«المرأة والمدينة الكوزموبوليتانية».. أحدث إصدارات العربي للنشر
صدر حديثًا عن العربي للنشر والتوزيع كتاب "المرأة والمدينة الكوزموبوليتانية.. تاريخ الجندرية في المجتمع السكندري"، للكاتبة عبير إبراهيم قمرة.
نشأت فكرة الدراسة التاريخية عن الإسكندرية ومجتمعها وتاريخها من ارتباط شخصي وعائلي للمؤلفة بالمدينة، حيث تنتمي لعائلة من والدين من مدينة الإسكندرية، هاجرت عائلة الأب من المدينة إلى القاهرة أثناء الحرب العالمية الثانية، وظلت عائلة الأم بالمدينة حتى الآن، ثم انتقلت الأم في أوائل الستينيات إلى القاهرة لتتزوج من أبى. ولأن الإسكندرية مدينة الأم، كان انتقالها بداية لرواية تحكيها لسنوات ممتدة عن المدينة الأفضل من حيث الحياة المعيشية والخدمات والصحة والتي ظلت الأم ترددها بفخر على مدى سنوات طويلة، مُقارنة بين الإسكندرية والقاهرة. وبالرغم من التدهور المستمر الذي تعاني منه المدينة. وكرغبة صادقة للبحث عن أسباب تلك المحبة للمدينة، ووفاءً لروح والديّ المؤلفة الكريمين رغبت المؤلفة في دراسة تلك المدينة ومجتمعها دراسة تاريخية، وحاولت أن تفسر أسباب الازدهار وأسباب التدهور.
واكتسبت مدينة الإسكندرية مكانة مميزة في التاريخ المصري الحديث والمعاصر، حيث تعتبر حالة فريدة بين المدن المصرية، وهي أكبر وأهم ميناء مصري وثاني أكبر المدن المصرية، والمدينة كانت ولازالت رابط أساسي بين مصر وعالم البحر المتوسط، وما كان يشمله ذلك العالم تاريخيًا من أراضي الإمبراطورية العثمانية الغاربة وأوروبا والإمبراطورية البريطانية وفرنسا، كما أن المدينة اعتبرت قاعدة أساسية من قواعد الاقتصاد المصري وعبرت عن توجهه التام في ذلك العصر نحو الغرب. وارتبط دور المدينة وموقعها بتطورها العمراني وتشكيل مجتمعها المتنوع، وأدى ذلك لتشكيل تاريخها الذي تميز بغزارة مادته الوثائقية سواء الأثرية والتاريخية أو الأدبية والفنية والفوتوغرافية والسينمائية.
ولدراسة مدينة بتلك الغزارة في المادة التاريخية، استلزم ذلك اختيار منظور بحثي محدد نستطيع من خلاله رؤية لمحة من تاريخ المدينة. ومن هنا نشأت فكرة الدراسة في تاريخ المرأة في المجتمع السكندري في النصف الأول من القرن العشرين، نتيجة للرغبة في رؤية المدينة ومجتمعها من زاوية جندرية. وبخاصة إن تلك الفترة تميزت بازدهار المدينة، بالإضافة إلى توافر كثير من النصوص التي أنتجتها المرأة عن حياتها ومجتمعها. وهذا الكتاب هو نتيجة هذا البحث التاريخي المتمثل في رسالة ماجستير في التاريخ الحديث والمعاصر بعنوان "المرأة في المجتمع السكندري في النصف الأول من القرن العشرين".
الدكتورة عبير إبراهيم قمرة، باحثة دكتوراة في التاريخ الحديث والمعاصر -كلية الآداب- بجامعة القاهرة، ومعلم خبير بالتربية والتعليم. ومن مؤهلاتها العلمية: ماجستير في التاريخ الحديث والمعاصر 2016 في رسالة بعنوان: "المرأة في المجتمع السكندري في النصف الأول من القرن العشرين".
حازت هذه الرسالة جائزة "رءوف عباس" في العام الجامعي 2016-2017. ودبلوم عليا في الآثار المصرية عام 1993، وليسانس الآداب- قسم التاريخ - جامعة القاهرة عام 1991. وهي معلمة في وزارة التربية والتعليم منذ عام 1996، وأمينة متحف مساعدة في متحف المنيل في سنوات 1994- 1996.