العندليب الجديد!
"وحيد زاهر".. اسم موسيقي.. لكن كثيرة هي الأسماء الموسيقية التي لا علاقة لصاحبها لا بالموسيقى ولا بالغناء.. إنما نتوقف بالفعل أمام موهبة حقيقية.. وعندما نقول موهبة فإننا نعني منحة من الله لا شأن لصاحبها فيها اللهم إلا تطويرها وتنميتها ورعايتها والاهتمام بها وشكر الله فيها.. وقد فعل ذلك وأكثر.
وربما البعض يعرفه لكن بموهبته فهو يستحق أن الكل يعرفه.. حيث منحه الله حنجرة ذهبية تعيدك عند الاستماع إليها إلى العصر الذهبي للغناء عندما كان عدد من رموز الغناء المصري والعربي يغنون معا بينها فروق بسيطة تعطي لكل واحد منهم تميزه وليس نشازه.. كان عبد الحليم موجودا ومعه كمال حسني ومعهما عبد اللطيف التلباني ثم اقترب منهم جميعا ماهر العطار، ثم عاصرهم جميعا هاني شاكر!
إلى هذه الأجواء يعيدنا صوت "وحيد زاهر".. الذي قدم عدة أغان وطنية كانت بالقوة التي تستحقها الأغاني الوطنية والمدهش أنه يفعل ذلك وهو في أمريكا!، التي غادر إليها ليعمل في الأعمال الخاصة به بعد أن أغلقت أمامه أبواب الفن!، التاريخ يعيد نفسه مع الأصوات المهمة التي لاقت في بدايتها كل تعنت وتم مقابلتها بالرفض والنفي، وإن كان ذلك مقبولا في عصر قضي عليه دور الدولة الكبير في رعاية الفنون بعد ثورة يوليو وبروز قوة أو حتى قوي مصر الناعمة في كل اتجاه عاد مع انحسار دور الدولة في السنوات الماضية، والتي هاجر بسببها "وحيد زاهر" إلى أمريكا وبما عطله سنوات عن النجومية.
لكن لا نظن أنه سيجدي الآن وقد عاد الاهتمام بالمواهب والكفاءات من خلال منابر متعددة، منها مؤتمر الشباب الدوري الذي تشرف عليه رئاسة الجمهورية ومنتداها السنوي بشرم الشيخ، وهو يرعى كل الكفاءات في كل المجالات، كذلك عادت "أضواء المدينة" التي أعادتها الإذاعة المصرية برئاسة وإشراف السيدة "نادية مبروك" وإدارة بحهد أسطوري غير مسبوق من السيدة "أمل مسعود" نائب رئيس الإذاعة.
وكان من بين أهداف العودة بخلاف استرجاع قوانا الناعمة ومكانة مصر في الفنون وتوفير أموال لماسبيرو كان اكتشاف مواهب جديدة بلا شروط غير الكفاءة والموهبة.. ولكل هؤلاء ومعهم الفضائيات والمواقع الإلكترونية ندعوهم جميعا إلى الاستماع لـ"وحيد زاهر" ومنحه الفرصة كاملة.. ليغني في مصر.. ويغني لمصر.. وللدنيا كلها!