رئيس التحرير
عصام كامل

باحث بتربية الأزهر يضع حلولا علمية لمشكلات المبعوثين لدول أفريقيا

فيتو

قدمت دراسة علمية للباحث حماية محمد جمعة المدرس المساعد بكلية التربية عدة مقترحات للتغلب على مشكلات المبعوثين من الأزهر الشريف لدول القارة الأفريقية الناطقة بغير العربية.


واقترح الباحث بدراسته التي قدمها لقسم التربية الإسلامية إنشاء كلية مستقلة تعمل على إعداد وتأهيل المبعوثين من الأزهر الشريف إلى دول القارة الأفريقية الناطقة بغير العربية على أن تكون الأولوية في الابتعاث لخريجي هذه الكلية، إن لم يكن مقصورا عليها.

إضافة إلى إنشاء أقسام للدراسات الأفريقية بكليات الدعوة وأصول الدين والشريعة الإسلامية، فمن المهام الرئيسة لكليات الدعوة وأصول الدين والشريعة الإسلامية إعداد العلماء القادرين على تبليغ الدعوة الإسلامية بالحكمة والموعظة الحسنة،على المستوى المحلي والعالمي، والعمل على إكساب الطلاب أساليب ومهارات الدعوة إلى الله في العالم وفي إطار فهم لغة المدعوين، وثقافتهم، وتاريخهم، ومشكلاتهم، وخصائصهم النفسية، ومستواهم الحضاري.

بجانب بذل مزيد من العناية والاهتمام بخريجي (قسم اللغات الأفريقية) التابع لكلية اللغات والترجمة بجامعة الأزهرK مشيرا إلى أن العقبة الرئيسية تتمثل في أن لائحة أحكام المبعوثين الصادرة عام 1999م تنص على أن من شروط التقدم لطلب الابتعاث "أن يكون المتقدم قد أمضى خمس سنوات على الأقل من تاريخ مباشرة العمل في مجال التعليم، أو الدعوة، أو الإرشاد الديني، أو في أي عمل يكسبه خبرة فيما سيسند إليه من عمل بالخارج"، وهذا الشرط غير متوفر إلى حد كبير لدى خريجي قسم اللغات الأفريقية.

كما اقترح الباحث عمل دراسة وافية للبلاد التي يتُوجه إليها المبعوثون من حيث نظام الحكم، المذهب الفقهي، العقيدة، العادات والتقاليد، والإمكانات المتاحة، نسبة المسلمين في الدولة، معوقات نشر الثقافة الإسلامية وكيف يمكن التعامل معها؛ لتكون عونا للمبعوثين، فضلا عن إعداد منهج أزهري يراعي البيئات الأفريقية كالخلفيات الفكرية والاجتماعية، ويعالج المشكلات الحياتية التي يعاني منها أبناء الدول الأفريقية، فليس من المقبول أن تطبق مناهج الدول العربية ذاتها في الدول الأفريقية، فهذه المناهج أعدت لتتناسب مع العقلية العربية.

وكذا توفير جهاز إعلامي مثل مرصد الأزهر الشريف يبرز الإنجازات التي يسهم المبعوثون في تحقيقها، كمساهمتهم في تأسيس المدارس والمراكز الإسلامية، وبناء المساجد، ودعوتهم لغير المسلمين للدخول في الإسلام، كما يمكن أن يقوم هذا الجهاز بتتبع يوميات المبعوثينK ورصد أهم العقبات والمشكلات التي تواجههم أثناء قيامهم بواجباتهم اليومية.

وبين "جمعة" أن أهم المشكلات التي كشفت عنها دراسته تتمثل في أن المبعوثين لم يعتادوا العمل في المجتمعات الأفريقية الناطقة بغير العربية، ومن ثم فإن من أهم المشكلات التي تواجههم تتمثل في قلة إدراكهم لطبيعة البيئات الأفريقية وأولويات الدعوة فيها، وأوضاعها الثقافية والاجتماعية والاقتصادية والسياسية، بالإضافة إلى قلة معرفتهم بالديانات السائدة والمذاهب الفكرية المنتشرة، وندرة وجود البرامج اللازمة لإعداد الدعاة للعمل في دول القارة الأفريقية الناطقة بغير العربية بصفة خاصة.
الجريدة الرسمية