رئيس التحرير
عصام كامل

"تمرد" عبقرية جيل


يفاجئنا الجيل الجديد يوما بعد يوم، بما هو مذهل ومدهش وبسيط إلى حد الصدمة.. ففى الوقت الذى تكلست فيه جبهة الإنقاذ وشاخت فيه جماعة الريس، وظن الناس ألا مخرج ولا منجى من ورطتنا إلا الصدام، خرج علينا أبناء الجيل بحالة تمرد عجيبة وغريبة أصابت الجماعة بشلل رباعى وأعادت جبهة الإنقاذ إلى زمن الإبل.


و"تمرد" حالة عبقرية لأبناء هذا الجيل دفعت الإنقاذ إلى التمسح بها باعتبارها نموذجا دراميا مثيرا يمكن ركوبه طوال فترة العقم السياسي التى تعاني منها الجبهة، ودفعت على الطرف الآخر جماعة مرسي إلى الإصابة بلوثة عقلية تشبه لوثة محمود عبد العزيز فى فيلم العار، ولم يبق إلا أن يردد مرسي ومن خلفه جماعته "الملاحة الملاحة وحبيبتى ملو الطراحة.. حسرة علينا.. ياحسرة علينا"، كلما أحسوا أن الكرسي زائل ولا باقي إلا وجه الله.


وتمرد التى انتشرت في كل الأصقاع والبقاع وانطلقت إلي الحواري والأزقة والكفور والنجوع جعلت محمد البلتاجى عضلات جماعة الإخوان، يطالب القائمين عليها بأن يتحولوا إلي حزب سياسي، وذلك طبعا بقصد "تعبئته وتغليفه" وبيعه علي الرصيف السياسي مثل البضاعة الصينى، وما أكثرها فى الشارع الحزبى اليوم.


وأمام هذا الحشد النفسي الجبار والضغط العصبى على مراكز إحساس الجماعة نبه البعض إلى خطورة إدخال بيانات مزورة من قبل جماعة مرسي بعد أن أصبحت صداعا مزمنا غير أن الجميع يدرك أن ما هو أخطر هو إغراق قادة تمرد في معارك جانبية أو محاولة تشويه صورتهم، وهو ذاته الأمر الذى يجب أن ننبه إلي خطورة الاستغراق فيه.


إن تمرد كما أتصورها، حالة شعبية أدركت حجم الإنهاك الذى يعانى منه المواطن، لذا جاءت إليه الحركة بقادتها لتنقل تمرد المواطن بأبسط طريقة بعد أن أصبح بإمكانك أن تتمرد وأنت في بيتك أو حتي فى سريرك.

الجريدة الرسمية