عملية إنقاذ دير أبو مينا.. 170 طلمبة جديدة لرفع المياه الجوفية وتطهير المواسير.. إزالة 200 ألف متر تعديات على أراضي الدير.. واليونسكو تحذر: أكثر مناطق التراث مهددة بالخطر
على قدم وساق تسير عملية إنقاذ منطقة أبو مينا الأثرية بمحافظة الإسكندرية من الغرق، بعدما حاصرتها المياه الجوفية، بشكل دفع منظمة اليونسكو العالمية إلى وضعها في القائمة الحمراء، لأكثر مناطق التراث العالمي المهددة بالخطر.
ومع موسم الأمطار والنوات زاد الخطر ضراوة على المنطقة الأثرية، التي تعد من أبرز مناطق التراث العالمي بمصر، والتي كانت ضمن مسار العائلة المقدسة، حتى ظهرت بعض الأقاويل التي تفيد بأن منظمة اليونسكو تبحث إزالة المنطقة من على قائمة التراث العالمي.
مزار سياحي
منطقة أبو مينا الأثرية تعتبر من أهم المناطق الأثرية بالإسكندرية، وتعد مزارا سياحيا ضخما لما تحتويه من معالم أثرية وتاريخية، وهي تقع عند الحافة الشمالية للصحراء الغربية، وهو ما يطلق عليها أبو مينا، حيث كانت مدفن القديس مينا، وكانت المنطقة حتى العصور الوسطى المبكرة أهم مركز مسيحي للحج في مصر.
منطقة آثار أبو مينا في صحراء مريوط غرب مدينة الإسكندرية، تضم مجموعة من الآثار القبطية وكنائس وأديرة، وكانت فيما مضى قرية صغيرة ومدفن القديس مينا، وتم اكتشاف الموقع عام 1905 على يد عالم الآثار الألمانى "كوفمان" وفى عام 1907 تمكن من الكشف عن أجزاء كبيرة أخرى منه، وفى عام 1979 قررت لجنة اليونسكو إدراج هذا المكان ضمن "قائمة التراث العالمى"، وبذلك أصبح واحدا من أهم الأماكن التاريخية بمصر، ومؤخرا شهدت المنطقة تدهورا شديدا مما جعل منظمة اليونسكو تضع المنطقة على القائمة الحمراء لأكثر مناطق التراث العالمى المهددة، وذلك بسبب ارتفاع شديد لمنسوب المياه الجوفية والتي بها ارتفاع شديد في نسبة الأملاح، بالإضافة إلى الإهمال الذي تعرضت له المنطقة.
خطة الإنقاذ
وبدأت وزارة الآثار وضع خطة لإنقاذ المنطقة الأثرية واتخاذ كافة الإجراءات اللازمة، وإعداد مشروع لتخفيض منسوب المياه الجوفية وإسناد المشروع لإحدى الشركات المحلية المتخصصة، والتنسيق مع وزارتى الرى والزراعة وإدارة دير مارمينا والمحافظة لوضع حلول علمية وعملية لحماية المنطقة الأثرية من المياه المسربة إليها من الزراعات المحيطة بها نتيجة الرى بالغمر.
وقال مصدر بآثار الإسكندرية: إن الدير له أهمية روحانية خاصة لدى الأقباط، ويأتون إليه من كافة أنحاء الجمهورية، ويوجد به رفات الشهيد مار مينا، مشيرا إلى أن هناك جهودا مكثفة من قبل آثار الإسكندرية، لإنقاذ المنطقة من الخطر، من خلال تنفيذ مشروع شامل يشمل مراجعة شبكات الكهرباء ووضع خطة لشفط المياه وإلقائها في الترعة ثم إلى المصرف العمومى، بالإضافة إلى التنسيق الكامل مع قوات الأمن، من أجل إزالة كافة التعديات على المنطقة، والتي منها تعديات بعض المواطنين.
وأوضح المصدر أنه تم تطهير المواسير التي تسير فيها المياه الجوفية بعد رفعها وصيانتها ورفع كفاءتها، فضلًا عن توجيه وزير الآثار بالتعاقد على شراء 170 طلمبة جديدة بدلًا من المتهالكة بـ15 مليون جنيه لرفع المياه الجوفية، وتطهير المواسير التي تسير فيها المياه، بالإضافة إلى إزالة 200 ألف متر من التعديات وإزالة 9 مبانٍ للبدو المقيمين بالمنطقة، وبالتالي أصبحت المنطقة خالية من التعديات.
وكشف المصدر أن الإجراءات التي اتخذتها وزارة الآثار المصرية لإنقاذ المنطقة الأثرية من الغرق نالت إعجاب منظمة اليونسكو، ووعدت برفعها من القائمة الحمراء بعد شفط المياه، مشيرا إلى أن وفدا من خبراء عالميين في مجال المياه والرى والآثار والثقافة والفنون التابعين لمنظمتى اليونسكو والفاو، قاموا بزيارة منطقة آثار أبو مينا بالإسكندرية، وذلك للوقوف على الحالة الراهنة للموقع.
وأوضح أن تاريخ المنطقة يعود للقرن الرابع الميلادي، وتحتوي على عدة كنائس وأديرة ومعاصر نبيذ ومساكن وأفران تصنع فيها قنينات القديس مينا، وقبر القديس مينا والكنيسة الشرقية وحمامات الحمام الشمالي والحمام المزدوج وكنيسة المدفن والمعمودية وكنيسة المدفن وكنيسة البازيلكا الكبرى وهي أكبر كنيسة في مصر، كما أن بالمنطقة حفائر البعثة الألمانية. وتبلغ مساحة المنطقة نحو ألف فدان.
"نقلا عن العدد الورقي..."