الشيخ محمد حشاد نائب نقيب القراء: أنذرنا ٢٠ شخصا غير ملتزمين أثناء قراءة القرآن
بدأت من تلاوة المساجد وحلقات الذكر لعموم المقارئ المصرية
والدي أول من أخذ بيدي في طريق التلاوة
الانطلاقة كانت من مدينة طنطا ودرست القراءات السبع في سن 16 عاما
حفظ الأشياء المتعلقة بعلوم القرآن وتجويده بالشكل السليم أصعب مرحلة
المدرسة القرآنية في مصر تمر ببعض الصعوبات
ضبط إيقاع القراء غير الملتزمين يجرى على قدم وساق من خلال النقابة
رشحته وزارة الأوقاف لشيخ عموم المقارئ المصرية عام ٢٠١٧، كما رشحته لنيل وسام العلوم والفنون الذي يمنح من رئاسة الجمهورية من الطبقة الأولى، كما تم اختياره نائبا لنقيب قراء ومحفظى القرآن على مستوى الجمهورية، كان والده أول من اكتشف جمال صوته في قراءة القرآن.
إنه الشيخ محمد صالح حشاد الذي يروي رحلته في حفظ القرآن الكريم وتلاوته، وبدايته من قراءة القرآن ببعض المساجد والإحتفالات الدينية، إلى حصوله على شيخ عموم المقارئ المصرية، كانت بداية نشأته مع أسرته البسيطة بمحافظة المنوفية،، وكان والده إماما بأحد المساجد بالمحافظة، وكان يجمع ما بين الدراسة في المدرسة الابتدائية ودراسة مبادئ القرآن الكريم في قصار السور، ومن بعدها سار في هذا الطريق، حتى أتم حفظ القرآن الكريم في الحادية عشر من العمر، إلا أن والده هو من اكتشف في هذا التوقيت جمال صوته من قراءة القرآن، فحرص على تنمية موهبته، ومن بعدها التنقل بين مساجد القرية لقراءة القرآن أثناء الصلوات وخاصة بشهر رمضان المبارك.
"فيتو" حاورت الشيخ محمد صالح حشاد في السطور التالية:
*كيف بدأت رحلتك مع حفظ وقراءة القرآن الكريم؟
بالتأكيد كان والدى يحرص على الاستفادة من علم القرآن والقراءات، فذهبت إلى مدينة طنطا وهى كانت تشتهر في هذه المرحلة بعلم القراءات والقرآن الكريم، ومن بعدها تتلمذت على يد الكثير من المشايخ والعلماء في فن قراءة القرآن وتجويده، ودراسة القراءات السبع في سن ١٦عاما، ومن بعدها عدت إلى القرية وقضيت بها فترة قصيرة، وذهبت إلى محافظة الإسكندرية، وفى هذا التوقيت تم افتتاح معهد القراءات بمدينة دمنهور والتحقت بهذا المعهد، ودرست به ثمانى سنوات، حصلت من خلاله على شهادة تخصص القراءات وهى كانت في علوم القراءات والقرآن وبها مميزات كبيرة، ومن بعدها تم افتتاح قسم بكلية الدراسات الإسلامية والعربية بالقاهرة حيث يقبل الحاصلين على تخصص القراءات، فتم الالتحاق به، وفى هذه الأثناء كنت أمارس مهنة القراءة، وكنت انتشر في إحياء الليالى والحفلات والمناسبات الدينية.
*ما أول المناصب التي شغلتها في مجال قراءة القرآن؟ وهل قمت بتمثيل الوطن في المحافل الدولية بالخارج وأين؟
بالتأكيد حصلت على تخصص القراءات من خلال ترشيح أحد وكلاء وزارة الأوقاف خلال الإعجاب بصوتى بقراءة القرآن، ومن بعدها تم تعيينى بقراءة السورة بأحد المساجد بالإسكندرية، وفى هذا التوقيت تم اختيارى من قبل وزارة الأوقاف بزيارة بعض الدول العربية والإسلامية والتي منها الإمارات والأردن وسوريا وبعض الدول الغربية، والتي منها دولة أمريكا والبرازيل وأستراليا وكولومبيا لقراءة القرآن الكريم.
*هل شاركت في تأسيس نقابة محفظى قراءة القرآن الكريم؟
تم إنشاء نقابة محفظى قراءة القرآن الكريم بعام ١٩٨٣، وذلك بمجهود من الشيخ عبد الباسط عبد الصمد والشيخ محمود على البنا وتم اختيارى باللجنة التأسيسية في هذه النقابة، ومن ثم نقيب لقراءات الإسكندرية، ومارست العمل في النقابة منذ تأسيسها وزيارة الدول العربية سواء في التحكيم للمسابقات الدولية وإحياء ليالى شهر رمضان بقراءة القرآن، وظللت أخدم بداخل النقابة لسنوات طويلة، إلى أن تم اختيارى أمينا عاما للنقابة، وفى هذه المرحلة تم ترشيحى من قبل وزارة الأوقاف لشيخ عموم المقارئ المصرية بعام ٢٠١٧، وبعدها تم ترشيحى أيضا من قبل الوزارة لوسام العلوم والفنون الذي يمنح من رئاسة الجمهورية، من قبل الرئيس عبد الفتاح السيسي ومنحى وسام العلوم من الطبقة الأولى، واختيارى نائبا لنقيب قراء ومحفظى القرآن على مستوى الجمهورية، فمارست هذا العمل لخدمة القرآن الكريم.
