كنيسة ومسجد ومبان أخرى!
لا أفهم أن يستقبل البعض افتتاح مسجد الفتاح العليم وكنيسة ميلاد المسيح بالعاصمة الإدارية برفض واستنكار.. ولا أجد مبررا واحدا لهم في اتخاذ مثل هذا الموقف، حتى ولو كانوا يرفضون من البداية إنشاء العاصمة الإدارية، أو كانوا مع الدولة المدنية ويرفضون الدولة الدينية، وبالتالى لا يكترثون أو يحبذون بناء مزيد من دور العبادة، سواء من المساجد أو الكنائس، ولا يمنحون الرموز الدينية ما يمنحه العامة لهم، مسلمين ومسيحيين من الاحترام والتقدير.
وأنا هنا لن أتحدث عن أننا لسنا بصدد أو أمام مفاضلة بين بناء دور العبادة وبناء المباني الأخرى، مثل المساكن أو المدارس أو المستشفيات.. لأن بناء كاتدرائية ميلاد المسيح ومسجد الفتاح العليم لم يمنع أو يعطل بناء مزيد من المساكن والمستشفيات والمدارس أيضا، وشق الطرق والأنفاق وربط سيناء بالوادي.
ولكن ألفت انتباه هؤلاء إلى أنه غاب عنهم المغزى والرسالة التي تضمنها بناء أكبر كنيسة ومسجد في مصر.. إنه عمل يجسد الوحدة الوطنية بين المصريين جميعا، ويؤكد أن المواطنة والمساواة بين جميع المصريين هي أساس مجتمعنا.. ألم تكونوا تستهجنون من يعترضون على بناء أو ترميم الكنائس؟!.. ألم تطالبوا بقانون لبناء دور العبادة؟!..
ألا تعتبرون بناء دور العبادة حق للمواطنين على اختلاف أديانهم؟!. وألا تتوقفون بانتباه وترحيب أمام ما قاله الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر في الاحتفال بافتتاح كنيسة ميلاد المسيح.. أليس ذلك ما كُنتُم تطالبون به القيادات الدينية من قبل؟!
إننى أتصور أن كل من كان يدعو ويطالب بإقرار المواطنة والمساواة أساسا لمجتمعنا يجب أن يرحب ببناء وافتتاح مسجد "الفتاح العليم" وكنيسة "ميلاد المسيح".. فإن قيادة الدولة تريد أن تؤكد بذلك أن كل المواطنين سواء مهما اختلفت أديانهم.. وهذا أمر يستحق التحية والتمسك به وترجمته في كل مناحى حياتنا.