رئيس التحرير
عصام كامل

من أمريكا إلى السودان.. قصة البعبع الروسي لإشعال الأزمات في الشرق والغرب

الرئيس الحالي دونالد
الرئيس الحالي دونالد ترامب

مع كل أزمة سياسية داخل الدولة الغربية أو انتخابات جديدة تتجه الاتهامات إلى روسيا بأنها وراء إدارة عملية التلاعب في الانتخابات أو إثارة زعزعة الاستقرار والشائعات داخل هذا البلد وتلك العاصمة، وأصبح روسيا "البعبع" الذي تخشى منه الدول.


انتخاب ترامب
وكانت أولى الاتهامات بتلاعب روسيا جاءت من غريمتها التقليدية الولايات المتحدة الأمريكية، عقب انتخاب الرئيس الحالي دونالد ترامب رئيسا للولايات المتحدة وهزيمة منافسته هيلاري كلينتون لتخرج الاتهامات إلى تلاعب روسيا في انتخابات بلاد العم سام.

وفي أكتوبر الماضي، وجهت الحكومة الأمريكية الاتهام رسميا لامرأة روسية لدورها في حملة يدعمها الكرملين للتأثير على انتخابات التجديد النصفي للكونجرس التي تجرى الشهر المقبل.

وكشفت وزارة العدل الأمريكية عن الاتهام الموجه إلى إلينا خوسياينوفا 44 عاما، وتعد هذه أول قضية بشأن التدخل الخارجي في الانتخابات الأمريكية المقبلة.

وقال مسئولون إن المرأة الروسية كانت تعمل كبيرة المحاسبين في مشروع "لزرع الشقاق في النظام السياسي الأمريكي".

انتخابات فرنسا
ومع اندلاع تظاهرات "السترات الصفراء" في فرنسا اتهم وزير الخارجية الفرنسى جان إيف لو دريان روسيا بدورها في إشعال الأمور داخل باريس.

وقال "لو ديان": إن الأمانة العامة للدفاع والأمن الوطنى في فرنسا تحقق في قضية تورط روسيا المزعوم في الاحتجاجات الفرنسية، وذلك بعد أن نشرت صحيفة "التايمز" البريطانية تقريرا يزعم وجود مئات الحسابات "الموالية لموسكو" على مواقع التواصل الاجتماعي، تعمل على تضخيم حركة السترات الصفراء، التي تنظم منذ أسابيع فعاليات احتجاجية ضد سياسات الرئيس إيمانويل ماكرون.

وأطلقت الأمانة العامة للدفاع والأمن الوطني في فرنسا وهي الهيئة المكلفة بتنسيق عمليات التحقيق الجارية بعد تزايد الحسابات الإلكترونية المزيفة التي تهدف إلى تضخيم حركة "السترات الصفراء الاحتجاجية على مواقع التواصل الاجتماعي.

ضرب الاقتصاد البريطاني
ومن أمريكا إلى فرنسا إلى بريطانيا تسير عمليات الاتهامات لروسيا باللعب دور سلبي داخل هذه الدول، حيث نبهت لجنة تشريعية بريطانية، في مايو الماضي، إلى أن الأموال الروسية المخبأة في أصول بريطانية ويتم غسلها في مؤسسات لندن المالية تضر بجهود الحكومة الرامية لاتخاذ موقف ضد سياسة موسكو الخارجية العدائية.

وأورد تقرير للجنة العلاقات الخارجية في البرلمان البريطاني، أن الأموال الروسية تقوض انتقاد بريطانيا للكرملين وتدعم ما وصفه التقرير بحملة الرئيس فلاديمير بوتين "لتخريب النظام الدولي القائم على قواعد".

وصرح رئيس اللجنة توم توجندهات "نطاق الضرر الذي يمكن أن تسببه هذه الأموال القذرة لمصالح السياسة الخارجية البريطانية يقلل فائدة المعاملات الروسية في المدينة".

إسرائيل حاضرة
الأمر لم يتوقف عند الدول الغربية، بل ظهر "البعبع" الروسي، في دولة الاحتلال الإسرائيلي، حيث حذرت تقارير عبرية من احتمال تدخل روسيا في سير الانتخابات العامة بدولة الاحتلال الإسرائيلي التي ستجري في التاسع من أبريل المقبل.

وحذر رئيس جهاز الأمن العام الإسرائيلي "الشاباك"، الثلاثاء الماضي، من أن دولة أجنبية ستعمل على التدخل في سير انتخابات الكنيست بهدف التأثير على نتائجها، دون أن يذكر الدوافع السياسية لهذه الدولة، أو إذا ما كانت تريد صعود تيار محدد على حساب الآخر، ولكنه كان واثقا من أن هناك دولة تريد التدخل، قبل تسريب كلامه بالأمس الأربعاء للإعلام.

السودان في مرمى البعبع
الأمور لم تتوقف على الدول الغربية وإسرائيل بل انضمت إليهم السودان، حيث زعمت صحيفة التايمز البريطانية، أمس الخميس، تدخل مرتزقة ناطقين باللغة الروسية في دعم نظام الرئيس السوداني عمر البشير.

وادعت الصحيفة أن المرتزقة الروس ينتمون إلى شركة أمن خاصة تدعى "مجموعة ذا فانغر" يعملون في السودان ويوفرون خدمات إستراتيجية وتدريبا عمليا للمخابرات السودانية والقوات الأمنية، في الوقت الذي تتنامى فيه حدة التظاهرات المنددة بحكم البشير.

وتابعت بالقول إن ظاهرة نشر العناصر الروسية تأتي في الوقت الذي يسعى فيه الكرملين إلى تطوير العلاقات التجارية والأمنية والدفاعية في الدولة الأفريقية
الجريدة الرسمية