في ذكرى ميلاده.. 3 رجال شكّلوا جمال عبد الناصر سياسيًا.. أحمد حسين أول رمز لزعيم ثورة يوليو.. عزيز المصري قدوة الضباط الأحرار قبل 1952.. وتجربة «نهرو» سبب اتباع سياسة عدم الانحياز (صور)
لا أحد ينشأ من فراغ، ولا عقول تظهر فجأة دون مقدمات، لذلك ففي حياة كل رجل أثر في تاريخ الأمة، فهناك من أثروا عليه، شكلوا معالمه، فُتن بهم، قبل أن يشكل وعيه الخاص وطريقته المستقلة عنهم في صنع تاريخه وحده.
وجمال عبد الناصر المولود في هذا اليوم من عام 1918، شكّل تاريخ المصريين بعد قيام ثورة 23 يوليو، الرجل الذي حكم لمدة 14 عاما منفردًا بالحكم، كان له أساتذة تأثر بهم، وفُتن بهم، وفي بعض الأوقات سار على نهجهم أيضًا.
أحمد حسين
لم يكن جمال عبد الناصر وقتهًا قد تجاوز مرحلة الصبا، لكن أحمد حسين زعيم مصر الفتاة كان ملء السمع والبصر، لا يقتصر الأمر على الشهرة، فهناك حسن البنا ايضًا وأقطاب الوفد، لكن أحمد حسين وحده من تأثر به ناصر بحسب كتاب «عبد الناصر وجيله»؛ إذ يوضح الكاتب أن الشعارات التي رفعها «حسين» مثل "مصر فوق الجميع"، وخطبه الحماسية التي وصفها البعض بالنازية هي من أثرت على هذا الجيل.
ويوضح الكاتب أن الأمر طبيعي، فإن الشباب بطبيعتهم الثورية هي من أدت إلى هذا التأثر برجل كانت شعاراته الثورية هي أهم ما يميزه بعيدًا عن دهاليز السياسة.
عزيز المصري
لم يكن غريبًا أن يكون أحد أبطال حرب 1948 هو من تُعرض عليه أولًا قيادة ثورة يوليو بحسب من تحدثوا عن تلك الثورة، والفريق عزيز المصري لم يكن تأثيره فقط على جمال عبد الناصر، بل على كل جيله، وأبرزهم أنور السادات الذي فُتن بهذا الرجل وتتبع خطاه في الكثير من الأمور كما توضح رقية السادات في حديثها عن والدها.
وتشير الوثائق إلى أنه تم عرض قيادة ثورة يوليو على الفريق عزيز المصري، لكنه اعتذر لأسباب صحية، ومن ثم آلت الأمور في النهاية إلى محمد نجيب وإن كان بعض المصادر تشير إلى أن عزيز المصري ظل له دور مؤثر في صناعة القرار بعد قيام الثورة.
نهرو
في كتاب ملفات السويس للراحل محمد حسنين هيكل، وحين تحدث عن الزعيم الهندي «نهرو»، كشف أن عبد الناصر استلهم تجربة الزعيم الهندي في عدم الانحياز، وقرر السير على هذا المنوال، وهو ما تم ترجمته عمليًا بعد ذلك في كتلة دول عدم الانحياز، والذي كان بدايته «مؤتمر باندونج»، وفيما بعد شكّل ناصر ونهرو ومعهم الزعيم اليوغسلافي تيتو محورًا لمقاومة الرأسمالية في الشرق الأوسط.