*ما رايك عن أداء القارئ المصرى في المسابقات الدولية وما الصعوبات التي واجهتك في بداية حفظ القرآن الكريم؟
بالطبع قمت بزيارة بعض الدول العربية والإسلامية، إلا أننى وجدت أن نقطة الارتكاز في تلاوة القرآن تأتى من داخل جمهورية مصر العربية، وعندما يتم ترشيح بعض قراء من مصر في المحافل الدولية، يقدم الكثير في المسابقات لتلاوة القرآن، لأن القارئ المصرى يشهد له الجميع بالكفاءة والفصاحة في التجويد والقراءة، ومن أهم الصعوبات التي تم مواجهتها في البداية لحفظ القرآن هي حفظ الأشياء المتعلقة بعلوم القرآن الكريم وتجويده بالشكل السليم، لكن التحدى والإصرار على حفظ القرآن والاستفادة من تعلم المزيد من علوم القرآن واجتياز هذه المرحلة، كان هو الهدف الأسمى للسعى لتلاوة القرآن والانتفاع به.
*ما أهم الصعوبات التي يواجهها القراء؟
المعايير التي يتم على أساسها اختيار القراء، تتوقف على خلفية القارئ للحفظ والأداء، وهذه الأيام تمر المدرسة القرآنية في مصر، ببعض الصعوبات، والتي منها قراء القرآن من الشباب الذين لا يقبلون على حفظ القرآن بالشكل الصحيح، وإنما يلجأ البعض منهم لحفظ بعض الأجزاء من القرآن، وترديدها في المناسبات والأعياد الدينية دون أي اتباع للقواعد والضوابط القرآنية في التلاوة، وهذا لا يليق بمكانة مصر، لأن الوطن رائد بين شعوب الدول العربية بتلاوة وتحفيظ القرآن.
*هل هناك تشجيع من مسئولى الدولة والأوقاف للشباب في تجويد القرآن الكريم؟
بالتأكيد هناك تشجيع وتحفيز من قبل وزارة الأوقاف والتي يأتى على رأسها الشيخ محمد مختار جمعة لفئات الشباب لتجويد القرآن، من خلال الاشتراك في المسابقات الدولية، والتحفيز المادى والمعنوى التي تحرص عليه الوزارة مع الفائزين في مثل هذه المسابقات، وهناك الكثير من العيوب التي تحاصر فئات بعض الشباب، وهو عدم الإصرار في البحث عن العلماء والمشايخ في التوجيه لتعلم وتلاوة القرآن الكريم بالطريقة الصحيحة، بالإضافة إلى اهتمام وزارة الأوقاف بدور النشء من خلال غرس قيم وقواعد القرآن الكريم وتعليم قراءة القرآن بالطريقة الصحيحة، ولا بد من اهتمام الأسر لأبنائهم في تعلم قراءة القرآن وتجويده والذهاب بهم إلى المدارس القرآنية، وهو الدور الرائد للأسرة المصرية.
*كيف يتم ضبط إيقاع القراء غير الملتزمين بأحكام التلاوة؟ وهل تملك نقابة القراء سلطة ردعهم؟
ضبط إيقاع القراء غير الملتزمين يجرى على قدم وساق من خلال دور النقابة وتفعيل لدورها، وذلك يتم عن طريق استدعاء القارئ غير الملتزم إلى مقر نقابة القراء وإسداء النصح والتوجيه له ليلتزم بالأداء الصحيح والجيد للقرآن الكريم، وفى هذا الصدد تم استدعاء أكثر ما يقرب من ٢٠ شخصا غير ملتزمين، من خلال توجيه لهم الإنذارات في البداية، ومن بعدها حيال الاستمرار في عدم الالتزام، يتم إحالتهم للشئون القانونية بالنقابة، لاتخاذ ما يلزم تجاههم على الفور، ووقفة عن ممارسة قراءة القرآن بطريقة غير صحيحة، ودور النقابة التسهيل من مهام حصول القارئ على الترخيص اللازم لممارسة تلاوة القرآن والاشتراك في المسابقات القرآنية، وذلك بعد الانتهاء من اجتياز الاختبارات المقرر له والمنصوص عليها بالنقابة، ومن بعدها يتم دفع الاشتراكات الخاصة بالنقابة، بالإضافة إلى أن النقابة تعمل على دفع المعاشات للقراء المتقاعدين، وتوفير كافة الخدمات والرعاية الصحية والاجتماعية المناسبة لهم.