رئيس التحرير
عصام كامل

توفيق الحكيم يحكي كيف تلقى خبر تكريم عبد الناصر

فيتو

في عام 1958 كرّم الرئيس جمال عبد الناصر الأديب توفيق الحكيم ومنحه وسام الجمهورية، أرفع وسام في الدولة.

كما نشرت مجلة المصور عام 1958: اتفق الأدباء على أن يتجمعوا أمام المجلس الأعلى للفنون والآداب لتقديم التهنئة إلى توفيق الحكيم ثم الاتجاه إلى القصر الجمهورى لتقديم الشكر والعرفان إلى الرئيس جمال عبد الناصر.


وتحدث مندوب المصور مع توفيق الحكيم الذي عبّر عن شعوره فور تلقيه نبأ الوسام الذي كان مفاجأة لم يصدقها واعتقد أنها شائعة دبرها له أبطال المقالب في دنيا الصحافة والأدب.

ويقول الحكيم: كنت جالسا في ركن منعزل من جروبى أتناول قدحا من القهوة، ورن التليفون في جروبى وقال المتحدث هنا رئاسة الجمهورية الأستاذ توفيق الحكيم موجود؟

تبرع الجرسون قائلا: لأ مش موجود وجاء ليبلغنى بما حدث، فقلت له عملت طيب وقلت لنفسى إنه ليس من المعقول أن يطلبنى رئاسة الجمهورية، ظننت أن الطالب هو جريدة الجمهورية لتحصل منى على رد على المتحاملين على.

وفى الثالثة عصرا كنت في طريقى إلى سينما مترو لمشاهدة فيلم "يوريس كارلوف" فقابلنى أحد الصحفيين وقال مبروك أن الوسام شرف للادب والادباء، قلت له ياسيدى الله يحفظك ظنا منه أنه يقصد بالوسام الحملة التي شنتها عليه الأقلام، قابلنى صديق ثان وثالث وكلهم يهنئون بالوسام، وصحت فيهم: وسام إيه يا جماعة؟ قالوا الرئيس أنعم عليك بأرفع وسام في الدولة.

لم أصدق واحدا منهم وقلت هو الهزار والمقالب توصل لكده، قالوا: دا الخبر منشور في الصحف المسائية، لكنى لم أصدق إلا حين قال لى صديق وليس صحفى إنه قرأ الخبر، وكان الرئيس قد قرأ قصة عودة الروح ووجد فيها عبارات على لسان عالم آثار فرنسى في حديث له مع مهندس إنجليزي يعمل في مصر الذي قال "هل رأيت في بلد أشقى من هؤلاء المساكين؟، أوجدت أفقر من الفلاح المصرى ولا أهول عملا"، إنى أعلم ذلك فقد اشتغلت بالحفر والبحث عن الآثار المصرية في قرى الصعيد وعرفت الفلاحين الذين يعملون ليل نهار في البرد القارس والشمس الحارقة.
الجريدة الرسمية