وزير خارجية أمريكا عندنا!
في جولة عربية يحط "بومبيو" وزير خارجية أمريكا في القاهرة في محطته الثانية بعد العاصمة الأردنية عمان.. هذه الجولة العربية تقررت قبل إعلان ترامب سحب القوات الأمريكية من سوريا، ولذلك فإن أهدافها تتجاوز ذلك القرار الذي لاقى اعتراضات داخل أمريكا ذاتها، وأثار ردود فعل مختلفة دولية وإقليمية..
ولأنها جولة عربية فقط لوزير الخارجية الأمريكى تشمل بعد الأردن ومصر كل من السعودية والإمارات والبحرين وسلطنة عمان والكويت، فإن أهدافها في الأغلب تتعلق بما يهم أمريكا من منطقتنا العربية.. أي تتعلق بإيران التي انسحبت واشنطن من الاتفاق النووى معها وأعلنت مجموعة من العقوبات ضدها وأيضًا ضد من يتعاون معها..
كما تتعلق أهداف هذه الجولة العربية أيضا لوزير الخارجية الأمريكى بالمشروع الذي يعتزم ترامب الإعلان عنه لتسوية القضية الفلسطينية، والذي يعرف إعلاميا بصفقة القرن، ويراه الفلسطينيون وكثير من العرب أنه مشروع لتصفية هذه القضية.
وهنا نتوقع أن تطرق المناقشات والمباحثات التي سوف يجريها وزير الخارجية الأمريكى إلى ذلك التحالف الذي تسعى واشنطن لإقامته مع عدد من الدول العربية، ويعرف إعلاميا بالناتو العربى لمواجهة إيران، وهو الحلف الذي يذكرنا بما سبق أن سعت إليه أمريكا قبل عدة عقود مضت، وقاومته القاهرة بكل قوة وقتها وأفشلته..
كما نتوقع أن يسمع وزير الخارجية الأمريكى تحذيرات واعتراضات، خاصة من القاهرة بخصوص صفقة القرن وتمسكا بدولة فلسطينية على الأراضي التي احتلت في يونيو ٦٧ وتكون عاصمتها القدس الشرقية.. حتى الدول العربية التي تحتاج لتقوية علاقتها بأمريكا الآن نتيجة بعض الظروف الخاصة ليس في مقدورها أن تنفذ طلب واشنطن منها، وهو ممارسة الضغط على الفلسطينيين للقبول بمشروع ترامب.
وَإِذَا كانت أمريكا تعيد تنظيم وجودها في منطقتنا العربية، وتسعى لتحميل القوى الإقليمية بعض الأعباء التي كانت تتحملها في العالم، فإن الأغلب أن هذه الجولة العربية لوزير الخارجية سوف تشمل نقاشا وبحثا مع بعض القادة العرب لتتحمل دولهم أعباء إعادة إعمار سوريا، وهو ما سبق أن أشار إليه ترامب علنا من قبل.