«سوريا» المشاركة الأكبر عربيًا في معرض القاهرة للكتاب
سنوات أليمة عاشتها سوريا تحت وطأة العزلة الثقافية التي تسببت فيها آلات الحرب، إلا أن الثقافة السورية التي تضرب بجذورها عمق التاريخ العربي وثقافته، أبت أن تنهزم في خضم العراك، وأصرت على المشاركة في معرض القاهرة الدولي للكتاب، في دورته التي تبدأ ٢٣ يناير الجاري، بمركز مصر للمعارض الدولية بالتجمع الخامس للاحتفال بدورة اليوبيل الذهبي ومرور ٥٠ عاما على إنشاء المعرض.
وقال هيثم حافظ، رئيس اتحاد الناشرين السوريين، إن أكبر وأكثر المشاركات أهمية هذا العام في معرض القاهرة الدولي للكتاب هي المشاركة السورية، حيث تشارك سوريا بـ ٦٥ ناشر مباشر و٣٥ ناشر بتوكيلات، أي ما يعني مشاركة ١٠٠ ناشر سوري في المعرض، الأمر الذي يثبت أن مشاركة سوريا هي المشاركة العربية الأكبر.
وأكد حافظ في تصريحات خاصة لـ "فيتو" أن الاحتفال باليوبيل الذهبي لمعرض القاهرة الدولي للكتاب كعرس ثقافي وطني، حيث يعتبر الناشر السوري معرض القاهرة هو المعرض الأكثر أهمية بالنسبة له بعد معرضه الوطني في سوريا، إذ يعد المنصة والبوابة الثقافية التي يعرض فيها إصداراته ويقدمها لقارئ العالم العربي ككل، مؤكدًا أن هناك العديد من المشاركات السورية الفعالة في الفعاليات الثقافية والفنية للمعرض.
وأشار حافظ إلى إعداد الناشرين السوريين لمجموعة من حفلات التوقيع لأحدث الإصدارات، إضافة إلى دعوة العديد من الأدباء والكتاب السوريين الذين قرروا المشاركة هذا العام ويأتون خصيصى من دمشق للقاهرة للمشاركة بالمعرض، وستعج بهم أروقة الناشرين السوريين، ومنهم الكاتب فارس السواح، إضافة إلى مشاركة مجموعة من أشهر وأكبر دور النشر السورية مثل دار الفكر، والتكوين، والحافظ.
وأوضح حافظ أن اتحاد الناشرين المصريين والهيئة المصرية العامة للكتاب، بذلوا جهودا كبيرة لتعزيز التواجد السوري والعربي في المعرض، من خلال بروتوكولات التعاون الموقعة بين جميع تلك الأطراف، قائلا: "بالتأكيد نسعى لتطوير منظومة التعاون بيننا وبين الجهات الثقافية لمصر، وتعزيز التعاون الثقافي بين مصر وسوريا الذي يشهد أبهى عصوره".
ووجه حافظ دعوته للأدباء والمثقفين والجهات الثقافية في مصر للمشاركة في معرض سوريا للكتاب "معرض مكتبة الأسد الـ٣١" والذي يقام في شهر أغسطس المقبل، رغبة من الجهتين السورية والمصرية في إعادة جسور الثقافة بين مصر وسوريا وإعادة العلاقات الثقافية بين الطرفين التي عاشت ولا زالت تعيش أزهى عصورها.