رئيس التحرير
عصام كامل

في ذكرى ميلاده الـ 73.. أحمد الطيب رجل الجنوب الذي قاد الأزهر للعالمية

احمد الطيب شيخ الازهر
احمد الطيب شيخ الازهر

بروح حكيمة ترتدى ثياب الوقار، تزينها قوة الفكر والعلم، وقوة القرار وأمانته، وبوجه له من اللون المصرى نصيب الكل الشامل، تتوسطه عينان تحكيان حديثا طويلا أثناء الصمت الطويل، ولحية بيضاء خفيفة، تعلو الرأس الحكيم عمامة تقول إن هناك رمزا أزهريا في المحيط.


بتلك الملامح المتزنة، وبذاك الزى المنبثق من رحم الهيبة، يجلس فضيلة الشيخ أحمد الطيب، شيخ الأزهر الذي يحتفل اليوم بذكرى ميلاده الـ73 على مقعد أكبر مؤسسة دينية في العالم، يدير الأمور بسلاح الحكمة، والقوة معًا.

وترصد "فيتو" في السطور التالية أبرز المحطات في حياة شيخ الأزهر:

نشأته
في السادس من يناير عام 1946، استقبلت عائلة الطيب، بقرية القرنة بمحافظة الأقصر، مولودها الجديد الذي نشأ في أسرة صوفية عريقة طيبة، فحفظ القرآنَ وقرأ المتون العلميةَ على الطريقة الأزهرية الأصيلة إلى أن التحق بجامعة الأزهر وحصل على الليسانس في العقيدة والفلسفة من جامعة الأزهر بمصر عام 1969 والماجستير في العقيدة والفلسفة من جامعة الأزهر بمصر عام 1971، والدكتوراه في العقيدة والفلسفة من جامعة الأزهر بمصر عام 1977.

وعمل الطيب معيدا بقسم العقيدة والفلسفة بجامعة الأزهر من 2 سبتمبر 1969، كما عمل مدرسا مساعدا للعقيدة والفلسفة بجامعة الأزهر من 5 أكتوبر 1972، ثم مدرس العقيدة والفلسفة بجامعة الأزهر من 24 أغسطس 1977، وأستاذا مساعدا للعقيدة والفلسفة بجامعة الأزهر من 1 سبتمبر 1982، وأستاذ العقيدة والفلسفة بجامعة الأزهر من 6 يناير 1988.

رحلة علمية
انتدب الطيب ليكون عميدا لكلية الدراسات الإسلامية والعربية للبنين بمحافظة قنا اعتبارا من 27 أكتوبر 1990 حتى 31 أغسطس 1991، ثم انتدب عميدا لكلية الدراسات الإسلامية والعربية بنين بأسوان في الفترة من 15 نوفمبر 1995 وتجدد انتدابه عميدا للكلية نفسها من 9 نوفمبر 1997 حتى 3 أكتوبر 1999، بعدها عين عميدا لكلية أصول الدين بالجامعة الإسلامية العالمية بباكستان في العام الدراسي 1999/ 2000م.

وبعد فترة من العمل الجامعي شغل منصب مفتي جمهورية مصر العربية من 10 مارس 2002 حتى 27 سبتمبر 2003، ثم رئيسا لجامعة الأزهر من 28 سبتمبر2008، إلى أن صدر قرار جمهوري بتعيينه شيخا للأزهر، في التاسع عشر من شهر مارس لعام 2010، وأيضا تولى الطيب عددا من المهام الدينية الأزهرية الأخرى، منها رئيس اللجنة الدينية باتحاد الإذاعة والتليفزيون وعضو مجلس أمناء اتحاد الإذاعة والتليفزيون وعضو مجمع البحوث الإسلامية وعضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية وعضو الجمعية الفلسفية المصرية.

محطات في توليه منصب المشيخة
وفي التاسع عشر من شهر مارس عام 2010 تولى منصب شيخ الأزهر وأعلن حينها أن "الأزهر لا يحمل على عاتقه تنفيذ أجندة الحكومة لكنه في الوقت ذاته لا ينبغي أن يكون ضدها لأنه جزء من الدولة وليس مطلوبا منه أن يبارك كل ما تقوم به الحكومة".

وفي 2011 تم تعديل القانون رقم 103 لسنة 1961، بشأن إعادة ترتيب الأزهر والهيئات التابعة له، وكان من أبرز البنود المعدلة، أن يتم اختيار شيخ الأزهر بالانتخاب من بين أعضاء هيئة كبار العلماء المرشحين للمنصب.

