أسرار علاقة الشرطة المصرية والإيطالية.. أكاديمية الشرطة تتولى مهمة تدريب الكوادر الأمنية بـ 22 دولة أفريقية على مكافحة الهجرة غير الشرعية.. وتنظيم ورش عمل مشتركة لمدة عامين
أكاديمية الشرطة واحده من أهم المقاصد الأمنية بمنطقة الشرق الأوسط، والأكاديميات العالمية نتيجة الخبرات الكبيرة للعاملين بها، مما دفع الشرطة الإيطالية إلى طلب توليها مهمة تدريب الكوادر الأفريقية على مكافحة جرائم غير الشرعية والجريمة المنظمة.
وفى شهر مارس من العام الماضى 2018، انطلقت فاعليات ورش العمل بين الشرطة المصرية والإيطالية لتدريب الكوادر الأفريقية، وتم توقيع بروتوكول بين الجانبين يتضمن تدريب 360 متدربًا من مصر والدول الأفريقية بواقع 30 متدربًا مصريا و330 متدربًا من الدول الأفريقية على مدار 6 دورات متعاقبة تمتد لمدة عامين.
مكافحة الهجرة
وحرص الجانبين المصرى والإيطالى على مكافحة الهجرة غير النظامية على تحقيق التعاون المثمر، في حقبة زمنية تشهد متغيرات عديدة وحراكًا عالميًا وإهتمامًا متزايدًا لمواجهة تلك الظاهرة، وذلك انطلاقًا من سياسة الوزارة الرامية إلى الاهتمام بتعزيز التعاون الأمني بين أبناء القارة الأفريقية، وتبادل الخبرات التدريبية والتجارب المتميزة في هذه المجالات.
أمس الأول، احتفل مركز البحوث بأكاديمية الشرطة بتخريج الدورة التدريبية الثالثة في مجال مكافحة الهجرة غير النظامية وتزوير الوثائق الرسمية، التي شارك فيها 45 متدربًا يمثلون 15 دولة أفريقية من بينها مصر، وبحضور مدير مركز البحوث، مدير إدارة الهجرة بالإدارة المركزية وشرطة الحدود الإيطالية وذلك في إطار تنفيذ بروتوكول التعاون التدريبى بين وزارتى الداخلية المصرية والإيطالية في مجال تدريب الكوادر الأمنية الأفريقية في هذا المجال.
وأشاد مدير إدارة الهجرة بالإدارة المركزية وشرطة الحدود الإيطالية - بالتعاون البناء بين الشرطة المصرية والإيطالية في تنظيم هذه الدورات، ومدى أثر ذلك في مكافحة الهجرة غير الشرعية ودعم قدرات القائمين على مواجهتها، موجهًا الشكر لوزارة الداخلية المصرية على هذا الدور الإقليمى الحيوى.
من جانبهم أعرب المتدربون الأفارقة عن خالص شكرهم وتقديرهم لوزارتى الداخلية المصرية والإيطالية وأكاديمية الشرطة على تنظيم هذه الدورات التي تمثل أهمية قصوى في أمر يمس كافة دول العالم ويتطلب التكاتف والتعاون لمكافحته.
أشادوا بالبرنامج التدريبى الذي تضمن عددًا من المحاضرات القيمة المتعلقة بإدارة الحدود وفحص وثائق السفر، والإجراءات اللازمة لجمع المعلومات، بالإضافة إلى ما شهدوه خلال الزيارات الثقافية والترفيهية التي قاموا بها وتعرفوا خلالها على أهم المعالم الحضارية والثقافية المصرية وفى ختام مراسم الحفل تم تسليم شهادات تقدير لكافة المتدربين.
من جانبه أوضح رئيس أكاديمية الشرطة مساعد وزير الداخلية اللواء أحمد إبراهيم : «المكانة التي تتمتع بها الدولة المصرية كونها بوابة العبور المهاجرين عبر البحر المتوسط جعلها محط أنظار الجميع، ونجاحاتها المتلاحقة في مكافحة الهجرة غير الشرعية وخبراتها الطويلة وضعتها محور تنظيم ورش العمل التدريبية للكوادر الأفريقية».
مخاطر الموت
وتابع: «المهاجرون يواجهون مخاطر الموت ويهدرون أموالهم، وهو ما يزيد أنشطة عصابات التهريب الدولية، لذلك لا بد مِن التعاون المشترك بين الدول لمكافحة الجريمة العابرة للحدود.. دربنا 3 آلاف و250 كادرًا أمنيًأ أفريقيًا، و9 آلاف قيادة أمنية من دول الكومنولث، فضلا عن تدريب 89 من الكوادر العلمية الأفريقية من 19 دولة مختلفة، و188 من الكوادر العلمية لدول الكومنولث خلال الفترة الأخيرة».
وأكد مساعد وزير الداخلية، أن هذه الورشة تعد خطوة مهمة لمكافحة الهجرة غير الشرعية والجريمة غير المنظمة، مشيرا إلى عقد 6 دورات تدريبية مع 22 دولة في إطار البروتوكول الإيطالي في هذا الشأن، وهو ما يؤكد ثقة الجانب الإيطالي في قدرات وخبرات الأجهزة الأمنية المصرية وقدراتها على نقل هذه الخبرات إلى الدول الأفريقية.
واستطرد: «دورنا يتمثل في انتقاء أفضل الخبراء والمتخصصين من مصر وخارجها لتدريب الكوادر الأمنية الأفريقية على كيفية تأمين المطارات ومكافحة الجرائم بشتى صورها، بأحدث المعلومات والوسائل العلمية في مكافحة الهجرة غير الشرعية».
وأكد إيفان سوروكوش ممثل الاتحاد الأوروبي، دعم الاتحاد الكامل لمصر لمواجهة تحدياتها الاقتصادية والاجتماعية من خلال الدعم الشامل البالغ مليار و300 مليون يورو في صورة منح لمشروعات جارية، حيث يرتفع هذا الرقم إلى 11 مليار يورو حين تضاف إليه المنح والقروض ومبادلة الديون من الدول الأعضاء بالاتحاد الأوروبي والمؤسسات المالية الأوروبية، مما يجعل الاتحاد الأوروبي أكبر مانح لمصر.
ولفت إلى أن الاتحاد الأوروبي يسعى إلى إيجاد الحلول العملية لمكافحة الهجرة غير الشرعية وحماية المهاجرين وإعادة توطين المهاجرين إلى أراضيهم.
