أكراد سوريا يسعون لاتفاق مع حكومة الأسد بغض النظر عن الانسحاب الأمريكي
قال مسئول كردي رفيع، إن أكراد سوريا يستعينون بوساطة روسية للتوصل إلى اتفاق سياسي مع الحكومة السورية بغض النظر عن خطط الولايات المتحدة للانسحاب من المنطقة.
ونقلت "رويترز" عن بدران جيا كورد، المستشار في الإدارة التي تدير مناطق الحكم الذاتي الكردية شمالي سوريا، قوله إن الإدارة الكردية قدمت خريطة طريق بشأن اتفاق الحكومة السورية خلال الاجتماعات الأخيرة مع مسؤولين روس وتنتظر رد موسكو عليها.
وكشف جيا كورد أن الأهداف الرئيسية لخريطة الطريق التي طرحت في موسكو تكمن في حماية الحدود السورية من تركيا وإيجاد سبيل لإدماج هياكل الحكم في شمال سوريا في الدستور السوري وضمان توزيع عادل للموارد في شمال وشرق سوريا.
وأكد أن الأوراق الرابحة في أيدي الأكراد، من بينها سيطرتهم على سدود نهر الفرات وحقول النفط والموارد الأخرى في الشمال السوري، وستكون عناصر رئيسية في الحوار مع دمشق.
وأضاف المسئول الكردي أن روسيا وافقت على لعب دور الوسيط، مشيرا إلى أن الغرض النهائي هو الاتفاق مع دمشق وأن القيادة الكردية ستعمل لتحقيق الهدف مهما كان الثمن وبالرغم من معارضة الأمريكيين.
وتابع: "الكرة في ملعب روسيا ودمشق، على هذا الأساس يمكننا أن نتفاوض ونطلق الحوار".
وأردف قائلا: "نعتقد أن روسيا تحاول فتح آفاق جديدة مع دمشق، هذا ما شعرنا به"، مشددا على أن الحاجة إلى دخول في حوار جدي مع دمشق أصبحت الآن أكثر إلحاحا.
وعبر جيا كورد عن اعتقاده بأن إنهاء الاحتلال التركي وإلحاق الهزيمة بالمسلحين المتبقين هناك يتطلب إبرام اتفاقية بين دمشق والإدارة الكردية في شمال سوريا، مضيفا: "هذا سيعطي دفعة كبيرة نحو إنهاء الاحتلال والإرهاب في سوريا".
ولفت جيا كورد إلى أن العناصر "المحافظة" في دمشق أرادت تجاهل التغييرات السياسية وفرض سيطرتها ونفوذها من خلال اتفاقات في المناطق التي هُزِمت فيها المعارضة المسلحة للأسد... وهذا ما رفضناه.
ورحب جيا كورد بالتصريحات الأخيرة التي أدلى بها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب حين قال إن سحب قوات بلاده من سوريا سيجري بوتيرة منخفضة وإن واشنطن تريد حماية أكراد سوريا، مشددا على أن واشنطن لم تناقش الموضوع مع حلفائها في سوريا (الأكراد) الذين فاجأهم القرار الأمريكي بالانسحاب.
وفي سعي منهم إلى ملء فراغ القوة الذي يسببه الانسحاب الأمريكي يرغب الأكراد السوريون في الحصول على مساعدة روسيا في نشر قوات من الجيش السوري على الحدود الشمالية للبلاد في إطار جهود أوسع نطاقا يبذلها الأكراد من أجل التوصل إلى اتفاق مع دمشق يحميهم من الهجوم التركي المرتقب على مناطقهم.