيًا من "دونالد توسك" رئيس المجلس الأوروبي، وتناول الاتصال عددًا من الملفات والقضايا ذات الاهتمام المشترك بين مصر والاتحاد الأوروبي، وعلى رأسها سبل تعزيز التعاون المشترك بين الجانبين، وجهود مكافحة الهجرة غير الشرعية والإرهاب.
وأشار الرئيس إلى الجهود التي تبذلها مصر للتصدي لظاهرة الهجرة غير الشرعية، مشددًا على أهمية التعامل مع الجذور الرئيسية لتلك الظاهرة، من خلال التوصل إلى حلول سياسية للأزمات التي تشهدها بعض دول المنطقة وإعادة الاستقرار والأمن إليها، ووضعها على مسار التنمية المستدامة.