رئيس التحرير
عصام كامل

3 وقائع تؤكد كذب الانسحاب الأمريكي من سوريا

الرئيس الأمريكي دونالد
الرئيس الأمريكي دونالد ترامب

بعد قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالانسحاب النهائي من سوريا، تزايدت المخاوف حول دور تركيا وإسرائيل بسوريا بعد انسحاب واشنطن، وبدأت الدول العربية بأخذ مبادرات لتعيدها للصف العربي من جديد، بعد قطع علاقتها معها منذ بدء الحرب السورية، حتى لا تقع فريسة لطموحات إيران، ولم يمر الوقت سريعا لتنكشف كذبة ذلك الانسحاب، بعد أن أعلن مسئول بالبيت الأبيض أمس أن أمريكا ستترك جزء من قواتها بالبلد الذي يعاني من الحرب منذ 7 سنوات، كما أكد مستشار الأمن القومي لترامب، جون بولتون، اليوم أن خروج أمريكا من سوريا مشروط بحماية الأكراد والقضاء على داعش.


ومنذ قليل، علق ترامب عن التقارير التي أشارت إلى انسحاب واشنطن من سوريا، وتضارب الأنباء ما بين بقاء القوات وبدء انسحابها، موضحا أنه قال إنه يسحب القوات من سوريا ولم يقل إنه سيفعل ذلك سريعا.

حماية الأكراد
ومنذ أيام، قال أربعة مسئولين أمريكيين إن قادة البنتاجون ناقشوا ضمن خطتهم للانسحاب، السماح للمقاتلين الأكراد الذين يحاربون "داعش" بالاحتفاظ بالأسلحة التي قدمتها لهم الولايات المتحدة، في خطوة من المرجح أن تثير غضب تركيا حليفة واشنطن في حلف شمال الأطلسي، كما قال بولتون إن واشنطن لا ترغب بأي تحرك عسكري تركي في سوريا بدون التنسيق معها، موضحا أنه سيناقش الأمر مع إسرائيل وتركيا، وإنه يجب أن توافق أنقرة على حماية الأكراد المتحالفين مع الولايات المتحدة.

4 شهور
وبعد أن أكد مسئولون بوزارة الدفاع الأمريكي أن عملية الانسحاب ستتم في فترة تتراوح من 60 إلى 100 يوم، أعلن ترامب الثلاثاء الماضي، موافقته على تمديد فترة انسحاب واشنطن من سوريا إلى أربعة أشهر، وناقش ذلك أثناء زيارته الأخيرة للعراق، بعد الحديث مع الجنرال، بول لاكاميرا، قائد العملية العسكرية ضد داعش.

انسحاب جزئي
وذكر مسئول رفيع في الإدارة الأمريكية أن بعض الجنود الأمريكيين سيبقون في جنوب سوريا لفترة غير محددة من الوقت حتى مع انسحاب القوات الأمريكية في الأشهر القادمة من الجزء الشمالي من البلاد، مضيفا أنه ليس لدى الولايات المتحدة جدول زمني بانسحاب كامل لقواتها، لكنها تعتقد أن بقايا داعش في سوريا يمكن القضاء عليها في غضون أسابيع.

معارضة بقاء الأسلحة
كل تلك التصريحات والتأكيدات على استمرار البقاء في سوريا، يصاحبها صمت من تركيا، التي ذكرت التقارير أن انسحاب القوات الأمريكية سيفتح الساحة أمامها للسيطرة على أجزاء من سوريا وفرض سيطرتها التامة عليها، وقال مسئول مطلع على المناقشات الخاصة بخطة الانسحاب الأمريكي، وفقا لشبكة "سي إن إن" الأمريكية، إن البيت الأبيض والرئيس التركي رجب طيب أردوغان سيعارضان اقتراح السماح باحتفاظ وحدات حماية الشعب الكردية بالأسلحة التي حصلت عليها من الولايات المتحدة، خاصة وأن المتحدث باسم أردوغان، قال منذ أيام، أن تركيا لا تستهدف الاكراد، ولكن تسعى لقتال المؤيدين لإيران ومنهم حزب العمال الكردستاني وقوات سوريا الديمقراطية.

وهم
وذكر موقع "واشنطن اكسامنر" الأمريكي أن واشنطن تلعب على كل الأطراف، فمن جهة توهم الجميع بالخروج من سوريا، بينما يؤكد مسئوليها على البقاء، موضحا أنها لن تترك الساحة لروسيا وإيران للانفراد بسوريا ولذلك لن تخرج، وأشار إلى أن ترامب يسعى من وراء تلك التصريحات المتضاربة لتحقيق مصالح له لم يكشف عنها، ولكنه يريد أن يحدث أزمة وارتباك بين الدول، التي تعتبر الأطراف الفاعلة بالأزمة السورية.
الجريدة الرسمية