رئيس التحرير
عصام كامل

ورطة الجاهل بقوانين الكنيسة.. هل يجوز عزل الأنبا مكاريوس ومحاكمته؟

 الأنبا مكاريوس
الأنبا مكاريوس

ما زال الحديث عن الأنبا مكاريوس أسقف عام إيبارشية المنيا وأبو قرقاص، مستمرا، خاصة بعد خروج أحد الإعلاميين يطالب بعزل ومحاكمة الأسقف، بزعم أنه يثير القلاقل في محافظة المنيا، وأنه عامل مساعد في اشتعال الأحداث الطائفية التي تثار من وقت إلى آخر.


وتشهد المنيا مؤخرا أحداث ساخنة، بفعل رفض متشددين صلاة بعض أبناء الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، في أحد منازل قرية الزعفرانة، بمحافظة المنيا، الأمر الذي تطور إلى مهاجمة المنزل والاعتداء عليهم، قبل أن تخرج قوات الأمن الكاهن والشعب من وسطهم.

مطالب عزل ومحاكمة الأنبا مكاريوس، أثارت جدلا واسعا في الأوساط القبطية، وصلت لحد انتقاد التدخل في شئون الكنيسة، دون معرفة بقوانينها التي تحكمها، تزامنا مع بلاغات ضد الإعلامي الذي خرج يطلب المحاكمة عن جهل بالقواعد.

والسؤال... هل يجوز عزل الأسقف في الكنيسة الأرثوذكسية؟
الإجابة.. لا
فلا يجوز مطلقا عزل أو إقالة الأسقف العام، أو المجلس على إيبارشية، حيث لا يمكن الفصل بين الأسقف وإيبارشيته، التي تشبه زوجته، التي لا يمكن تركها حسب الشريعة المسيحية، أو علاقة المسيح بالكنيسة.

إذا لا يمكن عزل الأنبا مكاريوس، لكن يسهل نقله إلى خارج المنيا، باعتبار أنه لم يجلس على كرسي إيبارشية المنيا وأبو قرقاص، وهذا يتطلب موافقة شعب الإيبارشية، والأسقف شخصيا.

وكان قداسة البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية بطريرك الكرازة المرقسية، أجل تجليس الأنبا مكاريوس، على إيبارشية المنيا وأبو قرقاص، خلفا للراحل الأنبا إرسانيوس، وهو ما أثار قلق أقباط المنيا، خوفا من وجود نية مبيته بنقله.

ونفى مصدر بالكنيسة القبطية الأرثوذكسية وجود استقالة أو إقالة في الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، إلا إذا ارتكب الأسقف خطأ يحاكم عليه،دون محاكمة يظل أسقفا حتى وفاته، ولا يعين بديلا له، حتى لو عاد لديره.

وكانت استقالة الأنبا إبرام، أسقف الفيوم، رغبة منه العودة إلى الدير، آخر ما أثير حول إمكانية استقالة الأسقف، خاصة أن الاستقالة ليست من الأمور المعتادة في الكنيسة الأرثوذكسية.

ووفقا للخطاب الذي أرسله الأنبا أغاثون، أسقف كرسى مغاغة والعدوة، رئيس رابطة خريجي الكلية الإكليريكية، للأنبا رافائيل، سكرتير المجمع المقدس «لا يوجد سند قانونى أمام لجنة شئون الإيبراشيات أو المجمع المقدس برئاسة البابا تواضروس الثانى ولا قوانين الكنيسة ولا مجامع الكنيسة، يسمح بالموافقة أو قبول استقالة أسقف الفيوم، والاعتكاف في قلايته بدير الأنبا بيشوى».

والمعروف أنه في الكنيسة لا يوجد ما يسمى باستقالة الكاهن أو الأسقف، باعتبار الكهنوت ليست «وظيفة» يمكن الاستقالة منها، كما أن هذه الوظيفة لا يأخذها أحد بنفسه بل المدعو من الله، والكهنوت عطية عظمى ممنوحة للكاهن من الله.

الأنبا إبرام.. أغلق الباب سريعا أمام أي الشائعات، وخرج يؤكد أن اعتذاره عن عدم استكمال الخدمة في الإيبارشية، يرجع إلى ظروفه الصحية التي لا تساعده على القيام بمهامه بالشكل المطلوب، مؤكدا في الوقت نفسه اعتزازه بالبابا تواضروس الثاني، قائلا: «من كل قلبى أشكر صاحب الغبطة والقداسة البابا تواضروس الثانى وكذلك آبائى المطارنة والأساقفة أعضاء المجمع المقدس لكنيستنا القبطية لتفهمهم موقفى واستجابة لطلبى راجيا صلواتكم لأجلى»، كما اعتذر مطران الفيوم إلى كل من أخطأ في حقهم، طالبا المغفرة.

الأمر لم ينته عند هذا الحد، فتصريحات “الأسقف المستقيل” تبعها بيان الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، تؤكد فيه أن الأنبا إبرام تقدم بخطاب إلى لجنة الإيبارشيات بالمجمع المقدس، يطلب فيها التراجع عن ترك مهامه الرعوية في إيبارشية الفيوم والعودة إلى دير الأنبا بيشوى بوادى النطرون، لقاء فترة اعتكاف مفتوحة غير محددة المدة، على أن تقوم لجنة الإيبارشيات بتسيير عمل الإيبارشية لحين عودته، وذلك قبل أن يعود مرة أخرى إلى إيبارشيته، وسط استقبال حافل.
الجريدة الرسمية