رئيس التحرير
عصام كامل

بـ«نص التوراة».. اليهود سرقوا «ذهب وفضة» مصر.. تل أبيب تطالب بـ250 مليار دولار تعويضات عن ممتلكاتهم في الدول العربية.. ومؤرخون: الطلبات جزء لتمرير صفقة القرن.. ويجب على القاهرة طلب

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية

«أملاك اليهود».. مسمار جحا الذي تحاول دولة الاحتلال دقه في حائط الدول العربية، تضرب عليه مرة بمطرقة «نريد أملاكنا التي أجبرنا على تركها وراءنا»، وفي مرة ثانية تطرق عليه بتصريحات من نوعية «نريد تعويضات وكفانا شر القتال»، ومؤخرًا تعالت أصوات من داخل الكيان الصهيوني تتحدث عن «التعويضات»، ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد، بل خرج البعض ليحدد الرقم المطلوب بـ250 مليار دولار، منها 50 مليارًا في تونس وليبيا فقط، ولا يخلو الحديث عن الغمز واللمز إلى مصر في هذا السياق.


في مقابل المزاعم الصهيونية، خرجت أصوات تؤكد أن اليهود هم من سرقوا مصر منذ بداية التاريخ، موضحة أن التوراة تحمل اعترافا صريحا بجريمة سرقة الذهب والفضة من مصر.

منظومة الضغط
وفي هذا السياق قال الدكتور سامي الإمام، أستاذ الديانة اليهودية في جامعة الأزهر: التعويضات التي تتحدث عنها إسرائيل لا تتعدى كونها جزءا من منظومة الضغوط التي تستخدمها إسرائيل على البلاد العربية لتمرير صفقة القرن، فـ«تل أبيب» تدعي كذبًا وتطالب بتعويضات من العرب، في حين أن كتابهم المقدس –التوراة- يؤكد سرقتهم للمصريين، لذلك نحن الذين من المفترض أن نطالب بتعوضيات ضخمة من دولة الاحتلال.

«د. سامي» أكمل حديثه قائلًا: يجب على مصر الرد وطلب حقوقها التي نهبها اليهود منذ قرون بعيدة، فالتوراة تحمل اعتراف سلب ونهب خيرات مصر، وهم أنفسهم يتباهون بسرقتهم للمصريين من خلال عبارات التوراة، ويكررون هذا الكلام على أولادهم في المناسبات، وفي عيد الفصح ولا يستحون من ذلك، لأن سلب غير اليهودي حلال على غرار الفتاوى العنصرية كأخذ الثواب على قتل الفلسطيني وإباحة الربا مع غير اليهودي.

اعتراف التوراة
كما استشهد أستاذ الديانة اليهودية بجامعة الأزهر بما جاء في التوراة حول ثروات خرج بها بنو إسرائيل من مصر في زمن موسى عليه السلام، والتي جاء فيها: «وطلبوا من المصريين آنية فضة وذهبًا وثيابًا بحسب قول موسى، فأعطوهم كل ما طلبوه، فسلبوا المصريين»، مضيفًا أنهم أخذوا ذهبًا وفضة، وآنية، ومواشي وغير ذلك فكيف أخذت هذه الأشياء؟ وهل كانت سذاجة من المصريين؟ أم طيبة؟ أم خداع يهودي؟، مؤكدًا أن عليهم أن يردوا لنا ما سرقوه قبل أن يتحدثوا عن أملاك وهمية.

وقال: التوراة تذكر أيضا، أن النساء الإسرائيليات استعرن من المصريات أقراط وحلي ذهبية وفضية وأشياء أخرى قبيل الخروج من مصر، ومع ذلك يحاول اليهود شيطنة مصر والتحدث عنها بسوء، فهل لو كان المصريون بهذا السوء الوارد في بعض آيات التوراة هل كانت النساء اليهوديات يستعرن الحلي الذهبية منهن بهذه البساطة؟! واختتم حديثه قائلًا: «إذا كان بنو إسرائيل الخارجون مع موسى عددهم يقترب من المليونين بحسب إحصاء التوراة، فلو افترضنا أن ربع هذا العدد من النساء، أي 500 ألف سيدة، أخذًا في الاعتبار أن فرعون كان يقتل البنين، فلو استعارت كل واحدة منهن قطعة ذهبية واحدة لكان عدد القطع 500 ألف قطعة، فكم تساوي قيمة هذه القطع الآن، بعد نحو ثلاثة آلاف وخَمسمائة عام من الزمن الذي أخذت فيه من مصر، وكم تساوي قيمة الفائدة المحصلة أو الربا الذي يؤمن به اليهودي إن كان تعامله مع غير اليهودي؟!».

الدفاتر القديمة
من جهته قال أيمن الرقب، أستاذ العلوم السياسية في جامعة القدس: ليس جديدًا أن يبدأ الاحتلال في البحث كما يقال في «دفاتره» القديمة، والآن يحاول جاهدًا أن يحصر ممتلكات اليهود في العالم العربي، وخاصة في مصر واليمن، وبالتالي هم يريدون أن يجمعوا هذه الممتلكات وتحديد قيمتها المالية ثم تفتح ملفات في المستقبل حول موضوع تبادل الأراضي أو صفقة القرن، لا سيما ونحن نقترب من موعد الانتخابات الإسرائيلية المقرر لها في أبريل المقبل، والتي من المتوقع بعدها أن تطرح الولايات المتحدة خطتها المعروفة بصفقة القرن التي تم تأجيلها أكثر من مرة وهى الخطة الأمريكية للسلام في الشرق الأوسط.
الجريدة الرسمية