رئيس التحرير
عصام كامل

معاونو وزيرة الهجرة: الإيمان بالله مفتاح نجاح السفيرة نبيلة.. تستشهد بآيات قرآنية في خطبها.. وردَت الجميل لأستاذتها في عيد الأم.. وفتحت خطا ساخنا مع الأزهر للتعاون مع الوزارة

 السفيرة نبيلة مكرم
السفيرة نبيلة مكرم وزيرة الهجرة

داخل الحكومة استطاعت السفيرة نبيلة مكرم وزيرة الهجرة وشئون المصريين في الخارج بوقت قصير أن تسطر اسمها كنموذج ناجح لأمراة قبطية تتولى حقبة وزارية، فاختارتها "فيتو" ضمن المجموعة التي تحتفى بهم في عيدها الثامن المتزامن مع احتفالات أعياد الميلاد.


فمنذ اختيارها وزيرة للهجرة وشئون المصريين في الخارج، قدمت الدكتورة نبيلة مكرم نموذجا يحتذى به في أدائها، واقتحمت كل المشكلات التي يعاني منها أبناء مصر في "بلاد بره"، ونجحت في أن تكون الوزارة حلقة وصل بين الدولة وأبناء المصريين في الخارج.

مكرم التي عملت في السلك الدبلوماسي قبيل اختيارها وزيرة، قدمت صورة مشرفة للمرأة القبطية والمصرية، وفتحت حوارات مباشرة مع كل المؤسسات الدينية وعلى رأسها الأزهر للاستفادة من التعاون بين المشيخة والوزارة.

نشأت مكرم وسط أسرة متدينة، تركت أثرها في تعاملها بحكمة وهدوء، فقد درست منذ صغرها في مدرسة سانت أن انتيد بالإسكندرية، ولم تنس جميل من علموها؛ بل قامت بتكريم مدرستها القديمة الراهبة بولين في عيد الأم، وقدمت لها باقة من الورود، اعترافا بالجميل لما وصلت له من مكانة في حياتها العلمية والعملية، ولأن الهدف الأساسي نهضة الوطن، وتحقيق النفع لأهله؛ ساهمت مكرم بنشاط في دفع المصريين بالخارج للتبرع بالكثير من الأجهزة الطبية التي يصل ثمنها لملايين الجنيهات، ودائما تردد عبارة أنا وزيرة لكل المصريين، وترفض دائما وصفها بأنها وزيرة مسيحية وترفض التمييز والتفرقة وأغلب تعاملها في الوزارة مع موظفين مصريين مسلمين لم تهتم في يوم من الأيام ولم تسأل عن ديانة أي شخص، ودائما تحترم اعتقادات الآخرين وديانتهم، كما أنها دائما ترفض أي تصنيفات.

تتعامل الوزيرة في بيتها على أنها ربة منزل طبيعية تمارس حياتها بشكل طبيعي خاصة أثناء الإجازة يوم الجمعة، حيث إنها تقوم بالطبخ لأبنائها، وتقوم بالتنزه في الأماكن العامة فهي من أسرة عادية من محافظة الإسكندرية.

وبسؤال فريق العمل الذي دائما ما يشاركها النجاحات التي تحققت في الوزارة، قالت مها سالم المستشار الإعلامي لوزيرة الهجرة :"حديثي عن نبيلة مكرم ليس فقط عن وزيرة نجحت في إنشاء وزارة من الصفر، بل عن أخت ومثل وقدوة، تزرع قيم المحبة والعطاء والقدوة وإنكار الذات في كل من حولها..عملها مع فريق العمل تجسيد للتعايش والإخاء كونت فريقا من الشباب في مكتبها الفني، وزرعت فيهم الانتماء لفكرة ربط المصريين بالخارج، وأصبح العمل بالنسبة لهم تحديا جديدا كل يوم ليثبتوا أنهم أهل لثقتها، بالإضافة إلى ادارتها الشخصية لكل الملفات، وابتكارها للموضوعات والآليات، والطاقة الإيجابية التي تبثها فيهم، أكبر حافز للجميع للالتفاف حولها حتى إنها أطلقت على مكتبها الفريق الذهبي، بينما أطلقوا هم عليها "درة التاج"، ولا أنسي كلماتها المطمئنة عند حدوث أي أزمة "صلوا على النبي كده وكله ها يبقي خير".