تجميد الأزهر للحوار مع الفاتيكان في 2011 ردا على تصريحات بابا الفاتيكان حينها المتكررة والمعادية للإسلام والمسلمين قبل أن يستأنف الحوار مجددًا بعد الاعتذار الرسمي، ووصلت العلاقة بين الفاتيكان والأزهر إلى أفضل مرحلة لها في الوقت الحالي بعد تولي البابا فرنسيس بابا الفاتيكان الحالي.

رفض مصافحة رئيس الوزراء الإسرائيلي شيمون بيريز ورفض الوجود معه في أي مكان لأنه رأى أن مصافحته تعد مكسبا للكيان الصهيوني، كما أنها تعد مباركة من الأزهر على الأفعال التي تقوم به سلطات الاحتلال في حق الشعب الفلسطيني.

اهتم الشيخ أحمد الطيب بأزمة مسلمي الروهينجا، وتمثل ذلك في العديد من الجوانب كان أبرزها عقد الأزهر مؤتمر العام الماضي لكافة أبناء الطوائف في بورما لتوحيد كلمتهم وعودة الشمل بينهم، بجانب حث المجتمع الدولي في أكثر من مناسبة عالمية على ضرورة التحرك لإنقاذ مسلمي الروهينجا من الأوضاع التي يتعرضون لها، كما قدم الأزهر بالتعاون مع مجلس حكماء المسلمين قافلة مساعدات كبيرة إلى بورما وكان شيخ الأزهر ينوي الذهاب إلى هناك إلا أن حادث مسجد الروضة الإرهابي أدى إلى إلغاء زيارته حينها وأناب الدكتور عباس شومان، وكيل الأزهر وقتها، لترؤس الوفد.

وبعد قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، باعتبار القدس عاصمة للكيان الصهيوني، جاء الرد سريعا من الأزهر ورفض شيخ الأزهر مقابلة نائب الرئيس الأمريكي في زيارة كان معدة منذ فترة، وقال: "لا نجلس مع من يزيفون التاريخ، ويستعد الأزهر لتنظيم مؤتمر عالمي لنصرة القدس".

 أعلن أن 2018 هو عام القدس الشريف تعريفا به، ونشاطا ثقافيا وإعلاميا متواصلا، تتعاهده المنظمات العالمية والمؤسسات الدينية والمجتمع المدني وغيرها، وقال فضيلة الإمام الأكبر: "إنه إذا كان قد كتب علينا أن يعيش بيننا عدو دخيل فمن العار أن نعامله بلغة لا يفهمها أو نبقى أمامه ضعفاء أو خائفين، أنا ممن يؤمن بأن الكيان الصهيوني ليس من الحق بنا الهزيمة في عام 1948، نحن من صنعناها بأيدينا وبخطأ حسابنا وتعاملنا بالهزل في مواطن الجد".

 اهتم الإمام الأكبر بترسيخ فقه المواطنة والتعايش والحوار بين الأديان، وقال: "إن الأزهر يؤمن بأن الحوار بين الثقافات والأديان يجب أن ينتقل من الإطار النظري إلى التطبيق العملي في المجتمعات عن طريق إشراك الشباب والاستفادة من طاقاتهم وأفكارهم المبدعة في تعزيز قيم السلام والتعايش وكسر حدة التوتر بين أتباع الديانات حول العالم".

 سعى لتشييد جسور التواصل والحوار مع العالم بديلا عن الجدران والحواجز، لذا انطلق ليجوب قارات العالم ودوله شرقًا وغربًا لتحقيق هذه الرسالة، التي يحملها الأزهر على عاتقه منذ أكثر من ألف عام، في مواقف أكد الجميع على أنها تحمل رسالة الأزهر نحو العالمية.

المؤلفات
1- الجانب النقدي في فلسفة أبي البركات البغدادي.

2- مباحث الوجود والماهيَّة من كتاب المواقف - عرض ودراسة، [ القاهرة 1402هـ/ 1982م ].

3- مفهوم الحركة بين الفلسفة الإسلامية والماركسية (بحث) القاهرة سنة 1982م.

4- مدخل لدراسة المنطق القديم - القاهرة - 1407هـ/1987م.

5- مباحث العلة والمعلول من كتاب المواقف - عرض ودراسة [القاهرة 1407 هـ/ 1982م].

6- بحوث في الفلسفة الإسلامية بالاشتراك مع آخَرين، جامعة قطر، [الدوحة 1414 هـ/ 1993 م].

7- تعليق على قسم الإلهيات من كتاب تهذيب الكلام للتفتازاني -القاهرة- سنة 1997م.
الجريدة الرسمية