رئيس التحرير
عصام كامل

ترامب يصلي في مسجد النيل


في مسجد النيل بالجيزة يؤدى معنا صلاة الجمعة أحد المسئولين الكبار.. عدد السيارات التي ترافق سيادته توحى لك بأن السيد ترامب أشهر إسلامه، وجاء بترسانة من السيارات والمدرعات وعربات الدفع الرباعى التي تناور وتحيط بموكبه، المتسولون أمام المسجد يتوجهون بالدعاء للمسئول لعله يدرك حجم معاناتهم، المسئول يخرج في جلبة من المحيطين، هذا يفتح الباب لسيادته وهذا يرفع يديه تعظيما وتكبيرا وإجلالا لمن كان راكعا منذ لحظات يبتهل إلى الله طالبا عونه، وهذا يبعد سيارات الطريق العام عن الموكب.


سرينة الموكب تشق صمت ما بعد الجمعة، يمضى الرجل سعيدا بعد أن أدى صلاة لمن يعرف الجهر وما يخفى، دون أن يتصور أن موكبه رسالة بذخ قادمة من عصر الفراعنة العظام، رسالة ادعاء بالغنى ونحن الفقراء، رسالة انفصام بين ما تطالبنا به الحكومة من تقشف وما تفعله من تبذير..

أقسم بالله أن معظم المصلين لا يعرفون كينونة الرجل ولا وظيفته ولا يهتمون بما إذا كان مهما أو غير مهم، وأقسم أن موكب سيادته مدعاة لكراهية كل ما يأتى من الحكومة، ويفقد الناس الثقة فيما نطالب به بسطاء يرون مسئولا أحاط نفسه بما لم يحط به نفسه أمين عام الأمم المتحدة.
الجريدة الرسمية