هذا الرجل في مهمة قومية لحماية أمن مصر الزراعي
سنوات عديدة قضاها الدكتور "محمود هاشم" في محراب العلم، عاكفًا في معمله يصل الليل بالنهار هو وفريقه العلمي المكوّن من أساتذة كلية الزراعة جامعة القاهرة ومركز البحوث الزراعية، وبتمويل من صندوق العلوم والتكنولوجيا، من أجل حماية أمن مصر الزراعي وإنقاذ ثروتها الزراعية من الآفات المدمرة.
نصف دستة اختراعات على الأقل قدمها "هاشم" للتصدي للذبابة البيضاء وآفة الفاكهة التي قضت على آلاف الأفدنة من المحاصيل الزراعية، وكبدت مصر خسائر كبيرة وتسببت في ارتفاع أسعار الخضراوات والفاكهة.
"هاشم" هو أستاذ كيمياء الليزر بجامعة القاهرة ورئيس الجامعة الألمانية الأسبق، ومؤسس ورئيس الجامعة الأوروبية التي تعتبر الجامعة الأكبر في العاصمة الإدارية، وقد احتفت دول أفريقية باختراعاته في مكافحة الآفات الزراعية والبعوض الناقل للملاريا، كما طلبت البرازيل استضافته وفريقه العلمي لتنفيذ مهمة القضاء على البعوضة المتسببة في مرض زيكا، واعترفت منظمة الصحة العالمية (who) بتقنية "هاشم" في القضاء على البعوض في مستنقعات أحراش أفريقيا..
ورغم كل هذا يواجه تجاهلا أو ربما عنادا حكوميا غير منطقى إزاء تسجيل أحد اختراعاته المهمة، حيث طلبت البرازيل تسجيل اختراعه في مصر أولا كبلد للمنشأ بعد أن تمت مطالبته بتأسيس شركة لإنتاج المستحضر والموافقة عليه، لكن رغم اتباعه لكل الشروط لم يتم تسجيل المستحضر الذي قدم أوراقه منذ عام 2008 ونحن الآن في عام 2019!
اللافت أن "هاشم" - الذي تنشر"فيتو" في عددها هذا الأسبوع معلومات تفصيلية عن أزمته مع الروتين الحكومي- ليس مجرد باحث مغمور أو أكاديمي يبحث عن الشهرة والجوائز كما يتضح من السطور السابقة ولكنه عالم كبير حصل على عديد من الجوائز، أبرزها جائزة الدولة التقديرية في العلوم التكنولوجية المتقدمة عام 2014، إلى جانب كونه عضوا في المجمع العلمي المصري عام 2015، ومع هذا يجد نفسه أمام عراقيل هي أقرب للفساد الذي يمنع مصر من التقدم للأمام على الرغم من توجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي بالاهتمام بالعلماء ومواجهة الروتين والفساد القاتل للإبداع والتقدم..
فهل تراجع الحكومة ممثلة في وزارة الصحة سياستها وتهتم بما يقدمه عالم كبير رفع اسم مصر عاليا في المحافل الدولية؟.. نتمنى!
……………………………….
تويتر | @noser_ahmed