رئيس التحرير
عصام كامل

الركبان.. مخيم الجوع والبرد للاجئين السوريين

فيتو

يقع مخيم الركبان على الحدود السورية-الأردنية، ويأوي عشرات الآلاف من النازحين السوريين، لكن القسوة والمعاناة التي يعيشها الشعب السوري داخله لا تقل قسوة عن الحياة التي كانوا يعيشونها في مدنهم أثناء المعارك مع النظام السوري قبل النزوح، فضلًا عن وقوع هذا المخيم في صحراء فقيرة لا تحتوي على أي مقومات للحياة البشرية.


ومنذ أيام أقدمت لاجئة سورية في مخيم الركبان على حرق نفسها لعجزها عن تأمين الطعام لأطفالها الثلاثة منذ عدة أيام، بعد يومين من وفاة طفل رضيع بسبب البرد الشديد وقلة وسائل التدفئة بالمخيم.

يضم مخيم "الركبان" نحو 70 ألف نازح، جاءوا من مناطق سوريا الشرقية، مثل: تدمر ومهيم، ومناطق سوريا الشمالية كالرقة ودير الزور والحسكة، في أواخر عام 2015، عندما بدأ بعض النازحين بشكل فردي اللجوء إلى تلك المنطقة بحثًا عن الأمان، والبدء بإنشاء خيام متفرقة.

يعاني أهالي المخيم الذين يزيد عددهم على 70 ألف شخص من البرد الشديد؛ بسبب غياب الأشجار في هذه المنطقة الصحراوية لاستخدامها في التدفئة، والعجز عن شراء المواد النفطية، إذ يتراوح سعر لتر المازوت الذي يصل إليهم عبر مناطق سيطرة القوات الحكومية بين 500 و700 ليرة سورية، وارتفاع أسعار المواد الغذائية والخضراوات عدة أضعاف عن سعرها في مناطق سيطرة الحكومة السورية، وسط غياب كامل للمنظمات الإنسانية التي تقدم مساعدات إنسانية لسكان المخيم.

بعد أيام من عدم قدرتها على توفير الطعام لها ولأطفالها الثلاث، قررت "سندس فتح الله" لاجئة سورية 28 عامًا، إشعال النار في نفسها وأطفالها، بسبب معاناتها المستمرة، وسيطر جيرانها على الحريق وإخراجها هي وأطفالها ونقلهم إلى المستشفى.

وتوفي رضيع لا يتجاوز الأشهر قبل عدة أيام في أحد المخيمات القريبة من مدينة إعزاز شمالي سوريا، نتيجة البرد الشديد، وعدم توفر وسائل التدفئة، وعدم قيام المنظمات الإغاثية بدورها في تأمين وسائل تدفئة للنازحين هناك.

ولقي ما لا يقل عن 20 شخصًا مصرعهم بسبب غياب الخدمات الطبية، واستحالة التوجه إلى المستشفيات سواءً داخل الأراضي السورية، أو الأردنية.
الجريدة الرسمية