من مروان لـ«ديفيز».. حكاية قرار «فاشل» أهدر تفوقا تاريخيا على القطريين
في 13 يناير 2017، انطلقت منافسات الجولة الأولى للمجموعة الرابعة، ببطولة العالم لكرة اليد رجال في نسختها الـ25، والتي أقيمت في فرنسا، وكانت الجماهير المصرية على موعد مع لقاء مهم أمام المنتخب القطري وصيف بطل العالم، والذي يضم بين صفوفه العديد من اللاعبين المجنسين أصحاب المهارات والقوة الجسمانية، وكان مرشحا أيضا لبلوغ أدوار متقدمة بالمونديال.
بدأت المباراة ونجح لاعبو المنتخب الوطني في السيطرة على مجريات اللقاء، بفضل قيادة فنية جيدة من خارج الخطوط، كان قائدها مروان رجب المدير الفني للفريق القومي، والذي تم تعيينه بقرار من الدكتور خالد حمودة، رئيس الاتحاد في ذلك التوقيت، وشهدت المباراة توترا من جانب الطرفين، نظرا لحساسية الموقف السياسي بين البلدين.
وفرض لاعبو المنتخب الوطني سيطرتهم على اللقاء ونجحوا في حسم النتيجة لصالحهم (22-20)، وهو ما أسعد الجماهير المصرية، نظرا لقوة المنتخب القطري، والذي خسر نهائي نسخة 2015، أمام المنتخب الفرنسي في المباراة النهائية.
واستمر الجهاز الفني في عمله حتى خسر المنتخب الوطني نهائي البطولة الأفريقية 2018 بالجابون أمام المنتخب التونسي، ووقتها صدر قرار من مجلس الإدارة الجديد للاتحاد برئاسة هشام نصر، بإقالة الجهاز الفني بقيادة مروان رجب، بداعي تراجع أداء المنتخب، وخسارة اللقب أمام تونس، على الرغم أن المنتخب التونسي صاحب الرقم القياسي في الفوز بلقب البطولة الأفريقية، ورغم أيضا أن نفس الجهاز الفني هو من نجح في حصد لقب البطولة عام 2016، أمام تونس أيضا بنتيجة (21-19).
وأخذ مجلس إدارة الاتحاد برئاسة هشام نصر وقتا طويلا في التفاوض مع عدد من المدربين، وجاء القرار أخيرا بالتعاقد مع الإسباني ديفيد ديفيز، من أجل قيادة سفينة المنتخب في منافسات بطولة العالم بألمانيا والدنمارك، وعقب صدور القرار بفترة ليست كبيرة، خرجت أخبار جديدة تؤكد تعاقد المدير الفني للمنتخب مع فريق فيرزبريم المجري بجانب عمله كمدربا للفراعنة، ووقتها استغل مسئولي الاتحاد ما حدث للتأكيد على أن اختيارهم كان صحيح، وأن المدرب مطلوب في أكبر الأندية الأوروبية.
مسئولو الاتحاد قرروا اتخاذ خطوة استباقية، وأكدوا في تصريحات لهم أن الهدف من خوض منافسات بطولة العالم المقبلة، وهو تحسين المركز الذي تم تحقيقه في بطولة العالم الأخيرة بفرنسا وهو الـ13، وأن الرؤية من التعاقد مع مدرب أجنبي هو تكوين جيل من اللاعبين يستطيع تمثيل مصر في بطولة العالم 2021، والتي ستقام في أرض الكنانة.
وبعد مرور عامين، يشاء القدر، أن تسفر القرعة عن وقوع المنتخب الوطني في المجموعة الرابعة أيضا بقرعة بطولة 2019، وتضم المجموعة المنتخب القطري، ولكن مواجهة الفراعنة مع العنابي ستكون في الجولة الثانية من منافسات الدور الأول، وهو ما منح الجماهير بارقة أمل باعتبار أن المباراة سهلة، وأن الجهاز الفني السابق الضعيف حسب رؤية المجلس الحالي، نجح في هزيمة قطر في ظل تألق لاعبيها، فماذا سيكون الحال مع وجود مدير فني أجنبي مطلوب في أكبر الأندية الأوروبية!؟
(23-28)، تلك كانت نتيجة المباراة التي جمعت بين مصر وقطر في مونديال 2019، ولكن هذه المرة لم تكن لصالح منتخبنا، كانت لصالح المنتخب القطري، الذي حقق أول فوز له في التاريخ على مصر في بطولات العالم، وفي ظل قيادة المدرب الفني الأجنبي الذي احتفل مجلس الإدارة بالتعاقد معه، ومع تلك النتيجة أصبحت فرص منتخبنا في التأهل للدور الثاني من المونديال ضعيفة للغاية، خاصة وأن تلك الهزيمة هي الثانية لنا، بعد هزيمتنا في الجولة الأولى أمام المنتخب السويدي (24-27).
السطور الماضية موجهة للدكتور أشرف صبحي وزير الشباب والرياضة والمهندس هشام حطب رئيس مجلس إدارة اللجنة الأوليمبية، ماذا استفاد المنتخب الوطني من التعاقد مع المدير الفني الأجنبي ديفيد ديفيز، والذي يكبد خزينة الدولة مبالغ مالية ضخمة، وهل كان من الممكن أن تكون النتائح أسوء من ذلك حال بقاء المدرب المصري مروان رجب!؟