الموت من البرد!
ربما كانت سيدة المحلة التي تقول الأنباء إن جثتها وجدت متجمدة أمام حي أول المحلة تعاني مرضا أو عدة أمراض تسببت في وفاتها.. وربما هناك أخرى قد تثبتها التحقيقات.. لكن الأسئلة المحزنة التي تفرض نفسها كيف ترك الأهالي سيدة مسنة أو غير مسنة في هذا الصقيع بالشارع؟
الحي الذي توفيت أمامه لم يهتم أحد.. وهذا خطأ كبير يصل إلى حدود الإجرام لأن الأحياء ومجالس المدن ودواوين المحافظات مسئولة في أماكنها عن المصريين ومصالحهم.. كما أن الحس الأمني الغائب يقتضي اليقظة ومعرفة من يقفون باستمرار أو بانتظام أو لفترات طويلة أو لأوقات منتظمة أمام أي مصلحة حكومية..
نقول إن كان الحي في غيبوبة كاملة إنسانيا ووظيفيا وأمنيا فأين الأهالي؟ هل من المعقول لم يمر واحد.. واحد فقط من أمام الحي وهو من المؤكد مكان حيوي؟ ليس معنى سؤالنا بالضرورة أن يتبنى أحد المارة استضافة الراحلة الكريمة رحمها الله في بيته، إنما على الأقل البحث لها عن مأوى آمن دافئ حتى لحين شروق شمس الصباح!
فما بالنا أن أهل المحلة اشتهروا بالكرم وان شيئا غريبا وراء ما جرى.. وما بالنا أيضا وأن وزارة التضامن خصصت رقما لـ "الإنقاذ السريع" مهمته الأساسية هي هذه الحالات ومثيلاتها ممن لا مأوى لهم أو تعرضوا لظروف وضعتهم في مواقف شبيهة.. فكيف لم يفكر أحد في اللجوء إليه؟
كيف لم يفكر أمام أي مسجد في نجدتها؟ هل تحجرت قلوب الناس؟ هل أصبحنا جميعا نفر من البر والخير كأنه الجحيم ونهرول ناحية أي شر؟!
الأسئلة عديدة ملخصها أن أشياء كثيرة تغيرت وتحتاج لتفسير ودراسة إنما أيضا يبدو العمل الخيري في مأزق ويبدو الإعلان عن الأرقام المهمة غير كاف، وحتى نكمل مقصد المقال وتجاوزا لتقاليد المقالات الصحفية ننشر رقم الإغاثة العاجلة بوزارة التضامن، وهو 01095368111، على أمل أن ينشره الأعزاء القراء في كل مكان يتيسر لهم نشره فيه.. ربما يفوز أحدهم بإنقاذ عجوز أو شيخ..
أو تخفيف أوجاع آخرين ينتظرون من يخفف آلامهم دون النظر إلى شخص وهيئة صاحب الاستغاثة وليكن شعارنا إننا نعامل رب العباد!