خبيران روسيان يتحدثان لـ«فيتو» عن مثلث الموت في سوريا وانسحاب أمريكا
البروفيسور نيكولاي سوخوف: الوجود الأمريكى في "التنف" صداع في رأس الأمم المتحدة
ديميتري إيجورتشينكوف: سمعنا بقرار الانسحاب لكن علينا الانتظار
أثار قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الأربعاء 19 ديسمبر الماضى، القاضي بسحب القوات الأمريكية من سوريا، ردود أفعال متباينة من جانب عدد من الدول وأيضا من جانب الأكراد التي كانت تدعمهم واشنطن.
وقد كان الرئيس الرئيس الروسي، فلاديمر بوتين، قد علق على نظيره الأمريكى خلال المؤتمر الصحفي السنوي الكبير في 20 ديسمبر حيث قال: "إن القرار الأمريكي الأخير غامض وغير واضح، خصوصا أن الولايات المتحدة الأمريكية لطالما ادعت انسحابها من دول كثيرة ومنها أفغانستان، وما تزال قواتها متواجدة هناك منذ 17 سنة".
ولاستبيان أسباب وتداعيات قرار انسحاب القوات الأمريكية من سوريا، حاورت «فيتو» البروفيسور الروسي، نيكولاي سوخوف، باحث أول في معهد الدراسات الشرقية التابع للأكاديمية الروسية للعلوم، ومدير معهد الدراسات الإستراتيجية والتنبؤات التابع لجامعة الصداقة الدولية بموسكو، ديميتري إيجورتشينكوف.
وحول قرار الانسحاب الأمريكى الآن، قال نيكولاي سوخوف، من المعروف أن هناك ضغطا دوليا قويا على الأمريكيين، بسبب الفوضى التي نشأت مع اللاجئين في معسكر "الركبان" بالقرب من الحدود الأردنية، واحتلالها للمنطقة بشكل غير قانوني واستخدامها المشكلات الإنسانية في مخيم اللاجئين لإضفاء الشرعية على وجودها العسكري.
ونعتقد أن إخلاء الجانب الأمريكى للمنطقة حول التنف «سوف تؤدي إلى إغلاق معسكر الركبان»، وبإغلاق هذا المعسكر، يجب إرسال سكانه إلى بيوتهم، بالإضافة إلى أن الولايات المتحدة يجب عليها إرسال المسلحين المتواجدين في هذه المنطقة إلى أي مكان آخر.
وكانت الفكرة الأولى على الأرجح هي إرسالهم إلى جرابلس الخاضعة لنفوذ الأتراك - لكن أنقرة رفضت، والآن هناك معلومات لم يتم التحقق من صحتها وهي نقل المسلحين من منطقة التنف إلى المنطقة التي يقاتل فيها داعش حاليا- دير الزور-.
وفيما يتعلق بمدى جدية القرار، أضاف، في الواقع، الأمريكيون ليسوا في عجلة من أمرهم، لأن منطقة التنف هي قاعدة عسكرية مهمة جدا، فهي تحجب أحد الطرق الدولية الرئيسية، هذا الطريق يسمى "مثلث الموت": فهو يربط ما بين العراق والأردن وسوريا. الآن، قبل أسبوع واحد فقط، ظهرت معلومات بأن الأمريكيين على الجانب الآخر من الحدود، في محافظة الأنبار، فقد بدءوا أيضا بتجهيز قاعدتهم هناك، ربما كانوا يستعدون لإخراج القوات الأمريكية من التنف وإغلاق هذا الطريق من العراق. حسنا، كل شيء يمكن أن يكون، ولكن هذا لا يزال بمثابة تخمين.
وفى سياق رده على سؤال "فيتو" حول مدى علاقة الوجود الأمريكى في الحل السياسي، بين أنه في الحقيقة بشكل عام أن الوجود الأمريكي في سوريا مزعج للجميع، لكن هذا الأمر يتعلق بالوجود الأمريكي في الشمال أكثر منه في التنف. فوجود الأمريكان بالمنطقة يمثل أكثر صداعًا للأمم المتحدة من السلطات المحلية السورية.
