رئيس التحرير
عصام كامل

مرايا بريطانية الخرسانية.. اختراع سبق الرادار في عالم الحرب (صور)

فيتو

الحرب أم الاختراع.. هكذا يمكن تحريف المقولة بعدما كشفت هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي"، في تقرير مصور لها اليوم، عن اختراع المملكة المتحدة مرايا على شكل هياكل خراسانية قبل ظهور الرادار بهدف حماية مجالها الجوي من اختراق طائرات العدو.


أجهزة رادار

قبل الحرب العالمية الثانية واختراع أجهزة الرادار، حرصت بريطانيا على بناء "مرايا صوتية" كأجهزة إنذار عبر سواحلها، بهدف الكشف عن طائرات العدو القادمة من خلال صوت محركاتها، منها ما زال متواجدا في "دينج" على شبه جزيرة دونجنيس، وفي "هيث" بكينت، وفي أجزاء أخرى من المملكة المتحدة، وكذلك في مالطا.

هياكل خرسانية

صممت المرايا الصوتية على شكل هياكل خرسانية مقعرة لالتقاط موجات صوتية من طائرات العدو، الأمر الذي يمكنها من التنبؤ بمسارها الجوي، ومنح الوقت الكافي لتنبيه القوات البرية للدفاع عن مدن بريطانيا.

وعملت لندن بين عشرينيات وثلاثينيات القرن الماضي على تركيز عدد هائل من أجهزة مرايا الصوت على طول شريطها الساحلي قبالة القارة الأوروبية بهدف التصدي لأي تهديد ألماني مستقبلا، من خلال ابتكارات الدكتور وليام سانسومي تاكي، المعروفة بـ"مرايا سليمة".

وشرع شخص يدعى "جو بيتت سميث" بتصوير جميع الهياكل المتبقية بعد محادثة مع والده، الذي أخبره عن هذه الهياكل الخرسانية الكبيرة المنتشرة على طول الساحل بين برايتون ودوفر، ودورها في حماية بريطانيا.

إنجاز فريد

في عام 1909 حقق المهندس الفرنسي لويس بلاير إنجازا فريدا من نوعه في عالم الطيران، بعدما تمكن لأول مرة من عبور قناة المانش، والتي تفصل بين فرنسا وبريطانيا على متن طائرته بلايريو 11.

وبينما سعد الجميع بنجاح لويس بلايريو، استاء عدد هائل من المسئولين البريطانيين من هذا الإنجاز، بعدما كانت تعتمد قديما على كونها جزيرة، واستفادت من تلك الميزة عسكريا، حيث كان من الصعب شن هجمات ضدها، لكن مع عبور بلايريو لقناة المانش أصبح من الممكن شن هجمات على الأراضي البريطانية انطلاقا من الأراضي الأساسية التابعة للقارة الأوروبية باستخدام الطائرات.

ولم تخضع مرايا الصوت إلى اختبار عسكري حقيقي، حيث إنها لم تستخدم بشكل مكثف، ومع تطور المحركات وزيادة سرعتها، أصبحت هذه الأجهزة عاجزة عن تحديد مكان الطائرات في الوقت المناسب، فضلا عن ذلك تم رسميا التخلي عنها لصالح الرادارات المتطورة ضمن برنامج Chain Home، والذي جاء ليعوض مرايا الصوت على طول السواحل البريطانية.

تدريبات مكثفة

وأخضعت بريطانيا العاملين على جهاز مرايا الصوت إلى تدريبات طويلة بهدف تأهيلهم على سماع صوت الطائرات لجعلهم قادرين على تمييز صوتها من بين بقية الأصوات التي يلتقطها هذا الجهاز، واعتمد البريطانيون على مرايا الصوت من أجل تحديد مكان مناطيد زبلن والطائرات الألمانية، حيث كانت تلك الأجهزة قادرة على كشف طائرات العدو قبل نحو 15 دقيقة من بلوغها لهدفها، مما يخول للعاملين عليها إصدار تحذيرات للدفاعات الجوية، والتي تتكفل بالانتشار على جناح السرعة لصد الهجوم.
الجريدة الرسمية