الرئيس الفلسطيني لـ«فيتو»: لن أفرط في القدس وعازم على إلغاء أوسلو
أكد الرئيس الفلسطيني، محمود عباس أبو مازن، اليوم الجمعة، على أنه يعاني من صعوبات بالغة مع الأمريكان والإسرائيليين وحماس في نفس الوقت.
وأشار الرئيس عباس، في هذا الصدد إلى أنه التقى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، 4 مرات وفى كل مرة كان ترامب يتفق معه في وجهة النظر الفلسطينية، ثم سرعان ما يتصرف بشكل مغاير لما اتفقوا عليه أثناء المباحثات الثنائية بينهما.
وعد ترامب
وقال الرئيس الفلسطيني، خلال لقائه مع عدد من رؤساء تحرير الصحف المصرية والإعلاميين، الذي انتهى منذ قليل، إن ترامب تحدث معه بصراحة وانفتاح في المرة الأخيرة، وأكد له على أنه متفق معه على حل الدولتين، وبعدها بأيام اتخذ قرار نقل سفارة واشنطن من تل أبيب إلى القدس «المحتلة».
وتابع عباس، أن «اللقاء الأخير الذي جمعه مع نظيره الأمريكي حضره مسئول في الأمن القومي الأمريكي، وطلبت منه حماية الإسرائيليين والفلسطينيين بقوات من «الناتو»، وطلب ترامب من المسئول الأمني تجهيز 6 آلاف جندي للقيام بهذه المهمة، ثم سرعان ما كان إعلانه نقل السفارة إلى القدس.
مقاطعة الأمريكان
وأكد الرئيس الفلسطيني، أنه أصدر قرارًا بمنع الحديث مع الأمريكيين على كافة المستويات الرسمية وغير الرسمية، لافتًا إلى أنه عقب عودته من نيويورك في المرة الأخيرة على هامش مشاركته في الجمعية العامة للأمم المتحدة، طلب الأمريكيون لقاءه في فرنسا، فتم ترتيب لقاء مع القنصل والسفير الأمريكي هناك، وكانت المفاجأة عندما أكد له قنصل واشنطن في باريس، أن هناك مشكلة ليس لها حل وهى أن الكونجرس الأمريكي لديه قرارات منذ 87 تعتبر السلطة «إرهابيين».
السلطة ليست «إرهابية»
وأوضح أن حديث القنصل الأمريكي المثير للاستغراب والاستهجان حول اعتبار الكونجرس السلطة الفلسطينية «إرهابية»، يغفل توقيع السلطة 83 بروتوكولا أمنيا مع 83 دولة منها فرنسا وكندا واليابان وكبرى الدول حول العالم.
وشدد الرئيس الفلسطيني في حديثه مع رؤساء تحرير الصحف المصرية، «إننا مصممون على عدم إجراء حوارات مع الولايات المتحدة، على كافة المستويات ولن أتراجع عن موقفي إطلاقا من القدس».
صفقة القرن
وفجر الرئيس عباس، مفاجأة عندما قال «لا تصدقوا أن هناك شيئا اسمه صفقة القرن»، فإذا كان الحديث يدور بعيدا عن اللاجئين والقدس والحدود، فليس هناك صفقات ولا تصدقوا الشائعات.
وقال، إننا فوجئنا بوثائق تؤكد أن أمريكا، هي التي صاغت «وعد بلفور» ونفذته على الأرض، ووضعت بريطانيا في المواجهة.
أوسلو والانتخابات الداخلية
وعلى صعيد الانتخابات المرتقبة بالداخل الفلسطيني، شدد عباس، على أن الانتخابات ستجري في كافة الأراضى الفلسطينية بما فيها القدس، وأشار إلى أنه إذا لم تجر انتخابات في القدس فإنه لن يقبل بها.
وكشف أبو مازن عن عزمه إلغاء اتفاقية «أوسلو» -المعروفة رسميا باسم إعلان المبادئ حول ترتيبات الحكم الذاتي-، إذا استمر الوضع على ما هو عليه، خصوصا بعد أن وصلت الخطورة إلى القدس، كما أنه لن يقبل بحكم ذاتي للضفة الغربية يتمتع بالحقوق المدنية كما يشاع.
اتفاق مكة
وتطرق الرئيس الفلسطيني إلى الخلافات الحادثة مع حركة حماس، موضحًا، أنه عندما تدخل العاهل السعودي الراحل، الملك عبد الله بن عبد العزيز، في الاتفاق بين حماس والسلطة –اتفاق مكة 2007- أقسمنا اليمين على أستار الكعبة لإنهاء الخلافات، وبعدها بثلاثة أشهر انقلبت «حماس» على الاتفاق المبرم برعاية السعودية.
الدور العربي
وحول ما إذا كانت هناك ضغوط عربية تمارس على السلطة من أجل القبول بتسوية، لا يرضاها الفلسطينيون، نفى عباس الأمر، مؤكدًا على أنه لا توجد دولة عربية تجرؤ على ممارسة ضغوط على السلطة، فكما أننا لا نتدخل في شئون الآخرين نرفض بشدة تدخل أحد في شئوننا الداخلية.
وتطرق أبو مازن إلى الوضع العربي الراهن، قائلا: «كما ترون العرب منشغلين بما لديهم، ولكننا لا نزال نملك العديد من الأدوات لخوض حرب في طريق السلام، أهم تلك الأدوات وجود 6.5 مليون فلسطيني مزروعين في فلسطين الداخلية، كما أننا لدينا فريق عمل للتواصل الاجتماعى استطاع أن يدير حوارات مع الداخل الإسرائيلي، وحقق نجاحات كبيرة في هذا المجال، وخاصة أن فكرة العداء الدائم التي قامت عليها الصهيونية تتلاشى الآن، وأصبحت توجد قطاعات كبيرة في إسرائيل قانعة بضرورة إحلال السلام.