تفاصيل لقاء سامح شكري مع الأمين العام للأمم المتحدة
التقى وزير الخارجية سامح شكري مساء أمس الثلاثاء، سكرتير عام الأمم المتحدة "أنطونيو جوتيريس" في نيويورك، وصرح المستشار أحمد حافظ، المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية بأن اللقاء تناول سبل التنسيق بين مصر والأمم المتحدة إزاء مستجدات القضايا الإقليمية المختلفة.
وأكد وزير الخارجية أهمية الدور والرعاية الأممية لدفع مباحثات وجهود السلام، لاسيما في ليبيا وسوريا، كما تناولت المباحثات التحديات الجسام التي تواجه القضية الفلسطينية، بما في ذلك ضرورة الحفاظ على ولاية وكالة الأونروا وحمايتها، وأهمية ضمان تقديم المساعدة للفلسطينيين، إلى أن يتم التوصل إلى حل عادل للقضية الفلسطينية.
وأضاف المتحدث باسم الخارجية أن شكري وجوتيريس ناقشا ملف مكافحة الإرهاب، حيث تبادلا وجهات النظر حول سبل توحيد الجهود الدولية في مواجهة تهديد الإرهاب المتصاعد ومواجهة أفكار التطرف، حيث شدّد شكري على أهمية تبني إستراتيجية شاملة وجادة للقضاء على تلك الظاهرة ومن يمولها أو يدعمها أو يتخاذل في محاربتها.
وذكر "حافظ" أن وزير الخارجية استعرض محاور الرئاسة المصرية لمجموعة الـ77 والصين، وقد أوضح شكري أن مصر دفعت خلال رئاستها بملف القضاء على الفقر وتفعيل نظام اقتصادي دولي عادل ومنصف يراعي مصالح وشواغل الدول النامية، فضلًا عن إيلاء الاهتمام الواجب بقضايا الشباب والتشغيل وتمكين المرأة، ومتابعة الالتزامات الدولية، وتمويل تنفيذ أجندة التنمية المستدامة 2030.
كما أوضح "حافظ" أنه وردًا على استفسار من سكرتير عام الأمم المتحدة، تطرق "شكري" إلى أولويات الرئاسة المصرية القادمة للاتحاد الأفريقي خاصة فيما يتعلق بتعزيز التنمية الاجتماعية والاقتصادية من خلال مضاعفة جهود تنفيذ أجندة أفريقيا "2063"، وتطبيق منهج شامل في مكافحة الإرهاب ومعالجة أسبابه الجذرية، والعمل على تفعيل منطقة التجارة الحرة القارية، وتوطيد الشراكات من أجل تحقيق السلام والأمن والتنمية في أفريقيا.
وكشف المتحدث باسم الخارجية أن اللقاء شهد تبادل الرؤى بشأن خطط إصلاح منظومة العمل داخل الأمم المتحدة، حيث أكد وزير الخارجية أن مصر حريصة على الارتقاء بآليات العمل داخل المنظمة وتعزيز فعاليتها وأدائها بما يتناسب مع التحديات المتصاعدة والواقع العالمي الراهن، مشيرًا إلى أهمية إيلاء الاعتبار اللازم خلال عملية الإصلاح لأولوية العمل التنموي ولمبدأ الشفافية وتقوية آليات المساءلة والمحاسبة وتمكين الدول الأعضاء من متابعة وتقييم تنفيذ الأمم المتحدة للقرارات والبرامج التي تقرها الدول الأعضاء، مرحبًا بحزمة الإصلاحات التي تبنتها الجمعية العامة في دورتها الماضية التي من شأنها أن تحدث نقلة نوعية في الخدمات والأنشطة التنفيذية للأمم المتحدة المقدمة للدول.
وفى سياق متصل، أعرب شكري عن تطلع مصر لقيام السكرتير العام بعقد مؤتمر لإنشاء منطقة خالية من الأسلحة النووية وأسلحة الدمار الشامل في الشرق الأوسط، وذلك وفقًا للمقرر العربي الذي اعتمدته الجمعية العامة مؤخرًا، بما يسهم في تحقيق السلم والأمن المستدامين في منطقة الشرق الأوسط وبناء الثقة فيما بين دولها ويحقق الأمن المتكافئ للجميع.
فيما أكد وزير الخارجية في ختام اللقاء مساندة مصر لجهود السكرتير العام الرامية إلى تعزيز فعالية العمليات الأممية لحفظ السلام، مشيرًا إلى المؤتمر الإقليمي حول "تطوير أداء عمليات حفظ السلام في أفريقيا" الذي نظمته وزارة الخارجية المصرية ومركز القاهرة الدولي لتسوية النزاعات وحفظ السلام في نوفمبر الماضي، والذي مثّل منبرًا دوليًا هامًا لمناقشة أداء عمليات حفظ السلام، وجمع ممثلين رفيعي المستوى للدول المساهمة والممولة لعمليات حفظ السلام بمشاركة كل من سكرتارية الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي، فضلا عن المنظمات الإقليمية المعنية بعمليات حفظ السلام، حيث جاءت أهمية هذا المؤتمر باعتباره الأول من نوعه الذي جمع ممثلين عن دول عربية وأفريقية لمناقشة أداء عمليات حفظ السلام وتقديم إسهام موضوعي للبناء على جهود سكرتارية الأمم المتحدة في هذا المجال.