«بورصة المكسب والخسارة» من نقل معرض الكتاب للتجمع الخامس

اشتعلت الساحة الثقافية في الآونة الأخيرة، ما بين مؤيد ومعارض، لقرار وزارة الثقافة متمثلة في الهيئة المصرية العامة للكتاب، بنقل معرض القاهرة الدولي للكتاب لمقر جديد، من أرض المعارض في مدينة نصر، إلى مركز مصر للمعارض الدولية بالتجمع الخامس، والمقرر إقامة دورته الخمسين (اليوبيل الذهبي) ابتداء من ٢٢ يناير وحتى ٥ فبراير.

وبعيدا عن مناصرة رأي عن آخر، وتبرير الدوافع التي جعلت وزارة الثقافة تتخذ هذا القرار، فهناك مجموعة من الخاسرين من قرار نقل المعرض، ومجموعة أخرى تستفيد من إقامته على أرض جديدة، وفيما يلي نرصد (بورصة المكسب والخسارة من تلك الخطوة):

الخاسرون
١- الباعة الجائلين
شاء من شاء وأبى من أبى، كان معرض الكتاب في دوراته الأخيرة يكتظ بالباعة الجائلين الذين يعتبرون المعرض سوقا كبيرا للكتب والجماهير، خاصة مع زيادة الإقبال الجماهيري على المعرض كل عام، فكانوا يفترشون طرقاته بالبضائع والمأكولات والمشروبات التي تلاقي رواجا لدى زائري المعرض، وعلى الرغم من محاولات وزارة الثقافة والشرطة لفض الباعة وانتشالهم من أرض المعرض، إلا أن جميع تلك المحاولات كانت تبوء بالفشل، حيث يخترع الباعة كل يوم أساليب جديدة لدخول أرض المعرض وكسب رزقهم، وعلى الرغم من خلو أي معرض كتاب على مستوى العالم من مشهد الباعة، إلا أنهم يعتبرونه موسم رزق لهم، ومع خطوة نقل المعرض لأرض أكثر تطورا وحضارة، سينعدم هذا المصدر، خاصة مع أساليب التأمين المتطورة المكتظة بها أرض المعرض الجديدة بالتجمع.

٢- خطوط الباصات
في أرض المعرض القديمة، كان يعتمد معظم الزوار على مترو الأنفاق كوسيلة رئيسية للوصول، إلا أن هناك أعدادا ليست بالقليلة كانت تعتمد على "الميكروباصات" التي كانت تبتكر خطوط سير جديدة لها للمرور من أمام المعرض لاستغلال رواج موسم الزيارة لأرض معارض مدينة نصر، وهم من أكثر الفئات الخاسرة بخطوة نقل المعرض، ومن المتوقع ابتكارها لخطوط سير جديدة لمرورها من أمام المعرض في مقره الجديد.

٣- ملاك العقارات
مع المشاركة العربية والدولية الكبيرة للمعرض، كان هناك أعداد كبيرة من الناشرين العرب والمصريين من سكان المحافظات والأقاليم، الذين يعملون على تأجير الشقق المجاورة لأرض معارض مدينة نصر، بشكل جماعي للإقامة بها خلال فترة المعرض، وكان ملاك العقارات يستغلون تلك الحاجة لفرض أسعار إيجارات مرتفعة واستغلال موسم المعرض في تأجير عقاراتهم.. الأمر الذي ينعدم في دورة المعرض الجديدة مع نقله إلى التجمع الخامس.

المستفيدون من نقل المعرض
١- الناشرون
أصحاب دور النشر هم الفئة الأكثر استفادة من خطوة نقل المعرض لأرض جديدة، نظرا لتجهيزها بمعدات تتناسب مع التطور التكنولوجي والحضاري، مما يحميهم من الخيام التي كانوا يقبعون داخلها في دورات المعرض السابقة ويتعرضون لخسائر فادحة إذا ما تعرضوا لسوء في الطقس وهطول الأمطار على الكتب.

٢- جمهور المعرض
جمهور المعرض سيشعر في الدورة الجديدة بمدى الاختلاف في التجهيزات بين أرض المعارض القديمة والجديدة، حيث تتوفر لهم خدمات لوجيستية ودورات مياه ومنطقة للأطفال، وتنظيم القاعات والمشهد الحضاري لدور النشر داخل قاعات المعرض، إضافة إلى توفير مواصلات بعضها مجاني والآخر رمزي لنقلهم للمقر الجديد.