مي عبد الرحمن تكتب: «قصور الثقافة» ترفع شعار «الوجاهة الاجتماعية».. تستعين بموسوعة «ويكيبيديا» لتوثيق ذاكرة أعلام الفكر والفن المصري.. و«النوم في العسل» حال مسئ
على غرار ما انتهجته العائلات الأرستقراطية في الحقبة الملكية بحيازة الأنتيكات من لوحات وتماثيل وكتب نادرة، كنوع من أنواع «الوجاهة الاجتماعية» سارت الهيئة العامة لقصور الثقافة برئاسة الدكتور أحمد عواض على هذا النهج القديم.
الموقع الرسمي
وبدأت «قصور الثقافة» إطلاق موقعها الرسمى على الشبكة العنكبوتية بمكتب الدكتورة إيناس عبد الدايم وزير الثقافة، الخميس الماضى 10 يناير 2019، والذي يهدف وفقا للبيان الصادر عن وزارة الثقافة إلى «مواكبة الثورة التكنولوجية وإتاحة كافة الأنشطة والفعاليات الثقافية والفنية التي تقدمها الهيئة بكل مواقعها المنتشرة بمحافظات الجمهورية، وتأكيد وزيرة الثقافة أن هذه الخطوة تأتي في إطار الإستراتيجية الهادفة إلى تحقيق التنمية المستدامة والعمل وفق برنامج الحكومة لبناء الإنسان المصري».
ذاكرة الوطن
وبعيدا عن أن تصميم الموقع الالكترونى لـ«قصور الثقافة» غير المريح للعين بسبب ازدحام وتكدس الصفحة الرئيسة بكل تفصيلة داخل الموقع وأن غالبية أقسامه لا تعمل، إلا أنها ليست مشكلة، ففى قسم «أعمالنا الفنية..ذاكرة الوطن» والكائن في آخر الصفحة الرئيسية، ما ينطبق عليه كافة شروط – الفضيحة – الثقافية، حيث قدم مجموعة من المعلومات عن حياة 10 من أعلام الفكر والفن والعلم ورموز الوطنية المصرية وهم مع حفظ ألقابهم ( طه حسين- حسن فتحى – أمل دنقل – يوسف وهبى – البابا شنودة – عبد المنعم رياض- على مصطفى مشرفة - مصطفى لطفى المنفلوطى – أم كلثوم – مصطفى بهجت باشا) حاصلا على تلك المعلومات وموثقا لها من موقع «ويكيبيديا» والذي يشير في تعريفه بنفسه بأنه مشروع الموسوعة الحرة التي يستطيع الجميع تحريرها.
ويكيبيديا
وأتساءل كيف لم ينتبه القائم على الموقع الالكترونى لـ «قصور الثقافة» أو أحد من مراجعيه، عن أن موسوعة «ويكيبيديا» لا يعتد بها في توثيق المعلومات البحثية أو غيرها؟!..نظرا لما تتيحه الموسوعة لأعضائها من التغيير المستمر سواء بالحذف أو الإضافة في المحتويات المنشورة دون مراجعتها.
ألم يسمع الدكتور أحمد عواض رئيس الهيئة عن المغالطات والأخطاء الموجودة بـ «ويكيبيديا» ؟!.. كيف ستحقق وزيرة الثقافة التنمية المستدامة وبناء العقل المصرى، إذا كان القائمون على البناء لا يعرفون تاريخ أعلامهم ورموزهم الوطنية معتمدين على موسوعة يحررها المواطنون؟!.
قصور الثقافة
كيف استطاعت هيئة «قصور الثقافة» هدَر 61 عاما من تاريخ وزارة الثقافة المصرية بأعلامها ومفكريها، وتشويه صورتها عالميا بأنها لا تعلم تاريخ مبدعيها؟.. أين تذهب السلاسل الفكرية ومئات العناوين التي تصدرها «قصور الثقافة» سنويا؟.. لعل أبناءها يقرأون.
وأخيرا كيف تحقق وزارة الثقافة مهمتها ودورها المنشود وفقا لـ – شعارها- على الموقع الالكترونى الرسمى، في إكساب الشخصية المصرية تعريفًا بتاريخها وتراثها الفكري، والذي يهدف إلى حماية الهوية والعقل المصرى ضد أي اعتداء فكري متطرف؟؟