هاآرتس: الانسحاب من سوريا مقلب إسرائيلي أمريكي ضد أردوغان
قال الكاتب الإسرائيلي، تسيفي بارئيل، في مقال نشر اليوم الأربعاء، بصحيفة "هاآرتس" العبرية إن الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، وقع ضحية لـ البيت الأبيض، كاشفًا عن أن أردوغان أعتقد أنه توصل إلى اتفاق مع ترامب، لكن يبدو أن وعد الولايات المتحدة بالانسحاب من سوريا ينهار.
من يحدد السياسة؟
وتساءل بارئيل، من الذي يحدد سياسة الولايات المتحدة في سوريا؟ مشيرًا إلى أن قبل ثلاثة أسابيع، أعلن دونالد ترامب للعالم أنه قرر سحب القوات الأمريكية المتمركزة في شمال سوريا، ومع ذلك، اتضح أن القرار المتسرع، الذي تم اتخاذه خلال محادثة هاتفية بين الرئيس الأمريكي ونظيره التركي رجب طيب أردوغان، ينهار.
وتابع بأن فرحة أردوغان، الذي اعتقد على الفور أنه سيتولى منصب نائب الولايات المتحدة في سوريا، كان قصيرًا نسبيًا، موضحًا أن هذا الأسبوع، أوضح مستشار الأمن القومي جون بولتون خلال زيارته لإسرائيل أن الولايات المتحدة لن تنسحب إلا بعد القضاء على "داعش" نهائيًا، خاصة بعد التأكيد على سلامة وأمن القوات الكردية في سوريا.
اللعب بـ"أردوغان"
وفي إشارة إلى أنه تم اللعب به من قبل أمريكا وإسرائيل في سوريا، يقول بارئيل إن من المتوقع أن ذلك تم بالتنسيق بين ترامب ورئيس وزراء إسرائيل، بنيامين نتنياهو، الذي يعارض بشدة الانسحاب، وأن قرار التراجع الأمريكي عن الانسحاب تم بتوصية نتنياهو، منوهًا إلى أن بولتون يفترض أنه يحب وظيفته وبيان بشأن التراجع عن الانسحاب من سوريا الذي قالوا في إسرائيل لا يمكن له أنه يقوله بدون تنسيق مع "البوص" -أي ترامب- حتى لا يعرض نفسه للإقالة.
أردوغان من جانبه، أكد أمس أن الانسحاب الأمريكي من سوريا يجب أن يُخطط له بعناية ومع الشركاء المناسبين، قائلا إن بلاده هي الدولة الوحيدة التي لديها القدرة والالتزام بإتمام المهمة لأن تركيا تمتلك ثاني أكبر جيش في الناتو، لكن الرياح أتت بما يشتهي أردوغان، لتتبدد أحلامه في سوريا بعد التراجع الأمريكي.
اللجوء لروسيا
وفي الوقت الذي يحتد فيه الخلاف التركي الأمريكي بسبب سوريا يلجأ الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، إلى روسيا، وقال الكرملين، اليوم الأربعاء، إنه يتوقع أن يزور أردوغان روسيا قريبا، لإجراء محادثات مع نظيره الروسي فلاديمير بوتن، لكن لم يتم تحديد موعد حتى الآن، وروسيا وتركيا طرفان رئيسيان في الصراع الدائر منذ نحو 8 سنوات في سوريا، وتوصلتا في سبتمبر إلى اتفاق لإنشاء منطقة منزوعة السلاح، كانت سببا في تفادي هجوم للجيش السوري على منطقة إدلب.
وتأتي الزيارة المرتقبة في ظل التوتر المعلن في العلاقات بين أنقرة وواشنطن، حيث هاجم أردوغان مستشار الأمن القومي الأمريكي جون بولتون، لمطالبته تركيا بعدم التعرض للمقاتلين الأكراد في سوريا، واتهمه بتعقيد خطة الرئيس دونالد ترامب لسحب القوات الأمريكية.