تناقضات مصرية في واقعة الطالب والفتاة الجامعية!
بعد أن هدأت العاصفة نسأل: ماذا يريد المصريون؟ هل يريدون ضبط وربط لتعود القيم المفقودة للشارع المصري وللتعليم المصري أم ستظل عواطفهم تحكمهم واللجان الإلكترونية تحركهم؟.. هل نحن فعلا شعب "بلا كتالوج" كما يقولون أم أننا لنا "كتالوج" واحد لكن التشويش الدائم على بعض القضايا يؤثر على آراء الكثيرين؟.. ماذا لو جرى ما جرى داخل الجامعة بين الطالب والطالبة في الحادث الشهير في الشارع؟
أليس تعريفه قانونا بالفعل الفاضح؟! إذا حدث في الشارع سيغضبون ويثورون.. أليست الجامعة أولى؟ أليست مكانا للعلم؟ ألم يطالب البعض بفرض زي موحد أسوة بعدد من جامعات العالم بعد غضبة المصريين أنفسهم ضد ما يسمى بـ "البنطلون المقطع"؟
لم يغضبوا ضد ملابس تبتعد عن الأدب العام وبالتالي عن الذوق العام؟ لماذا تعاطف الكثيرين منهم مع الطالب والطالبة؟.. أليسوا هم أنفسهم يتحدثون عن المؤامرة ضد بلدهم ليل نهار؟ هل المؤامرة فقط بدعم الإرهابيين؟ وهل مصر الكبيرة العظيمة سيسقطها مجموعة من المجرمين يحملون السلاح ضدها وضد شعبها؟
ام سيسقطها تغيير تركيبة الشعب وافكاره وقيمه وتغريبه على ارضه؟! هل يريدون مواجهة تسيب طويل أفرز ظواهر الغش الجماعي والتحرش أم الطبطبة نهاية كل حسم مع هذه المشكلات؟! أليسوا هم أنفسهم من طالبوا بعودة المدارس العسكرية للطلبة؟ ألم يقرأوا عن تفاصيل عمليات إسقاط الدول وفي مقدمتها جعل القانون العام محل تجاهل وجعل القيم محل سخرية؟
ألم يغضب أغلب هؤلاء ضد عدد من الأعمال الدرامية لأنهم رأوها تتصادم مع هويتهم وستؤدي بعد فترة وجيزة إلى تفكيك المجتمع كله؟ أليس العذر بخبر سار للطالبة والطالب سيسمح بمد حبل الأعذار إلى آخره؟ هل يقبلون ذلك على أولادهم؟!
الأسئلة لا تنتهي.. لأن الدهشة كبيرة.. فجأة تحول الكثيرون إلى "عاطفيين" "رومانسيين" سحقوا تحت أقدامهم قيم الجامعة المصرية التي "نعافر" لعودتها إلى حالها بعد تدهوره في كل شيء من مستوى التحصيل إلى مشكلات الاستثناءات ومشكلات الرسائل الجامعية وسرقاتها إلى آخره.. والتساهل في شيء يعني التساهل في كل شيء!
الأمر نفسه في الجامعة يدعو للدهشة أيضا إذ لم يفرقوا بين عقاب التأديب وبين عقاب الذبح وأن التقويم يختلف عن التشريد رغم أن هذه الجامعات تدرس مواد تربوية وسلوكية ونفسانية!
كان الحادث كاشفا.. ندعو الله أن يكون أيضا مصححا لأفكار البعض "موقظا" لضمير البعض الآخر!