رئيس التحرير
عصام كامل

نجيب محفوظ يكتب: ورد وشوك

نجيب محفوظ
نجيب محفوظ

في عام 2006 وفى مجلة نصف الدنيا كتب الأديب نجيب محفوظ مقالا قال فيه:
الورد والشوك في حياتى موجود، وأنا أرتاح جدا لمنظر الورد، ولكن أغلب الورد أصبح منظرا فقط بلا رائحة، ومن النادر أن تعثر على وردة بلدى وتشم رائحتها، لكن منظر الورد عموما يبهرنى.


أما الشوك الموجود على أفرع الورد فهو مخيف، وما من وردة فيها شوك إلا ويجب التعامل معها بحذر، بالضبط كما تعامل الصفات السلبية الموجودة في شخصية لطيفة لكن بها أشواك يجب أن يتجنبها الشخص حتى لا يجرح المنظر والرائحة الجميلة.

عرفتها أيضا في أزهار فنية وفى لحظات عاطفية وفى بعض الإنجازات حين يوفقنى الله في تحقيقها، وجائزة نوبل كانت صحبة ورد كاملة.

وعموما الأشواك كثيرة جدا في حياتى مثل العثرات في الصحة وفى مختلف نواحى الحياة وظروفها ومسارها، وأيضا بعض الإحباطات وخيبة الأمل في العلاقات الشخصية وأيضا في العلاقات العامة.

وهناك أشواك أدمت قدمي على الطريق، وهى لا يتحمل ذنبها أحد لكنها نابعة من طبيعة المسيرة الادبية خاصة في بداياتها، والصعوبات التي يواجهها الأديب والإهمال الذي يلاقيه.

ويحصد الشخص الشوك حينما يقدره الله على قول الصدق ولم يكن في صالح المستمع.. وأنا خسرت أشخاصا بسبب كلمة حق، وندمت على ذلك لأننى لم أقصد بالحق أن أؤذى أحدا لكنى كنت أقول رأيى، ولا أقصد فقدهم وحزنت جدا على فقدهم.

وفى كتاباتى لا يمكن أن يخلو الكلام من الورد والشوك.. لكن لأن زماننا كان قاسيا، فالشوك فيه كان أكثر من الورد، ولو أحصيت أحداث حياتى فسأجد الاحزان أكثر من الأفراح، والأشواك أكثر من الورود.. لكن يلهمنى الله الصبر والحكمة.

والأشواك والورود ليست اختيارا، بل أحداث يمليها علينا الزمن، والظروف والأحوال، لأننا لسنا أحرارا في حياتنا.

ولذلك فدموعى ليست شحيحة، لكن الضحك أكثر في حياتى لكن الضحك لدرجة الدموع نادر جدا في حياتى.

والضحك أكثر لأن أسبابه كثيرة ومتنوعة وتجمع بين الأضداد، فنحن نضحك في الفرح والحزن، وفيما يفيد ولا يفيد.
الجريدة الرسمية