أما في الشمال، يمنع الأمريكيون، بحضورهم، الأكراد من التوصل إلى اتفاق مع الحكومة السورية والانضمام إليها، ويمنع أيضا الأتراك من غزو مناطق الأكراد في منبج.
أما "ديميتري إيجورتشينكوف" فيعلق على هذا القرار بقوله أن قرار الانسحاب الأمريكى من سوريا سمعنا عنه من قبل، فخلال الحملة الانتخابية لدونالد ترامب قام بعدة تصريحات حول هذا الانسحاب. وفي الوقت الراهن، لا يزال هناك العديد من الجنود الأمريكيين وعشرات من المواقع العسكرية الأمريكية في سوريا.
فهنا لا نعلم حتى الآن ماهية المواقع والقوات المتعلقة بالانسحاب. لذلك يجب علينا أن ننتظر لكي يتم تنفيذ هذا القرار لاشتقاق الحكم الصحيح. أنا شخصيًا أعتقد أن هذا الانسحاب مرتبط بالنشاط الأمريكي في شمال سوريا. فهناك مستوى جديد للعلاقات بين واشنطن وأنقرة حاليا.
من ناحية أخرى، السبب الرسمي لهذا الانسحاب هو الانتصار على تنظيم الدولة الإسلامية. إلا أن هنا نرى أن لا يوجد إجماع بين النخبة الأمريكية على أن الولايات المتحدة حققت نصرا حقيقيا.
إنهم –الأمريكيون- يعتقدون بالفعل أن الرئيس ترامب خطأ هنا بقدر ما يقول الصحفيون بالولايات المتحدة، إن بعض الرجال في البنتاجون ليسوا سعداء بهذا القرار نهائيا. حتى لندن أكثر حلفاء الولايات المتحدة المقربين، ليسوا متأكدين من أن داعش قد هُزِم حقًا.
ولا تنسوا أن الرئيس ترامب معروف كقائد سياسي يمكنه تغيير رأيه بسرعة كبيرة. دعونا ننتظر بعض الخطوات الحقيقية من المسؤولين العسكريين الأمريكيين وبعض السياسات الجديدة الحقيقية لسوريا، في الوقت الحالي، من السابق لأوانه القيام ببعض التنبؤات الإستراتيجية الجادة حول انسحاب الولايات المتحدة نهائيًا من سوريا.
أثار قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الأربعاء 19 ديسمبر الماضى، القاضي بسحب القوات الأمريكية من سوريا، ردود أفعال متباينة من جانب عدد من الدول وأيضا من جانب الأكراد التي كانت تدعمهم واشنطن.
وقد كان الرئيس الرئيس الروسي، فلاديمر بوتين، قد علق على نظيره الأمريكى خلال المؤتمر الصحفي السنوي الكبير في 20 ديسمبر حيث قال: "إن القرار الأمريكي الأخير غامض وغير واضح، خصوصا أن الولايات المتحدة الأمريكية لطالما ادعت انسحابها من دول كثيرة ومنها أفغانستان، وما تزال قواتها متواجدة هناك منذ 17 سنة".
ولاستبيان أسباب وتداعيات قرار انسحاب القوات الأمريكية من سوريا، حاورت «فيتو» البروفيسور الروسي، نيكولاي سوخوف، باحث أول في معهد الدراسات الشرقية التابع للأكاديمية الروسية للعلوم، ومدير معهد الدراسات الإستراتيجية والتنبؤات التابع لجامعة الصداقة الدولية بموسكو، ديميتري إيجورتشينكوف.
وحول قرار الانسحاب الأمريكى الآن، قال نيكولاي سوخوف، من المعروف أن هناك ضغطا دوليا قويا على الأمريكيين، بسبب الفوضى التي نشأت مع اللاجئين في معسكر "الركبان" بالقرب من الحدود الأردنية، واحتلالها للمنطقة بشكل غير قانوني واستخدامها المشكلات الإنسانية في مخيم اللاجئين لإضفاء الشرعية على وجودها العسكري.
ونعتقد أن إخلاء الجانب الأمريكى للمنطقة حول التنف «سوف تؤدي إلى إغلاق معسكر الركبان»، وبإغلاق هذا المعسكر، يجب إرسال سكانه إلى بيوتهم، بالإضافة إلى أن الولايات المتحدة يجب عليها إرسال المسلحين المتواجدين في هذه المنطقة إلى أي مكان آخر.