وأضافت سالم: إن ايمان الوزيرة شديد، ودائما تنسب النجاح لثقتها في الله قائلة: "مفتاح شخصيتها التلقائية والصدق والتواضع والإيمان بالله وتستشهد بآيات القرآن جنبا إلى جنب مع آيات الإنجيل في خطاباتها، وتحترم جدا التزامي وملابسي وحجابي بل وتشيد به".

أما كريم حسن أحد أعضاء المركز الإعلامي فيقول:" على الجانب العملي، السفيرة نبيلة مكرم من أنشط الوزراء الموجودين في الحكومة، ودائمًا ما تكون أفكارها خارج الصندوق، فوزارة الدولة للهجرة وشئون المصريين بالخارج عائدة بعد غياب سنوات، وعلى الجانب الإنساني والاجتماعي، قال: إنه مع الوزيرة من الممكن أن تعمل 24 ساعة دون ملل أو ضيق، وهذا ما يحدث بالفعل، فنحن في بعض الأحيان من الممكن أن نستمر في العمل حتى الفجر، وتكون معنا لحظة بلحظة، هذا علاوة على جو الود والحب وإنكار الذات الموجود أيضًا فيما بين فريق العمل".

أما رضا الشويخي من مكتب الوزيرة فيقول:" قد تكون شهادة مجروحة لوزيرة استطاعت في فترة وجيزة أن تشكّل عائلة داخل وزارة الهجرة، فمع تدشين المكتب الإعلامي منذ نحو 3 أعوام أجد في كل مرة تجمعنا طاولة اجتماع أو التخطيط لإطلاق مبادرة أو مؤتمر سيدة من نوع خاص تشارك الآراء، رغم أنها عملت يومًا في أرقى المواقع الدبلوماسية، سفيرة لمصر في عديد من الأماكن وكانت تأخذ قرارات أصعب في أوقات كثيرة، ولكن ما تردده دومًا أن النجاح الفردي أنانية، ما جعل الجميع يعمل دون كلل أو ملل لإنجاز مهامنا على أتمّ ما نستطيع".

وأضاف:" كثيرة هي الدروس التي نتعلمها من السفير نبيلة مكرم، فرغم البصمة الواضحة التي تتركها وزارة لا يتعدى قوامها 70 فردًا تقريبًا، إلا أن ما ترسخه في أذهان الجميع أن الأفعال أعلى صوتًا من الكلمات، وهو ما جعل القاصي والداني يتحدث عما تقدمه وزارة وليدة في الداخل والخارج من أستراليا لأمريكا لبريطانيا للكويت للأردن للسودان وغيرها، ولم أندهش حين سمعت كلمة معالي الوزيرة وهي تستشهد بآية من سورة التكوير: «وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَن يَشَاءَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ» بجانب الإنجيل، بل لا أبالغ إن قلت إن صورة الرئيس السادات -حيث كان لقبه «الرئيس المؤمن»- تتداعى إلى مخيلتي حين استمع إلى هذه الثقافة الخطابية التي تنادي بالمحبة بين الجميع، وتجذب العقول قبل الآذان إذا تحدثت".

أما دعاء قدري مديرة مكتبها فتقول: إن الوزيرة تتعامل معهم كأنها أخت وصديقة، ولم تفرق يوما من الأيام بأي شخص أو ديانة قائلة: "دايما بحمد ربنا انى كنت من ضمن فريق عملها".

"نقلا عن العدد الورقي"...
الجريدة الرسمية