«الجامع والكنيسة» وأصول «الهمبكة» السياسية!
الجدل حول العاصمة الجديدة سيستمر عشر سنوات أخرى على الأقل.. غدا سيستكملون أسئلتهم العبيطة المملة المكررة من عينة
"ليه بتبنوا برلمان واحنا عندنا واحد"، و"ليه بتبنوا مجلس وزرا واحنا عندنا واحد"، إلى آخره.. عندئذ ربما يكون الرد مضيعة للوقت لمن يريدونك أن تمسك المصحف لتقسم لهم أنها "عاصمة جديدة"، ينبغي أن تضم مؤسسات جديدة موازية للقديمة!
على كل حال.. وتحدي كما يقولون في الإعلان الشهير.. لن نجد واحدا ممن تشغله منذ شهور ميزانية الجامع والكنيسة بالعاصمة الجديدة شغل نفسه لدقيقة واحدة ولا في سطر واحد على حساباته بالتواصل الاجتماعي عن السبيل الذي دبرنا منه الـ 75 ألف عملية في مبادرة إنهاء قوائم الانتظار في العمليات الجراحية، ولا من أين وفرت الدولة أموال حملة 100 مليون صحة التي تنهي مرضا مزمنا ومؤلما أنهك أجساد الملايين من شعبنا، ومعه أشهر أمراض الباطنة لأكثر من نصف الشعب المصري وفي زمن قصير مع توفير العلاج أيضا ولمدي الحياة!
وهؤلاء لم يفكروا للحظة من أين دبرت الدولة مبادرة "نور عينيك" لزرع القرنيات وإعادة البصر، ولا لمبادرة زرع القوقعة وإعادة السمع، ولا لمبادرة إنهاء فيروس (سي) من القري، ولا لمبادرة القرى الفقيرة لتوصيل الخدمات الأساسية!
سيقول البعض إن ذلك واجبا على الدولة لا يستحق الإشادة ونقول للأسف.. حتى الواجب يحتاج إمكانيات القيام به، وهذا ما يعنينا كما أن أخلاقيات الإنصاف تلزم الإشادة بواجبات كانت مهجورة ومنسية لسنوات وعقود!
كل مبادرة من المبادرات السابقة تستحق مقالا منفردا معززا بأرقام.. لكن المقارنة السابقة بين اهتمامات من يحب الوطن وأهله وبين من يتربصون بكل شيء وأي شيء كاشفة بل ومقارنة فاضحة.. وسوف يكتشف البعض الآن إنه بالفعل لم يكتب حرفا واحدا وسوف يكتشف البعض أيضا أنه كتب عن جامع وكنيسة العاصمة الجديدة ما يعادل أضعاف أضعاف ما كتبه عن كل هذه المبادرات المهمة الشريفة النبيلة..
هؤلاء في حقيقة الأمر لا يعنيهم لا صحة المصريين ولا مصالح فقرائهم.. تعنيهم الهمبكة السياسية.. لا أكثر ولا أقل.. من يعترض يذكرنا بما كتبه عن هذه.. وتلك.. بلاش قرف بقي!!