وكانت الفكرة الأولى على الأرجح هي إرسالهم إلى جرابلس الخاضعة لنفوذ الأتراك - لكن أنقرة رفضت، والآن هناك معلومات لم يتم التحقق من صحتها وهي نقل المسلحين من منطقة التنف إلى المنطقة التي يقاتل فيها داعش حاليا- دير الزور-.
وفيما يتعلق بمدى جدية القرار، أضاف، في الواقع، الأمريكيون ليسوا في عجلة من أمرهم، لأن منطقة التنف هي قاعدة عسكرية مهمة جدا، فهي تحجب أحد الطرق الدولية الرئيسية، هذا الطريق يسمى "مثلث الموت": فهو يربط ما بين العراق والأردن وسوريا. الآن، قبل أسبوع واحد فقط، ظهرت معلومات بأن الأمريكيين على الجانب الآخر من الحدود، في محافظة الأنبار، فقد بدءوا أيضا بتجهيز قاعدتهم هناك، ربما كانوا يستعدون لإخراج القوات الأمريكية من التنف وإغلاق هذا الطريق من العراق. حسنا، كل شيء يمكن أن يكون، ولكن هذا لا يزال بمثابة تخمين.
وفى سياق رده على سؤال "فيتو" حول مدى علاقة الوجود الأمريكى في الحل السياسي، بين أنه في الحقيقة بشكل عام أن الوجود الأمريكي في سوريا مزعج للجميع، لكن هذا الأمر يتعلق بالوجود الأمريكي في الشمال أكثر منه في التنف. فوجود الأمريكان بالمنطقة يمثل أكثر صداعًا للأمم المتحدة من السلطات المحلية السورية.
أما في الشمال، يمنع الأمريكيون، بحضورهم، الأكراد من التوصل إلى اتفاق مع الحكومة السورية والانضمام إليها، ويمنع أيضا الأتراك من غزو مناطق الأكراد في منبج.
أما "ديميتري إيجورتشينكوف" فيعلق على هذا القرار بقوله أن قرار الانسحاب الأمريكى من سوريا سمعنا عنه من قبل، فخلال الحملة الانتخابية لدونالد ترامب قام بعدة تصريحات حول هذا الانسحاب. وفي الوقت الراهن، لا يزال هناك العديد من الجنود الأمريكيين وعشرات من المواقع العسكرية الأمريكية في سوريا.
فهنا لا نعلم حتى الآن ماهية المواقع والقوات المتعلقة بالانسحاب. لذلك يجب علينا أن ننتظر لكي يتم تنفيذ هذا القرار لاشتقاق الحكم الصحيح. أنا شخصيًا أعتقد أن هذا الانسحاب مرتبط بالنشاط الأمريكي في شمال سوريا. فهناك مستوى جديد للعلاقات بين واشنطن وأنقرة حاليا.
من ناحية أخرى، السبب الرسمي لهذا الانسحاب هو الانتصار على تنظيم الدولة الإسلامية. إلا أن هنا نرى أن لا يوجد إجماع بين النخبة الأمريكية على أن الولايات المتحدة حققت نصرا حقيقيا.
إنهم –الأمريكيون- يعتقدون بالفعل أن الرئيس ترامب خطأ هنا بقدر ما يقول الصحفيون بالولايات المتحدة، إن بعض الرجال في البنتاجون ليسوا سعداء بهذا القرار نهائيا. حتى لندن أكثر حلفاء الولايات المتحدة المقربين، ليسوا متأكدين من أن داعش قد هُزِم حقًا.
ولا تنسوا أن الرئيس ترامب معروف كقائد سياسي يمكنه تغيير رأيه بسرعة كبيرة. دعونا ننتظر بعض الخطوات الحقيقية من المسؤولين العسكريين الأمريكيين وبعض السياسات الجديدة الحقيقية لسوريا، في الوقت الحالي، من السابق لأوانه القيام ببعض التنبؤات الإستراتيجية الجادة حول انسحاب الولايات المتحدة نهائيًا من سوريا.