رئيس التحرير
عصام كامل

معجزة ميلاد المسيح


كل عام ونحن جميعا بألف خير، في مثل هذه الأيام وقبل أكثر من 2000 عام تم ميلاد السيد المسيح عيسى ابن مريم عليه السلام من تلك الفتاة الطاهرة العفيفة، مريم البتول التي ولدت يتيمة، حيث توفي والدها عمران وهي في بطن أمها التي نذرتها للعبادة، فتولى كفالتها نبي الله زكريا الذي كان كلما يزورها، ويجد عندها رزقًا، يسألها عن مصدره، فتقول: "هو من عند الله إن الله يرزق من يشاء بغير حساب". 


وطوال تلك المدة كانت مريم فتاة عابدة قانتة تعيش في خلوة المسجد، حتى جاء اليوم الذي أوحى الله إليها عن طريق الملاك بأنها ستلد، حينها تملكتها الدهشة البشرية وتساءلت كيف ألد وأنا فتاة شابة لم أتزوج بعد، ولم يمسسني بشر، وكانت تلك أولى المعجزات حيث ولد المسيح عليه السلام من غير أب.

وأخذت تبحث عن سبب لذلك، فأوحى الله إليها عن طريق الملاك أن اتخذي لنفسك مكانا بعيدا عن البشر، وهذه معجزة أخرى فكلنا يعلم أن النساء في الأيام الأخيرة من الحمل، ومرحلة الوضع يحتجن إلى من يقوم على خدمتهن ورعايتهن، إلا أن الله تعالى أراد للسيد المسيح عيسى بن مريم ولادة خاصة بعيدة عن التدخل البشري، لأنه سبحانه وتعالى هو من يتولى تلك الرعاية.

ولما جاءتها آلام الولادة، ولأنه لا يوجد أحد إلى جوارها، وكمثل سائر النساء تمنت الوفاة إلا أن الله سبحانه وتعالى طمأنها وأمرها بالأخذ بالأسباب، وهناك حدثت معجزة أخرى حيث أنها سمعت من يناديها "ألا تحزني"، وكلنا يعلم أنها كانت بمفردها، لم تخالط بشرا قط، كما أمرها وهي تتلوى من شدة الألم أن تهز الشجرة التي كانت تستظل بها رغم ما قيل عن جفافها، ومع ذلك تساقط عليها "رطبا جنيا".

والمعروف أن" الرطب" هو فاكهة صيفية ورغم ذلك تساقط عليها في الشتاء، وتلك معجزة أخرى من معجزات ميلاده عليه السلام، كما أنها عندما خرجت على قومها تحمله تعجبوا من هذا الأمر، فأشارت إليه لأنها كانت مأمورة بالصيام (الامتناع عن الكلام وليس الأكل والشرب)، وحينما تعجب القوم من ذلك، تحدث إليهم وهو في المهد وكانت تلك معجزة أخرى من معجزاته، حيث تحدث إلى الناس بطريقة يفهمونها ويعقلونها، وتلك معجزة أخرى من معجزاته حيث تكلم في المهد بقدرة الله تعالى وتدبيره.
الجريدة الرسمية