رئيس التحرير
عصام كامل

الجنازة حارة والامتحان Open Book


حالة الترقب والقلق التي استولت على أولياء الأمور، منذ الساعات الأولى، لأداء أبنائهم طلاب وطالبات الصف الأول الثانوي، لأول امتحان في المنظومة الجديدة بنظام الكتاب المفتوح أو ما هو معروف بـ «Open Book»، تعيد للأذهان المثل الشهير «الجنازة حارة والميت كلب».


هذا لا يعني بأي شكل من الأشكال التقليل من العملية التعليمية وخطتها الجديدة في التطوير، ولكن أن ترى كل هذا الهلع والرعب لدى أولياء الأمور وبالطبع ينتقل لأبنائهم من الطلبة، على امتحان أعلنت عنه وزارة التربية والتعليم مسبقًا بأنه مجرد «امتحان تجريبي»، ولا درجات عليه وإنما يحاسب الطالب على درجات آخر العام فقط، هذا ما قبل المثل ليصبح وعن جدارة «الجنازة حارة والامتحان Open Book».

رغم موجة الحالة الجوية السيئة التي حذرت منها هيئة الأرصاد حيث تتعرض البلاد لموجة من الطقس البارد المصحوب بالرياح المحملة بالأتربة و«الزعابيب»، ولكن هيهات أن يمنع «البرد» الوالدين من مؤازرة فلذات أكبادهم في مواجهتهم المصيرية والحتمية أمام امتحان «لا هيقدم ولا يأخر».

الطريف في الأمر تبدل حالة الهلع لدى الطلاب قبل وبعد الامتحان، فقبل الامتحان تجد الطالب متوترًا مسمكًا بكتابه بيمينه وكأنه ممسك على جمرة من نار تحمل بداخلها منجاته في العبور من الامتحان، وما إن يخرج الطالب من اللجنة حتى ترى التحول بدرجة 180 وكأن علامات البلاهة أعدت خصيصًا للرسم على وجهه داخل لجنة الامتحان، وهو ما أكده الطلاب للصحفيين ومراسلي المواقع والجرائد المرابطين على أبواب المدارس لتغطية الحدث الهام، بأن معظم أسئلة امتحان اللغة العربية جاء من خارج المنهج، فلا يجد الطالب أمامه من بد إلا العمل بالمبدأ القائل «شر البلية ما يضحك»، فتجد الطلاب والطالبات يتبادل النكات.

فقالت إحدى الطالبات تعليقًا على الامتحان الذي أكدت أنها لم تفهم المقصد منه: «الامتحان صعب وسهل في نفس الوقت»، ويزيد البيت شعرًا أحد الطلاب واصفًا نظام الـ «Open Book» الجديد قائلًا: «كالأصلح تعطيه مشطًا».
الجريدة الرسمية