رئيس التحرير
عصام كامل

لقطات نادرة.. رئيس الأوبرا يرقص «الباليه» في شبابه (فيديو)

فيتو

الفن لم يكن يوما "صنعة" أو حرفة تتقنها فتتفوق فيها، وإنما ينبع من روحك وقلبك لتصقله بعد ذلك بالدراسة والاحتراف، ولو أنك حاولت الابتعاد عنه، يظل قلبك يخفق بحبه في السر والعلن.


وعلى الرغم من مضي سنوات طويلة على قرار الدكتور مجدي صابر رئيس دار الأوبرا المصرية، اعتزال رقص الباليه والتفرغ لتصميم الرقصات والتدرج في المناصب الإدارية، إلا أن قلبه ما زال يخفق نحو ذلك الفن الراقي، الذي تعتبره بعض الدول مقياسا للتحضر والتقدم، لا سيما أنه ثاني راقص باليه يرأس دار الأوبرا المصرية على مدار تاريخها.

باليه بالصدفة
في حديث جمعنا بمجدي صابر، في الذكرى الأولى لتوليه رئاسة دار الأوبرا المصرية والتي تتزامن مع اليوم، للحديث عن حكايته مع الباليه، كونه أول راقص باليه مصري يؤدي رقصاته على مسرح الأوبرا، وثاني راقص يترأس الأوبرا.

وبدأ مجدي قصته من البداية، عندما دخل إلى عالم الباليه بمحض الصدفة، حيث قال: "لم اكتشف موهبتي وحدي، وإنما تم الأمر بالصدفة، ففي مدرستي الابتدائية جاءنا خبير روسي، وطلب من الطلاب التقدم لمعهد الباليه، فتقدمت مع 60 طالبا، ووجدت أنه تم قبولي مع ثلاثة طلاب آخرين، ومن هنا بدأت قصتي مع الباليه".

وعن قبول عائلته للأمر قال: "رفضوا في بادئ الأمر، ولم يكن الأمر باليسير، ولكن بعد عدة سنوات أمضيتها في معهد الباليه، وجدوا أنني متفوق في هذا المجال، لذا تركوني أحقق رغبتي في استكمال الطريق لموهبتي، ولم أكن أتعرض لمضايقات بين زملاء المدرسة وإنما استغراب، فلم يكن شائع لدينا أن يرقص شاب الباليه، ولم يكن هذا الفن متداول بالأساس، ولكن من كان يستغرب الأمر في البداية أصبح يتمنى لو أنه تقدم لرقص الباليه عندما كانوا يرون صورتي على شاشات التلفاز خلال عروض الأوبرا والمعهد".

الزواج

زواج راقص الباليه في مجتمع متحفظ ليس بالأمر اليسير، وإنما شاءت الأقدار أن تؤدي دورها في حياة صابر، حيث كانت زوجته ابنهة العائلة بالأساس، لذا لم يواجه صعوبة بالأمر، وهو ما يؤكده بقوله: "زوجتي هي ابنة خالتي، لذا لم يكن هناك صعوبة على الإطلاق، ولكن خلال حياتي قابلت العديد من الشخصيات المتحفظة من الرقص بشكل عام، لذا كنت أقول لهم إني أملك بكالوريوس تجارة أيضًا".

رحلة تصميم الرقصات
اتجه صابر لتصميم الرقصات بعد رحلة طويلة في عالم الباليه، حيث يقول: "بدأت بتصميم الرقصات خلال رقصي للباليه، ولكن بعدما زادت العروض التي تلقيتها لتصميم الرقصات وبدأت بالانشغال بها، قررت التوقف عن الرقص والتركيز في التصميم، ولكن بقيت أعمل في الأوبرا واستمريت في مساعدة الدكتور الراحل عبدالمنعم كامل.. وحاليا بعد رئاسة دار الأوبرا المصرية لم يعد باستطاعتي التفرغ بشكل كامل لتصميم الرقصات، لذا نادرًا ما أقبل بعروض".


اعتزال الباليه
قرار اعتزال الباليه أمر في غاية الصعوبة على أي راقص متمرس وموهوب، ولكن في بعض الأحيان يكون من الضروري اتخاذ القرار بعد تقدم الراقص في السن، وهو ما يوضحه صابر في حديثه عن العوامل التي تؤثر في راقص الباليه وتجعله مجبرا على اتخاذ مثل هذا القرار، مثل أن يشعر أنه يؤدي الحركات بصعوبة، أو أن نفسه لم يعد منتظم، وهذا عادة ما يحدث عند التقدم في العمر.

ويؤكد صابر أنه نادم على قرار اعتزال البالية، حيث توقف عن الرقص في سن السادسة والثلاثين، ويتمنى حاليًا لو أنه استمر في الرقص للخمسينيات والستينيات، وهو ما يقوله دائمًا لراقصين الباليه الحاليين في الأوبرا "ألا يتوقفوا عن الرقص نهائيًا" لكي لا يصيبهم شعور الندم الذي يصيبه حاليًا، خاصة مع فقدانه للصحة والشباب والرشاقة مذ توقف عن الرقص.


وفيما يلي ترصد "فيتو" تلك الرحلة الطويلة التي عبر فيها صابر من الباليه إلى رئاسة الأوبرا، إضافة إلى مشاهد تعرض لأول مرة من باليه "بحيرة البجع" لصابر عام 1992:
الجريدة الرسمية