رئيس التحرير
عصام كامل

ما بين حركة التمرد والتجرد


إن ما يحدث الآن فى سلوكنا وتحركنا على المستوى السياسى يعكس حقيقة السلوك السياسى لدينا وأيضاً تلك الحالة من التضارب والخلط وعدم وضوح الرؤيا لنا الذى نريده وكيف يمكن لنا أن نحقق ذلك وهذه الأسئلة كانت مطروحة منذ البداية ولكنها لم تكن واضحة فى أذهاننا لذلك قد ظلت هذه الأسئلة حائرة دون إجابة .. بل أعتقد أنه قد أصبحت الإجابة عنها الآن صعبة وتدخل فى إطار المستحيل ..


لذلك فإن مثل هذه النوعية من الحركات التى قد لا نحرمها أو التى قد تجد لها مبرراتها بالفعل.. ولكن من الذى يملك أن يحدد ما هو الصواب والخطأ فى ظل هذه الحالة من الفوضى العارمة وتلك الثرثرة فالكل يتكلم والكل يؤكد ويعلم ويقسم بأغلظ الأيمانات بأنه هو الذى يملك الحقيقة وأنه هو من يخاف على مصلحة ذلك الوطن .. وهو الذى لديه الاستعداد بأن يضحى بنفسه فى سبيل إنقاذ مصر ..

المعارضة تتحدث بهذه اللهجة وهى تحشد كل ما فى وسعها  بما يفيد تغيير الأوضاع أو الصورة من جديد بالكيفية التى يراها أو التى يرى فيها مصلحة الوطن.. هناك دعوة للتمرد وذلك من أجل نزع شرعية الرئيس مرسى كما هو معلن وإسقاطه ولن نتدخل فى مدى تفاصيل صحة ذلك أو مدى إمكانية أو ما هى التداعيات والمخاطر المترتبة على ذلك فلكل فريق حسبته وتقديراته ولكن من المؤكد أن هناك درجة غير قليلة بل وعالية جداً من المغامرة ..

علينا أن نقدر ما يمكن أن يحدث فى ظل تلك الحالة التى وصلنا إليها الآن وأعنى من الناحية الاقتصادية أى مرحلة الانهيار الاقتصادى وعدم القدرة على الوصول إلى رؤية أو مجموعة من الحلول الاقتصادية التى يمكن أن تنهض بالاقتصاد المصرى من عثرته .. وفى ذات الوقت عدم الاتفاق على ما يطرح من رؤى وحلول اقتصادية والتشكيك والخوف من أن تكون وراءها نوايا غير حسنة وهذه فى حد ذاتها تعد أحد العقبات أو المعضلات ..

هناك عدم الاتفاق على مجموعة من المبادئ والمفاهيم السياسية والأهداف ولكن قد صار الانقسام هو الأساس وهو المحرك .. لذلك فإن حركة تمرد وحركة تجرد هى تعبير واقعى وحقيقى عن ذلك الانقسام الذى نعيشه كما أن الظروف السياسية والاقتصادية تؤكد على أن هناك درجة عالية من المخاطرة فيما يحدث قد تقوض الكل أو تأتى على الأخضر واليابس بغض النظر عمن هو على صواب أو خطأ .
الجريدة الرسمية