اللاعبون الكبار في سوريا مستفيدون من هجوم منبج ولا عزاء للأبرياء
لأول مرة منذ تواجد القوات الأمريكية في سوريا يتم استهداف قواتها في عملية إرهابية، أعلن تنظيم "داعش" وقوفه وراء العملية التي أسقطت 17 قتيلا منهم 4 أمريكيين في مدينة منبج السورية، ليطرح التساؤل من المستفيد من عملية استهداف القوات الأمريكية وسط وجود مؤشرات عدة على أن عملية استهداف القوات الأمريكية تشكل مكسبا لكل أطراف الصراع في شرق الفرات.
أردوغان المستفيد
وأول المستفيدين من عملية منبج هو الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الذي يسعى من خلال التفجير، إلى أن يكون هناك عملية تسريع من قبل إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بسحب القوات الأمريكية من سوريا، بعدما أعلنت أكثر من جهة ومؤسسة داخل الولايات المتحدة تأجيل الانسحاب الأمريكي.
الحسابات التركية تتمثل في أن يكون الهجوم رسالة تحذير لواشنطن بضرورة الإسراع في سحب القوات الأمريكية من سوريا، بعدما فشلت زيارة مستشار الأمن القومي الأمريكي جون بولتون، إلى إسطنبول في الاتفاق حول الملف السوري، وكذلك مطالبة ترامب من أردوغان بحماية الأكراد.
وعقب التفجير أعلنت الرئاسة التركية عن اتصال بين أردوغان وترامب، وقال أردوغان إنه يعتقد أن الهجوم الذي استهدف قوات أمريكية في منبج السورية لن يؤثر على قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بسحب قواته من شرق الفرات.
الإيرانيون
الأطراف الأخرى المتورطة والمستفيدة من عملية منبج، هي إيران، والتي كان خروج القوات الأمريكية من سوريا يشكل انتهاء «حجج» طهران بالوجود في سوريا، ولكن بقاء القوات الأمريكية يعني مكاسب عدة لإيران، في مقدمتها رفع شعار خروج القوات الأمريكية من إيران ومحاربة الشيطان الأكبر وكذلك يعطي حجج أمام الضغوط الروسية لبقاء مليشيات الحرس الثوري في سوريا.
وليس مستبعدا أن يكون الهجوم بتخطيط إيراني، حيث عددت الميليشيا العراقية والإيرانية في سوريا باستهداف القوات الأمريكية خاصة بعد زيارة ترامب إلى قاعدة عين الاسد في العراق، خلال الاحتفال باعياد الكريسماس في نهاية ديسمبر الماضي.
الأكراد:
إلى جانب حسابات أردوغان الخاطئة حول استهداف القوات الأمريكية، وأيضا حسابات الإيرانيين التكيكتية داخل سوريا، يبقي الاكراد جزء من المستفيدين من الهجوم الذي استهدف القوات الأمريكية، وذلك لأن الهجوم يدعم روياتهم بأن ما زال الإرهاب قائما ما يجعل إدارة ترامب تبقي القوات الأمريكية في شرق الفرات.
الروس والأسد
استهداف القوات الأمريكية يشكل مكسبا للروس لأن بقاء القوات الأمريكية يشكل عامل نزع فتيل الصدام بين الحكومة السورية والأتراك في شرق الفرات أما قرار خروج القوات الأمريكية فإنها يدعم مساعي موسكو في الوساطة بين حكومة الرئيس السوري بشار الأسد والأكراد في صفقة تعود فيها سلطة الدولة السورية في شرق الفرات بشكل رمزي.
جناح الصقور وحفظ ماء وجه ترامب
قد يكون أيضا من مفاجآت هجوم منبج، استفادة إدارة ترامب وخاصة تيار الصقور بقيادة "بولتون" ببقاء القوات الأمريكية، بعد هذا الهجوم لحفظ ماء وجه ترامب بعد اعلانه قرار سحب القوات الأمريكية.
فالهجوم قد يكون الركيزة التي يستند اليها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في التراجع عن قراره بسحب القوات الأمريكية من سوريا، بعدما ارتفعت الأصوات التي تطالبه بضرورة بقاء القوات الأمريكية، وهو ما يجعل الهجوم مخرج لترامب في البقاء في سوريا.