رئيس التحرير
عصام كامل

سلمى صباحى والجنود السبعة


قبل أن تقرر اللجان الإلكترونية للجماعة "المقطورة" التشهير بمتهمة فى بلاغات محل تحقيق تدعى سلمى صباحى، كانت مفاجآت جديدة يخفيها القدر لجنودنا فى سيناء، تستكمل بها حلقات الفوضى والاستهانة بأمن مصر داخليا وعلى حدودها، منذ صعود أول "محظورة" إلى الحكم.


وكعادة أرباب مبارك الذين توحدت شخصية الضحية والجلاد فيهم، كانت سيرة الفريسة ابنة الصحفى الناصرى مرشح الرئاسة السابق، أقرب إلى ألسنتهم رغم سير التحقيقات باتجاه يؤكد أنها ضحية إضافية لطوابير من الضحايا، تكرر اصطفافهم على أبواب شركات توظيف الأموال "دينيا" قبل ربع قرن فى مصر بطريقة فجة وفاجرة.

سيرة ابنة حمدين على ألسنة كلاب تلاعبت بعقول الأميين والجهلة خلال معارك سياسية وانتخابات واستفتاءات، شهدت إساءة إليها بغرض تقليص فرص والدها فى المنافسة الرئاسية، لدرجة التلميح والتصريح بأن كل فتاة أو امرأة ظهرت فى التحرير وقت الثورة وخلال حضور شعبى معارض لطريقة أداء العسكر وحكومة عصام شرف وتواطؤ الإخوان، كانت تمارس سلوكا غير سوى داخل الخيام وسط مدمنى المخدرات وممارسى الرذيلة.

ولأن خيبة الجماعة وتحالفاتها مع مثيلاتها من ممارسات البغاء السياسى والعنف على السواء، أكبر من هموم الوطن ومصلحة المواطن، كانت واقعة اختطاف جنودنا السبعة فى سيناء قبل ساعات أقل اهتماما كعادتها، ولن تكون محل تحقيق ينتهى إلى نتيجة كحال 17 ضابطا وجنديا قتلوا دون حراك لمندوب الجماعة فى الرئاسة، وعليه باتت "سلمى" بمثابة "سبوبة الجمعة" لأتباع "المقطورة" الساعية فى تنفيذ مخططها لاستقطاع سيناء لحساب مشروع صهيو- قطرى على ضفتى القناة.

وسيرة النساء هى الشغل الشاغل لباغيات السياسة من الجماعات التى لا ترى فى كراهية الشعب لها وانهيار احترام رموزها أدنى تأثير، فتحضر المرأة فى معايرة ناشط والتشهير بسياسى والاتهام بالرذيلة والتسبب فى الانهيار الأخلاقى، بينما تغيب مع أصحاب الذقون والشوارب "العيرة" عن البرلمان والوزارة والشارع، ولا يصطحبونها إلا فى حفلات الأُنس وسيارات الطرق الزراعية.

ولأن مصير جنود مصر أقل تقديرا لدى قادة الجماعة وإعلامها، جاءت ردود مشهلاتية الدعوة فى الشوارع وعلى أبواب المساجد وداخل وسائل المواصلات، متسقة مع ما رددوه فى واقعة قتل 17 جنديا قبل عام، والتى زعموا وقتها أنها من تدبير المجلس العسكرى والمشير طنطاوى!! لكن دون إجابة واضحة على حقيقة وواقع اختيار مرسى للسيسى وزيرا للدفاع وتأييده وزير داخلية على مقاس وهوى نظامه.

فى سيرة "سلمى" وردت الشائعات عن تأثير نفوذ والدها على جهة التحقيق التى أمرت باحتجازها وتكفيلها، رغم قناعتى أنه لا يملك توجيه عضو عادى فى التيار الشعبى ولا يجرؤ على اتخاذ قرار منفرد داخل جبهة الإنقاذ أو تمريره دون موافقتها، وفى سيرة اختطاف الجنود غابت سيرة سقوط سيناء بأيدى جماعات مسلحة تمارس العنف والإرهاب، وأتباع جماعة حماس المضارة تجارتها غير المشروعة من هدم الأنفاق، واختفت سيرة مشروع "تعمير وتوطين" شبه الجزيرة بستة ملايين مصرى ليكونوا حائط صد بشرى ضد العدو الصهيونى، صديق الاستبن، وذراع الجماعة فى الأراضى المحتلة والتى تعبث بأرض مصر بوصفها ملكا لمرشدهم.

للغباء شعار وللأغبياء أفكار، وللخراف حقول وطعام، ولمصر وشعبها الله، ولله الأمر من قبل ومن بعد.
الجريدة الرسمية