رئيس التحرير
عصام كامل

أحمد بهاء الدين يكتب: علينا تطهير الجيوب

فيتو

في مجلة صباح الخير يناير عام 1957 وبعد الانتصار على العدوان الثلاثى على مصر وخروج الإنجليز من بورسعيد كتب الصحفى أحمد بهاء الدين مقالا قال فيه: "هكذا ينتهى الغزو الإنجليزي الثالث على مصر، فحين نزل الإنجليز في بورسعيد تساءل العالم كله عن مصير هذا الغزو هل سيكون مثل الغزو الأول عام 1807 الذي لم يدم ووقّع بعدها الإنجليز وثيقة الانسحاب في خيمة محمد على".


وتابع: "أم سيكون كالغزو الثانى الذي انتشر في أراضي مصر كلها وظل يصارع المصريين ويصارعونه خمسة وسبعين عاما، لكن الغزو الثالث كان أشد هزلا من المرتين السابقتين فهو لم يبرح مدينة واحدة هي بورسعيد ولم يبلغ الشهرين من العمر حتى خرج".

وأضاف "بهاء الدين": "الذي يجب أن نعرفه أن انسحاب الإنجليز من بورسعيد لن يكون نهاية المعركة معهم، وأقصد المعركة بمعناها الواسع في الشرق العربى، لقد كان الرأي منعقدا في إنجلترا وحليفتها على ضرورة معارضة نمو مصر كقوة في الشرق العربى وتجمع التحرر العربى حولها، لكنهم كانوا مختلفين حول الأسلوب الذي يتبع في معارضة هذا التطور".

واستطرد: "كان ايدن ومعاونوه يعتقدون أن العمل العسكري المباشر هو خير طريقة لمعالجة هذا الموقف.. في حين يرى الآخرون أن اللجوء إلى السياسة التقليدية من التآمر والضغط والتضييق الاقتصادى، وقد ثبت أن العمل العسكري المنفرد ضد مصر كان سلاحا فاشلا لكن الأساليب الأخرى ما زالت باقية ومن المؤكد أن المعتدين سوف يلجئون إليها".

وواصل الكاتب الصحفي في مقاله: "الإنجليز يصارعون من أجل تفوقهم وبقائهم ومن أجل مصالحهم البترولية والتجارية، علينا أن نستعد لجولات أخرى مقبلة، وأول صورة هذا الاستعداد هو أن نظهر الجيوب الخائنة التي تركتها وراءها حملة الغزو،فعندما نضع الحساب الختامى للخسائر والأرباح في هذه الحملة سوف نضع في قائمة الارباح بغير شك سقوط الاقنعة عن كثير من الوجوه وانكشاف الكثير من الحقائق في الوطن العربى".

وقال: "لقد كنا نعرف أن نورى السعيد خطر على استقلال الوطن العربى وكنا نعرف أنه يمد يد التآمر إلى سوريا والأردن وغيرها وكنا نعرف انهذه القوى أو تلك سوف تكون ساعة الخطر عناصر خيانة أو على الأقل عناصر ضعف لكننا كنا محتاجين إلى التجربة الحاسمة، وقد بدأ الانجليز يخرجون ولكنهم يتركون خلفهم هذه الجيوب من الخيانة، وكما يهتم الجيش المقاتل بأن يطهر الأرض من جيوب المقاومة التي يتركها خلفه الجيش المنسحب.. علينا أن نهتم بتطهير هذه الجيوب وأن لا نهادنها، فهى لا تهادننا لا لتمكر بنا".

واختتم "بهاء الدين" مقاله قائلا: "لقد أصبحت وحدة المصير في الوطن العربى كله واضحة ومؤكدة، ومعنى ذلك أن نستعد لخوض المعركة في سوريا والعراق واليمن ولبنان تماما كما نخوضها في مصر".
الجريدة الرسمية